مدفع الإفطار.. اضرب
كتب – الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية
“مدفع الإفطار.. اضرب”.. جملة اعتدنا عليها صغارا وهي عادة تسبق آذان المغرب في أيام شهر رمضان المبارك.
محض الصدفة
وأول مدفع رمضاني أطلقه مصادفة أحد الجنود خلال فترة حكم محمد علي، حيث كان يجرب مدفعا جديدا من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خططه لتحديث الجيش المصري، وصادف ذلك وقت آذان المغرب فاعتقد المصريون أن الطلقة مقصودة لتذكرهم بميعاد الإفطار، ومن ثم أصبح تقليدا.
3 مدافع لرمضان في القاهرة
رواية أخرى ترجح أن إطلاق المدفع كان أيضا مصادفة وبالطريقة ذاتها، ولكن كان في عهد الخليفة المملوكي خشقدم أحد سلاطين الدولة المملوكية الشركسية، فأول مكان استقبل مدفع رمضان كانت قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ومن ثم أمر الخديوي عباس، والي مصر عام ١٨٥٣ بوضع مدفع آخر يطلق من سراي عباس بالعباسية، ومن ثم أمر الخديوي إسماعيل بمدفع آخر ينطلق من جبل المقطم حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة.
مدفع قايتباي
وفي الإسكندرية وضع مدفع بقلعة قايتباي، في ذلك الوقت كان يقام احتفال مهيب قبل بداية شهر رمضان بخروج المدافع من القلعة محمولة على عربات ذات عجلات ضخمة، على أن تعود بعد نهاية العيد إلى مخازن القلعة ثانية، وزادت عدد مدافع رمضان بالقاهرة إلى سبعة مدافع تنطلق في وقت واحد من قلعة صلاح الدين والمقطم وسراي عباس وفي الإسكندرية.
مدفع نابليون
وإضافة إلى مدفع قلعة قايتباي أقام نابليون عام ١٧٩٨ بمرصد حلوان، مدفع فوق كوم الناضورة مزود ببطارية، حيث يتم اسقاط الكرة ساعة الغروب فيحدث عنها صوت، وقد أصبح هذا الصوت مدفع الإفطار، وأطلق على الكرة اسم «كرة الزوال» أي زوال الشمس، كما وضع مدفع آخر بالمنطقة الشمالية وبالأمن المركزي ببحري.
الوضع الحالي المخاطر التي تهدده
واستمر صوت المدفع عنصرا أساسيا في حياة المصريين حتى مطلع القرن الماضي عندما ظهرت الإذاعة المصرية تبث عبر أثيرها صوت المدفع، فأهمل المدفع الأصلي وتوقف إطلاقه من القلعة وتحول إلى مجرد مؤثرات صوتية من الإذاعة.
وتزامن ذلك مع تحذيرات هيئة الآثار المصرية من أن 123 طلقة التي يطلقها المدفع تسبب في خلخلة التربة والاهتزازات الناجمة عن إطلاقه في المنطقة التي تعد متحفا مفتوحا للآثار الإسلامية والتيتضم قلعة صلاح الدين الأيوبي والجامع المرمري، الذي بناه محمد علي الكبير وفقا للطراز المعماري العثماني، إضافة إلى جامعي السلطان حسن والرافعي، ومتاحف القلعة الأربعة.
تعليق واحد