معارك قربة وشياطة ودير المناصب.. ثورة مصر المنسية في مطروح
كتب: إيمان عليان
“أخيرًا مقاومة أهل مطروح للاحتلال الإنجليزي عام 1915، تدون في التاريخ الرسمي للدولة”.. بهذه الكلمات بدأ الشاعر قدورة العجني، عضو اتحاد كتاب مصر، حديثه عن كتابه “ثورة مصر المنسية”، الذي يتم إصداره بمؤتمر أدباء مصر في الدورة الثالثة والثلاثين بمحافظة مطروح.
مئويات غيرت خريطة العالم
وقال العجني في كتابه، إنه في هذه الأيام من عام 2018، تطل علينا مئويات غيرت خريطة العالم أجمع، منها تواصل الحرب العالمية الأولى وقرب نهايتها، وتأثيرها الواضح من غياب إمبراطوريات وظهور أخرى.
وأضاف، أنه منذ فترة قصيرة مرت علينا مئوية الثورة الروسية البلشفية في أكتوبر 1917، بقيادة لينين وستالين وستروفسكي، وبدأت في إثرها الحرب الأهلية في روسيا بين الجيشين الأحمر بقيادة البلاشفة والأبيض بقيادة القياصرة الذين خسروا في النهاية بعد ثلاث سنوات من المواجهة، وتغيرت خريطة العالم معها بظهور الاتحاد السوفيتي والشيوعية والماركسية اليسارية والثورة الاشتراكية على الرأسمالية العالمية، وهي الثورة التي يتفق المؤيدون والمعارضون على أنها أقوى الثورات تأثيرًا في أنحاء العالم في القرن العشرين.
وتابع الشاعر قدورة العجني، أنه مرت علينا في الوقت نفسه الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، ذلك الوعد الذي قطعه مستر بلفور، وزير خارجية المملكة المتحدة البريطانية، بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين حين أعطى من لا يملك وعدًا لمن لا يستحق، ونتائج هذا الوعد الذي نفذ فيما بعد ما زالت تعاني المنطقة تبعاته حتى الآن.
الحديث عن الثورة الشعبية المصرية
وأردف العجني أنه بعد أشهر قليلة أيضًا ومع إطلالة العام الجديد 2019، نكون على موعد مع ذكرى الثورة الشعبية المصرية العارمة ضد الاحتلال البريطاني والتي اصطلح على تسميتها بثورة 19 أو ثورة سعد زغلول، وهي انتفاضة شعبية عارمة قام بها الشعب المصري ضد الاحتلال وأعوانه، وأدت إلى كثير من المكاسب وغيرت كثير من معالم المشهد السياسي والاجتماعي والبرلماني في مصر، مع أنها لم تصل إلى طرد الاحتلال البريطاني في النهاية، ولذلك أصدر كتاب ثورة مصر المنسية للحديث حول هذا المحور بالتفصيل.
وأكد الشاعر في كتابه، أن مصر كانت موجودة وبقوة في كل هذه الأحداث، ومرت بمراحل عديدة في تاريخها، مراحل قوة في تاريخها القديم، حيث الحضارة الضاربة في أطناب التاريخ، وهي مهد الرسالات السماوية بداية من نبي الله سيدنا إدريس إلى أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم إلى سيدنا يوسف وإخوته ووالدهم سيدنا يعقوب ثم سيدنا موسى وسيدنا هارون وصولًا إلى سيدنا عيسى عليهم جميعًا السلام، ثم مصر الإسلامية العربية ودخولها في دين الله أفواجا، واتباع الرسالة المحمدية الشريفة بداية من الفتح الإسلامي على يد الصحابي عمرو بن العاص إلى يومنا هذا.
وكانت فترات نهوض وريادة وقيادة مثل عصر سيف الدين قطز، قاهر التتار المغول، وصلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين، ونهضة مصر الحديثة في عصر محمد علي وغيرها، وفترات أخرى من التراجع وضعف المردود الإنساني في عصور مختلفة مثل فترة الحرب العالمية الأولى.
معركة قربة وشياطة
وأوضح العجني، أنه قد مرت منذ أيام ذكرى مئوية إحدى معارك المقاومة الباسلة، وهي معركة (قِرْبه) و(شيّاطهْ) و(دير المناصب)، وهي مناطق صغيرة محاذية لمدينة سيوة كانت شاهدة على بطولات في معارك قادها البطل محمد صالح حرب، وثلة من أبناء مصر في سيوة والواحات القريبة منها، وها قد وصلنا إلى ذكرى مرور مائة وثلاثة أعوام على معركة وادي ماجد الأولى (11 ديسمبر 1915م)، ومعركة وادي ماجد الثانية في 25 ديسمبر 1915.
ولكن البداية قبل ذلك بكثير، وأكبر وأخطر مما يتصوره كل من قرأ أو سمع عن مقاومة المصريين في مطروح، ومعركة وادي ماجد في ديسمبر عام 1915، بل إن الموضوع أخطر وأكبر من مجرد معركة أو اثنتين، ولقد سماه أحد أهم قادته وهو اللواء محمد صالح باشا حرب بأن ما حدث في مطروح والواحات هو ثورة مسلحة، وبعد اطّلاعنا على عديد المراجع والمذكرات وجدنا أن لديه كل الحق في هذا لأنها بالفعل ثورة مسلحة بأشخاصها وأحداثها الجسام.
يذكر أن الكتاب يتضمن 75 مرجعًا، منها وثائق مذكرات عبد الرحمن باشا عزام الصادرة بالتركية والفرنسية، وعددًا من الدراسات التي تحدثت عن ثورة 1915 من مركز الدراسات الليبي، ومذكرات محمد صالح حرب التي كتبت فى مجلة الشبان من سنة 1959 و1964، بالإضافة إلى عدد من المراكز البحثية الأجنبية، مشيرًا إلى أنه سيتم إصدار الكتاب بمؤتمر أدباء مصر بمطروح.
تعليق واحد