من جديد.. فنان روسي يتهم مصممة جرافيك مصرية بسرقة لوحة فنية| انفراد
للمرة الثانية اتهم الفنان الروسي جورجي كوراسوف، مصممة الجرافيك المصرية غادة والي، بسرقة واحدة من لوحاته الخاصة بتصميم عبوة مياه غازية دون إذن منه. حيث زعم الفنان سرقة لوحته خلال البحث في أعمال المصممة القديمة بعد سرقتها لوحاته واستخدامها في جداريات مترو الأنفاق.
سرقة لوحة جديدة من جورجي كوراسوف
وكان «باب مصر» قد تواصل مع الفنان الروسي، الذي أكد لنا تقديمه مذكرة رسمية للقضاء للبت في الأمر. يقول كوراسوف في أول رسالة لنا: “تحدثت مع المحاميين، لقد وافقوا على عرض اللوحة. قريبا سأرسل لك صورة مع بعض الملاحظات المهنية”.
وبعد أيام تم نشر خبر عن سرقة واحدة من لوحاته، لكن دون الإشارة إليها أو أي تفاصيل عنها. وعند سؤاله، أجاب: “لا أعرف كيف وصلت المواد المتعلقة بهذه الواقعة إلى المواقع. لقد أبلغت المحامي عن حقيقة السرقة الأدبية الجديدة ويبدو أنه نقل هذه المعلومات إلى مالكي المواقع”.
وأضاف: “لقد طلبت من المحامين عدم اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة المياه الغازية في مصر. أحاول بدء القضية ضد الشركة في الولايات المتحدة. اعتقد أن ذلك سيكون جيدا، أما في مصر سيكون ضد غادة والي”.
الاعتماد على التراث المصري
علق كوراسوف على البيان الذي أصدرته غادة والي بأنها اتبعت فكرة تعتمد على التراث المصري في تصميمها. وقال: “تصريحات غادة والي عن رغبتها في تمثيل ثقافة مصر القديمة بهذا التصميم. لوحتي تمثل ملكة الشطرنج السوداء. هذه صورة جماعية لا يوجد بها أي شيء عن مصر”.
واتبع الفنان في لوحته التي تحمل عنوان “الشطرنج” أسلوبه المعتاد في تنفيذ لوحات تجريدية عن النساء باستخدام ألوان جريئة. وتتسم كل أعماله بتحويلها من المنظور الثنائي إلى أشكال هندسية.
وتحمل اللوحة صورة سيدتين تلعبان الشطرنج معا، ولقب السيدة على اليمين بملكة الشطرنج. وظهر ذلك في التاج الذي رسمه يعلو رأسها ذو أشكال مثلثات، بينما تحمل القطعة الأخيرة في يدها مُعلنة فوزها.
وتساءل: “متى رأينا تاجًا من المثلثات باللونين الأحمر والأبيض في الصور المصرية القديمة؟ هذا تاج الشطرنج. حتى على الرسم الثنائي، لم ارسم كوبرا حتى لا يكون هناك ارتباط مباشر بمصر”.
تفاصيل اللوحة المسروقة
وعن تفاصيل اللوحة المسروقة يقول: “اللوحة باسم (الشطرنج) وتحمل رقم 225، ورسمتها في عام 2015. أي قبل 3 سنوات من مشاركة غادة والي في مسابقة تصميم عبوات المياه الغازية في عام 2018. ولم يتم بيعها حتى الآن، وما زالت معي ضمن مقتنياتي في الجاليري الخاص بي في فلوريدا الأمريكية”.
وأضاف: “أشعر بالخجل الشديد من الطريقة التي تلقت بها غادة والي تعليمها الفني. إنها أعمالي للمرة الثانية دون ذكر اسمي”، نافيا مطالبته تعويض 5 ملايين جنيه. ويقول: “المطالبة بـ5 ملايين للتعويض غير حقيقي، لم أسمع أي شيء عنه. ولم تكتمل قضية تعويض المترو بعد، ولم أتلق أي تعويض. أحاول الاتصال بالمحامي للحصول على المعلومات المتوفرة والتي تم التحقق منها”.
الفن التشكيلي.. بين الاقتباس والسرقة وتوارد الأفكار
بعد عرض الصور على الفنان التشكيلي ياسر جعيصة، قال لـ”باب مصر”: “في هذه الحالة فإنها سرقة واضحة”، وبسؤاله إذا كانت تندرج تحت بند الاقتباس الفني، يقول: “لا، إنها سرقة، لا يوجد اقتباس هنا أو ذكر المصدر”.
لكن هناك 3 مصطلحات في الفن التشكيلي، وهي توارد الأفكار والاقتباس والسرقة، ويقول عن الأولى: “حين يتقدم مشاركان لمسابقة ما في الوقت نفسه بعملين متشابهين، ولا تربطهم أي صلة، ففي هذه الحالة خطرت الفكرة نفسها لكليهما”.
وتابع: لكن حين يبدع فنان في عمل ما ويخرج للنور، وبعد فترة يستخدم أي شخص جزء منها فهو “اقتباس” والاقتباس في العمل الفني يرادف “سرقة فنية”، أما التأثر يكون واضح في جزء بسيط مثل الألوان دون الحاجة إلى النقل. هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فنان لهذا الموقف، فقد حدثت في مواقف عديدة على مر التاريخ.
ويضيف جعيصة: “أسماء كبيرة جدا اتبعت هذا الأسلوب، ومن بينهم بابلو بيكاسو الذي اقتبس من جورج بروند وقدم المدرسة التكعيبية”.
رد غادة والي
كانت قد نشرت مصممة الجرافيك، غادة والي، مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي ترد فيه على هذه القضية، وقالت: “ما يحدث من تنمر إلكتروني ضدي، بدون أن أتكلم أو أدافع عن نفسي، منذ عودتي من إيطاليا بعد إنهاء دراسة الماجستير، وكل هدفي في الحياة هو كيف أجعل تصميماتي تحيي التراث المصري، وهذا ليس أول مشروع أنفذه يحمل الفكرة نفسها”.
وأضافت: “يجب ألا نصدق اتهام أي شخص بدون أدلة واضحة، وحملة شركات المياه الغازية تم تنفيذها في عام 2018، ورسمي الرسومات بيدي، وكانت هذه المرة الأولى التي تقتبس فيها الشركة من فنان مصري، ولا تلجأ إلى فناني نيويورك أو أي مكان آخر عالمي، ولنجاح الحملة استعانوا بي في مسابقة في كلية فنون تطبيقية مع الطلاب بنفس الفكرة وهي كيفية صنع تصميم مصري، وكان هذا الشيء الأجمل الذي رأيته في مسيرتي لأنني شعرت بانتمائهم لتاريخنا والعودة لتاريخنا وتصاميمنا الملهمة الجميلة، وبهذا لا نود تقليد أحد”.
اقرأ أيضا:
إنذار أخير بهدم مقبرة علي باشا مبارك.. وعائلته: نرفض إخلاء المدفن| خاص