موسم الحكاوي.. الحلقة الثالثة
يروي عبدالمنعم أبوالحسن، 79 عامًا، بالمعاش، ابن دشنا العزازية، أن شاب رأى في منامه كأنه في الجنة، وراح يمشي ويتأمل جمالها، فوجد جماعة جالسين فسألهم: إن أردت أن أحوز مكانا في هذا المكان الذي لم أر مثله من قبل، فماذا أفعل؟ فقالوا له: صلي على النبي، فكل شيء هنا بالصلاة على النبي، ومد بصره فوجد الحور العين تقف كل منهن على نهر وتملأ جرتها (قلتها)، فسأل القوم مرة أخرى: وإن أردت أن أتزوج من إحدى الحور ماذا أفعل؟ فردوا: تشير إلى إحداهن فتصلي على النبي ثم تشرب من جرتها (قلتها)، ثم تؤدي مهرها، فتصبح حليلتك، ففعل مثلما قالوا وحضرت إليه إحدى الحور وشرب من قلتها، فقالت له سأكون زوجتك مدى الحياة ولكن بشرط “لا تعترض خلق الله” متعترضش خلق الله، فهذا مهري، ولك عندي ثلاث غلطات وبعدها أفارقك، فهل قبلت شرطي، فقبل.
سارا معا، فقابلا مجموعتين من الناس إحداهما بالبر الشرقي للبحر والأخرى بالبر الغربي منه، وقد ربطا كل منهما قاربا واحدا وأخذ يجذب ناحيته دون جدوى لأي فريق منهما، فتعجب الشاب وقال: إنهم حمقى، فلا أحد منهم يستفيد شيئا، فردت عليه الحورية “زوجته”، هذه واحدة، ألم أقل لك لا تعترض خلق الله، وتابعا سيرهما، فمرا على رجل فوق شجرة ثمار، يقطف الثمرة غير الناضجة ويترك الناضجة، فتعجب وصاح، لماذا ترك الثمرة حتى تنضج؟، فقالت الزوجة وهذه ثانية، لا تعترض، وتابعا رحلتهما، فقابلا رجلا يقف في قناة مياه وقد وضع أحد قدميه في القناة فسدها وجعل يغرف ماءا من هنا ويضع هناك، فتعجب منه وأزاح قدمه قائلا: دع المياه تمر، وهنا قالت الزوجة: هذا فراق بيني وبينك، فقال لها حسنا، ولكن استحلفك بالله ونبيه أن تخبريني عن هؤلاء، فأجابت: أما القوم الذين يشدون القارب فهم البشر والقارب هو الدنيا “محدش واخد منها حاجة”، أما الرجل الذي كان يقطف الثمار غير الناضجة، فهو ملك الموت وهو مأمور بذلك فيقطف الصغار كما يقطف الكبار، وأخيرا الرجل الذي كان يسد القناة بقدمه ويوزع المياه من هنا إلى هنا، هو ملك الأرزاق، وهو موكل بهذا من الله، فلا يعلم كيف توزع الأرزاق إلا الرزاق، وقالت في حزم “ما تعترضش خلق الله، وكررتها ثلاث مرات، وهنا استيقظ الشاب من نومه مع أذان الفجر وهو يقول: “متعترضش خلق الله وظل يكررها، ثم ذهب وتوضأ وصلى الفجر وعاد لنومه مطمئنا”.
ساوند كلاود: لا تعترض خلق الله