مقبرة محمود سامي البارودي وقبة ومسجد «الفلكي» على قوائم الهدم خلال أيام

د. جليلة القاضي: جهاز التنسيق الحضاري يفرط في تراث مصر بموافقته على «الهدد»

وافق وزير الإسكان شريف الشربيني على إخراج مجموعة من المدافن الفريدة داخل نطاق حي الخليفة والمقطم من سجل المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز، بعد موافقة جهاز التنسيق الحضاري. ومن أبرز هذه المدافن: مدفن الشاعر ووزير الحربية الأسبق محمود سامي البارودي، وحوش الفريق إسماعيل سليم باشا، وحوش عائلة ذو الفقار، وحوش عائلة العظم السورية.

وحصل موقع «باب مصر» على مستند رسمي برقم 1045 لسنة 2024 يؤكد قرار الحذف الذي صدق عليه الوزير بتاريخ 16 سبتمبر من الشهر الحالي. جاء القرار بناء على ما ورد من محافظ القاهرة في 27 أغسطس الماضي بشأن توصية قدمتها اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز بالمنطقة الجنوبية. ومن المفترض أن يُنشر المستند -خلال الأيام القادمة- في الوقائع المصرية، ويتضمن حذف مدافن: حوش الفريق إسماعيل سليم باشا، وحوش رشوان باشا عبد الله، وحوش عائلة ذو الفقار الحكيم، ومدفن محمود سامي البارودي، ومدفن زهرة هانم، وحوش عائلة ثابت، وقبة وجامع محمود باشا الفلكي، ومدفن أحمد شفيق باشا، ومدفن إبراهيم الهلباوي، وحوش عائلة العظم السورية.

تساؤلات حول الجبانات

الدكتورة جليلة القاضي، أستاذة التخطيط العمراني بجامعات باريس، قالت إن هذا القرار يطرح العديد من التساؤلات، حيث كان مقررًا منذ فترة حذف 37 حوشا في المنطقة وإزالتها. لذلك، تتساءل: هل هذه هي المجموعة الأولى من ضمن الـ37 التي كان من المفترض إزالتها، أم حدث تراجع واكتفوا فقط بـ10 مباني؟

وأضافت: للأسف، التنسيق الحضاري هو من سمح بالتفريط في المباني المميزة، لأن ذلك حدث بموافقة من جانب بعض مسؤولي الجهاز، إذ كان من الأولى لهم الدفاع عن هذه الأحواش التي قرروا شطبها.

وأكملت: “الهدم في شارع الإمام الشافعي عمومًا غرضه تنفيذ محور مروري في المنطقة يربط بين الشرق والغرب من ناحية بحيرة عين الحياة، وصولا إلى شارع صلاح سالم، ثم طريق الأوتوستراد. هذا بالإضافة للرغبة في توسعة شارع الإمام؛ ولذلك يتم هدم وإزالة أحواش كاملة أو جزء منها لاعتراضها عملية التوسعة، ومن بينها حوش ومسجد الفلكي على سبيل المثال”.

وعن خطورة القرار قالت: “القرار يعني تشويه القاهرة التاريخية، وتشويه الهوية البصرية للجبانات، فهذه المنطقة عرف عنها تناسق أحواشها الفريدة، وهذا النسيج يتم هدمه الآن واستغلال مساحاته. فهي المنطقة الأجمل ضمن نطاق الجبانات، وكان الأولى تنفيذ المشروع داخل المنطقة السكنية المحيطة بالمنطقة، لأنها أصلا تم بنائها بشكل عشوائي وسط المقابر، إذ استغل السكان الانفلات الأمني الذي حدث في أعقاب ثورة يناير، مما نتج عنه تكثيف عمراني شديد. لذلك كان الأولى إزالتها، وعدم تدمير الجبانات بهذه الصورة”.

اعتراضات

من جانبه علم «باب مصر» أن بعض من أعضاء اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز قد قرروا الامتناع عن الموافقة على السماح بحذف هذه المباني المميزة، إلا أنه لم ينظر إلى أي من هذه الأصوات، وتقرر في النهاية السماح بحذفها.

اقرأ أيضا:

إزالة ترب باب النصر لبناء «جراج» متعدد الطوابق!

من جديد.. معاول الهدم تستأنف إزالة الجبانات التاريخية بعد وقف الدفن بها

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر