«مروة ونانسي»: ترميم الأثاث بالعملات الخشبية
حب الفنون والأعمال اليدوية كان الدافع لمروة ونانسي في بدء مشروعهما الخاص في مجال تجديد وترميم الأثاث بإتباع أحدث أساليب التجديد والتلوين، حتى ابتكرتا فكرة استخدام التراث المصري في الأثاث، مثل «الطبلية» لشهر رمضان وتكون مزينة برسومات مستوحاة من مشاهد مصرية مثل أوبريت الليلة الكبيرة أو صانع القطايف والمسحراتي، وكذلك «العملات الخشبية» ودمجها في الديكور والأثاث لتصبح العملات القديمة جزءا من كل بيت مصري، وبدورها تساهم في توعية الجيل الحالي بالتاريخ من خلال العملات المستخدمة قديما.
بنت في ورشة نجارة
يرجع ابتكار العملات الخشبية إلى مروة مسعود ونانسي رجاء، ويرجع حب مروة للأعمال اليدوية منذ تخرجها في كلية التربية الفنية، واتجهت للعمل في مجال صناعة الأثاث والمستلزمات، وشجعها على العمل في المجال امتلاك والدها لـ«ورشة نجارة»، مما جعلها تفكر في الحصول على الأثاث القديم من المخزن وبدورها تقوم بإعادة تجديده وتزامن بداية العمل مع مرض والدها، “كان لازم أنزل وأبقى معاه”.
بعد وفاة الأب قررت مروة الاتجاه لأعمال «النقاشة» واستمرت في «التشطيبات» كما يُطلق عليها، لمدة 4 سنوات، لتبدأ مرحلة التوقف عن العمل بعد الزواج والإنجاب وبعد عامين عادت من جديد لعملها المفضل، ولكن قبل البدء قررت إثراء خبراتها، فحصلت على دورة تدريبية لتجديد الأثاث، “كنت عاوزة أفتح ورشة نجارة بابا من جديد لكن بطريقة مختلفة”.
ترميم الأثاث
وقابلت خلال الدورة التدريبية شريكتها نانسي رجاء، وتقول نانسي لـ«باب مصر» إنها اتجهت لهذا المجال البعيد عن دراستها في إدارة الأعمال لرغبتها في خوض تجربة جديدة، خاصة بعد استقالتها من عملها مدير مكتب رئيس وزراء سابق.
أربعة أعوام جمعت بين الفنانتين، تحولت علاقة العمل خلالها إلى صداقة، وكان المشروع هو تجديد الأثاث القديم بطرق حديثة، مع تصميم وتنفيذ ديكور في ورشتهما في منطقة السيدة زينب، وسرعان ما حولت الشريكتين مشروعهما إلى استخدام تقنيات حديثة في مجال تجديد وتلوين الأثاث، وتقول مروة: “لم يقتصر العمل على الدهان فقط، أصبحنا نستخدم تقنيات حديثة بعد تعلمها من الدورات التدريبية”.
تتنوع تقنيات تجديد الأثاث بين “الفينتاج” و”الديكوباج” وأحدث صيحة هي “الشابي شيك”، فضلا عن تقنية الرسم اليدوي التي رغم بساطتها إلا أنها مكلفة وتستغرق وقتا أطول، وكذلك تقنية “البوهو ستايل” وكذلك التقنيات التي يتم استخدام الألوان والتداخل والتعتيق للأثاث، وذلك يرجع للتكلفة التي يحددها مالك الأثاث والذوق العام الذي يفضله، كما أوضحت نانسي.
أثاث «العمر كله»!
تصل التكلفة لتجديد بعض الغرف إلى 10 آلاف جنيه، ورغم أن البعض قد يعتبره مبلغا باهظا لأثاث قديم، ولكن تفسر مروة أنه لا يضاهي سعر غرفة جديدة بنفس جودة الأخشاب القديمة، مثل الخشب الزان أو القشر الأرو، والتي قد يصل مبلغ تنفيذها حاليا إلى أضعاف مبلغ التجديد، “نحن ننفذ إحياء للأخشاب، وسعر الغرفة التي قد يتم تجديدها يصل ثمنها إلى 60 ألف جنيه”.
باختلاف المشاريع في مصر لدهان الأخشاب وتجديدها، إلا أن الشريكتين تتبعان مبدأ “شغلنا مش دهان وبس”، حيث يمر العمل بعدة مراحل منها إزالة الدهانات القديمة وتأسيس جديد للدهان مع تنفيذ الحماية المناسبة للخشب، وإتباع العديد من الخطوات التمهيدية قبل الدهان، والذي عادة ما يحول الغرفة إلى قطعة فنية، “اعتقادنا أن عملنا مختص لسلعة معمرة ولهذا فإننا نعمل على ترميمها لتصبح صالحة للاستخدام سنوات أطول”.
يستغرق ترميم قطعة أثاث واحدة وقتا طويلا، نظرا لعمل نانسي ومروة دون اللجوء إلى مساعدة عمال آخرين، “عشان فاهمين كويس في شغلنا وكل حاجة تاخد وقتها”، أما للأعمال الشاقة فيلجأن إلى عمال دون التطرق لتنفيذ خطوات الترميم.
العملات الخشبية
الحنين إلى الماضي وحب المقتنيات القديمة، دفعهما لابتكار “العملات الخشبية” وهي ديكور مستوحى من شكل العملات القديمة وسجلتا الفكرة باسمهما لضمان حقوق الملكية الفكرية، وخطرت الفكرة لهما بعد طلب عميل لترميم مكتبة “اور استيف” مع طلبات خاصة مثل إظهار الأرو مع استخدام الألوان، فجعلتا الأطراف ذات طابع يغلب عليه الصدأ خاصة أنها قطعة من أثاث والدته عمره يزيد عن 50 عاما، ومن هنا بدأتا في العمل على إضافة الصدأ أثناء الترميم والتجديد.
بعد تنفيذ عدة قطع بالطريقة نفسها، اتجها لتنفيذها في العملات القديمة التي دائما ما يغلب عليها الصدأ، ولكن بتنفيذ مستنسخات خشبية منها صالحة للاستخدام ديكور أو ساعات، وبعد تنفيذ التصميمات قام متخصص باستخراج العينات لمعرفة مدى نجاح الفكرة، واستغرقت 3 أشهر لإصدار أول قطعة، ويتم استخدامها بأكثر من طريقة سواء ساعة أو ديكور، أو في الطاولات وغيرها.
شاركت مروة ونانسي بديكور العملات القديمة في معرض «تراثنا» وكانت هذه القطع هي الأكثر مبيعا، وضمن تسجيلها حقوق ملكيتهم للفكرة لعدم التعرض لشرط جزائي، “سعداء إننا ابتكرنا منتج جديد مستوحى من التاريخ المصري وشهد إقبال متزايد منذ طرحه”، وشمل التنفيذ تصميمات للعملات المصرية مثل المليم، 10 قروش، عملات ملكية للملك فؤاد، عملات للملك حسين كامل، ثم تنفيذ عملات عربية وأجنبية مثل 5 فرانك المغربي وغيرها من العملات.
تعليق واحد