«مهرجان الطبول»: 30 دولة في القاهرة من أجل السلام
تختتم بعد غد الجمعة فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، والتي استمرت على مدار خمسة أيام تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام» وبمشاركة 30 دولة حول العالم وعدد من الفرق الفنية. يعود المهرجان هذه الدورة بعد أن توقف العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، ليعد المهرجان الدولي الأول للفنون الذي يجتاز أزمة الوباء ويعود لإقامته على أرض الواقع من جديد.
فعاليات المهرجان
يأتي المهرجان برئاسة الفنان انتصار عبدالفتاح، ويقول: إن عقد هذه الدورة تحت رعاية وزارة الثقافة دليلا على اهتمام الوزارة بعودة الأنشطة في كافة القطاعات لوزارة الثقافة ومن ضمنهم المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، معبرا عن سعادته بنجاح المهرجان بمشاركة الفرق من الجاليات الأجنبية، وعلى وجه الأخص فرقة «القلوب البيضاء» للقدرات الخارقة على حد وصفه وليست الاحتياجات الخاصة.
وأضاف عبدالفتاح لـ«باب مصر» أن وجود الجاليات الأجنبية في مصر وما تحمله من موروثات ثقافية مختلفة، يُتاح لها فرصة تطبيق هذا المزج الثقافي وبالتالي وجود فرصة أكبر للتعرف على هذا الموروث من خلال المهرجان، والذي تستمر فعالياته في قلعة صلاح الدين الأيوبي بشكل أساسي خلال فعاليات الافتتاح والختام وخمسة أماكن ثقافية أخرى.
ويتضمن المهرجان لعام 2021 فقرات جديدة منها: وجود الفرق الإيقاعية المتنوعة والمختلفة من مصر الثرية بالتنوع، وإعادة اكتشافها من خلال المهرجان، مشيرا إلى أن إفريقيا تعد ضيف شرف دائم للمهرجان لأنها الموطن الرئيسي للطبول ومنها مشاركة جنوب السودان، السودان ونيجيريا.
وتستمر فعاليات المهرجان الدولي بأكثر من مكان ثقافي في القاهرة، ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، حديقة الحرية، قبة الغوري، ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وبيت السناري بالسيدة زينب، بمشاركة 30 دولة، وأبرز جنسيات الفرق هي: سوريا، الفلبين، إندونيسيا، جنوب السودان، اليمن، الكونغو، بنجلاديش، فلسطين، الفلبين، وباكستان وغيرها من الفرق المقيمة في مصر.
موطن الطبول
تتنوع جنسيات الفرق المشاركة في المهرجان الدولي، ومنها «فرقة نياكوزازان» للرقصات الشعبية والمسرح، وهي فرقة تنتمي إلى جنوب السودان، تأسست عام 1999، بالكنيسة الكاثوليكية، بمدينة الرنك بولاية أعالي البحار، وكلمة «نياكوازان» مأخوذة عن قبيلة لوكويا وتعني المجد.
ومن السودان أيضا فرقة «جمعية دنقلا» للثقافة والتراث النوبي السوداني، ويطلق عليها أيضا فرقة «نوبان» للآداب والفنون، وكانت قد تأسست في عام 2005، وتهتم الفرقة بالتراث السوداني والنوبي، وتضم 6 فنانين وعدد من الراقصين وأعضاء الكورال، وشاركت في عدد من المهرجانات الدولية مع تكريمها من المملكة المتحدة وأيرلندا وتونس وجنيف.
مجموعة «سيلي زونجو»، وهي فرقة رقص كونغولية مقرها القاهرة، تأسست على يد سيلي زونجو عام 2005 وتهدف إلى نشر الثقافة الكونغولية في جميع أنحاء العالم، وتقدم أنواعا مختلفة من الرقصات مثل الأفرو، والهيب هوب، والبريك، وماكوسا، وكانت قد شاركت في عدد من الحفلات والفعاليات العامة.
الفرق المشاركة
وتشارك أيضا الفرقة الكولومبية المكونة من مجموعة من الراقصين المحترفين المتخصصيين في رقصة السالسا، وغيرها من الرقصات الكولومبية واللاتينية، وتأسست عام 2017، وتضم 3 راقصات و3 راقصين، من مدينة “سانتيا جو دي كلي” بكولومبيا، وفرقة سفارة بنجلاديش بالقاهرة للفنون الشعبية وهي مكونة من طلبة جامعة الأزهر والجالية البنجلاديشية المقيمة في مصر، لتقديم الفنون التراثية البنجلاديشية، والمحافظة على العادات والتقاليد الثقافية والتعريف بها.
وتتميز فرقة «داعي الندا» للتراث الإندونيسي المشاركة بالمهرجان أنها لا تعتمد على الآلات الموسيقية ولكن تعتمد على الأصوات البشرية للأعضاء، وكانت قد تأسست الفرقة في العاصمة الإندونيسينة جاكارتا عام 2003، على يد الفنان نور أخياري وبمشاركة عدد كبير من الطلبة المهتمين بالموسيقى والفنون التراثية، وتخصصت في البداية في الإنشاد الديني ولكن بعد انتقالها للقاهرة توسع مجال عملها واهتمامها ليشمل تقديم كافة أنواع التراث الإندونيسي.
ومن الفرق العربية المشاركة بالمهرجان، فرقة شباب المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، وتضم عدد من الشباب اليمني المقيم في القاهرة، وتقدم أغنيات يمنية مع التعريق بالهوية اليمنية من خلال الرقصات والأغاني والأزياء والحلي، وفرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية، وهي فرقة مستقلة تهتم بتقديم الغناء التراثي الفلسطيني بكافة ألوانه الفلكلورية عن طريق الدبكة والغناء، حفاظا على الهوية الفلسطينية، وكذلك فرقة الفالوجا الفلسطينية للفنون الشعبية والتي كانت قد تأسست في عام 1983 بهدف نشر التراث وإبراز الهوية الفلسطينية عن طريق العروض الفلكلورية.
أما الفرق المصرية المشاركة بالمهرجان، أبرزها فرقة رضا للفنون الشعبية التي تأسست عام 1959 على يد الفنان محمود رضا وعلي رضا والفنانة فريدة فهمي، وفرق الساحل للفنون الشعبية التي تأسست عام 2016، وفرقة نجوم القاهرة للفنون الشعبية التي تأسست أيضا في عام 2006، وفريق القلوب البيضاء لذوي القدرات الخاصة التي تأسست في مدينة المحلة الكبرى وتعد أول فرقة فنية من ذوي القدرات الخاصة وتقدم العديد من الرقصات الشعبية من الفلكلور المصري.
رموز فنية
يكرم المهرجان عدد من الشخصيات البارزة، منهم الكولومبية «توتو لا مومبوسينا»، وهي مغنية وراقصة ومعلمة للموسيقى الشعبية الكولومبية، وتنحدر من عائلة موسيقية احترفت الموسيقى الفولكلورية، وتمثل مومبوسينا الجيل الرابع لهذه العائلة، والسنغالي «دودو نداي روز»، وهو عازف طبل سنغالي توفي في عام 2015، ويعد من أبرز عازفي الطبول في إفريقيا، وصفته الأمم المتحدة بأنه كنز إنساني.
وكذلك تكريم «بابا توندي أولا تونجي» الأمريكي من أصول نيجيرية، وهو عازف طبل توفي عام 2003، ويعد من أبرز عازفي الطبول في العالم، صدر له 17 ألبوم، ويعد صاحب الفضل في تعريف الغرب بالموسيقى الإفريقية، والفنان السوداني «عبدالقادر سالم»، وهو مطرب وملحن وموسيقي وأكاديمي سوداني، معني بالبحث في مجال الموسيقى التراثية السودانية، وموسيقى منطقة “كردفان” تحديدا، وله ما يزيد عن 40 أغنية مسجلة بالإذاعة السودانية.
وسيكرم المهرجان أيضا في حفل الختام الفنان المصري عصمت داوستاشي، والفنانة محاسن الحلو مروضة الوحوش الأولى في مصر، وتعد واحدة من أكبر رموز السيرك القومي المصري، وتعد أول امرأة تدرب الوحوش في مصر والعالم العربي.
تعليق واحد