موسم الحكاوي 5| الثقيل والخفيف والسمين.. حكاية من التراث الشعبي بدشنا
يقول الراوي محمود حجاج، 65 عامًا، مزارع، من عزازية دشنا، إن الأستاذ أحب في أحد الأيام أن يختبر ذكاء تلميذه، فسأله: أخبرني عن أثقل الثقيل وأخف الخفيف وأسمن السمين؟ فراح التلميذ يجتهد في الإجابة فمرة قال إن أثقل الثقيل هو الحديد ومرة الحجارة ومرة الجبال، فهز الأستاذ رأسه بالرفض، وفي الاختبار الثاني، جرب التلميذ الريش والهواء والتراب، فلم يفلح، وفي الاختبار الأخير، تنقل ما بين جميع أنواع اللحوم، من ضأن وماعز وأبقار، ولكنه لم يقنع أستاذه والذي كان يبحث عن إجابة معينة، لم يدركها الفتى، والذي أقر بعجزه أمام أستاذه طالبا منه الحل.
وهنا قال الأستاذ: أما أثقل الثقيل فهو لقاؤك مع عدوك، فليس أثقل على النفس من لقاء العدو وما يستلزمه ذلك من صراع وقتال، وأما أخف الخفيف، فهو لقاء الأحبة، فما أروع أن يلتقي المحب بحبيبه وهو لقاء يتسم بمشاعر الود والتي تكون بمثابة البلسم على الروح، حتى لا يشعر المحب بمرور الوقت، وأما أسمن السمين، فهو ماء شهر طوبة، وهو أحد أقسى شهور الشتاء وفيه يكون الماء ذو كثافة عالية جدا بسبب البرودة الشديدة، وفي حالة شربه يكون شديد التركيز وهو مع ذلك مفيد للجسم بكل عام.
تعليق واحد