“ناس وتراث” في بورسعيد تكسر “المركزية الفنية” وتعيد الروح لـ”سينما ريو”

 

كتب- هدى مجدي:

محاولة إحياء التراث والحفاظ عليه في مصر أصبح أكثر ابتكارا وأوسع انتشارا  عن ذي قبل، فأمس الخميس 13 أكتوبر كانت أولى أيام فعاليات “ناس وتراث” في بورسعيد، التي تنظمها حملة بورسعيد على قديمه.

فعاليات “ناس وتراث” تقام في 4 محافظات أخرى، هي القاهرة والإسكندرية والمنيا والمنصورة.

يقول محمد حسن، مؤسس حملة “بورسعيد على قديمه” “كل واحد من الكيانات دي بيحاول يعيد إحياء تراث مدينته، ويحميها من الهدم والتشويه” ومن هنا جاءت فكرة الربط بين الفعاليات في خمس محافظات في وقت واحد.

افتتاح سينما ريو

في إطار تلك الفعاليات أعادت حملة “بورسعيد على قديمه” افتتاح “سينما ريو”، التي تعد من أقدم دور العرض في  بورسعيد، إذ أنشئت عام 1944، وكانت عبارة عن حديقة للعقار الموجود فوقها حاليا الى أن بيع، وتحولت الحديقة إلى سينما ريو.

كان يعرض في سينما ريو الأفلام الروسية والأمريكية…، كما أن تصميمها يشبه تصميم الأوبرا ومن هنا جاء تميزها، إلى أن أغلقت تمامًا، ولم يكن إعادة افتتاحها بالمهمة السهلة، تقول رضوى سالم، عضو الحملة، إن إعادة إحياء هذه السينما استغرق أكثر من ثلاثة أسابيع من النظافة، وترميم الكراسي وطلاء بعض الحوائط وتهيئة المسرح.

ومما يذكر أن السينما عرضت الفيلم الإيطالي cinema paradiso إنتاج عام 1988 الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي سنة 1989.

“محطات” وطرقها المبتكرة لإحياء التراث

تكونت “محطات” سنة 2011، وكان هدفها إتاحة مختلف الفنون لجميع الناس وكسر المركزية الفنية، وشر أنواع جديدة من الفنون، كما تقدم التجارب الحديثة والمعاصرة للفنانين والعاملين في مجال الفنون وأصحاب المبادرات الفنية.

قدمت “محطات” عرضًا مبتكرًا في اليوم الأول من فعاليات ناس وتراث وتولى أمر الحكي المخرج محمد عيسى، ويهدف العرض إلى تعريف الناس بالشكل المعماري القديم لبورسعيد، وجمع بين عرض الحكاوي في شرفة أحد البيوت القديمة بشارع كسرى، وشارع أبوالحسن في حي العرب.

محمد عيسى.

المخرج محمد عيسى حاول دمج ومزج صورة بورسعيد قديما وحديثا عن طريق الحكي، كأنه شخص يحلم بصورة بورسعيد قديما ثم يفاجأ أن كل العقارات القديمة هدمت واستبدلت بعقارت خرسانية عشوائية الترتيب.

يقول عيسى “أنا كنت بحاول كمان أخلي الجمهور يشارك في العرض عن طريق إنعاش ذاكرته ببعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تسكن حي العرب، مثل الممرضة الفدائية ام علي”.

يتابع أن العرض وجه رسالة للحاضرين وذكرهم بما كانت عليها العلاقات الإنسانية قديما وحفلات السمر، التي كانت تقام من خلال “التراسينا”، و”اتراسينا” هو اسم الشرفات قديما، كما حاول العرض مناقشة كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على هذه العلاقات والتقاليد.

وعن عرض الراوي الذي قدمته ميار التهامي، تقول “إحنا بنفكر الناس بمدينتهم وشكلها وأهم الأماكن الأثرية فيها، عشان الناس تبقى عارفة قيمتها، وتحافظ عليها من البيع أو الهدم.

وتوضح أن الشكل القديم الغالب على بورسعيد هي أنها تنقسم لحي العرب المميز بالمعمار الشرقي والمشربيات، وحي الإفرنج المميز بالمعمار الغربي والشرفات المفتوحة.

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر