ماذا نعرف عن عملية نقل مركب خوفو للمتحف الكبير؟
بدأت من قليل عملية نقل مركب خوفو الأولى من موقعها بمنطقة الأهرامات للمتحف المصري الجديد، تمهيدًا لعرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي، وهي العملية التي جرى الإعداد لها لشهور كثيرة ، وتستمر عملية النقل نحو عشر ساعات، حتى صباح الغد.
وصرح مصدر مسئول داخل وزارة الآثار لـ «باب مصر»: إن عملية الإعداد للنقل كانت معقدة فقد كلفتهم الكثير من الوقت والمجهود مثل الإعداد لموكب نقل المومياوات الملكية، حيث جرى إعداد المركب من خلال فك مقصورة القائد والمجاديف وتثبيتها وتغليفها ومن ثم نقلها للمتحف الكبير، وقد قمنا خلال الفترة الماضية بإعداد المنطقة المحيطة من خلال رفع الأحجار الموجودة عند الحفرة التي اكتشفت بها المركب، كي لا تشكل عائق لعملية النقل، بالإضافة إلى أننا أحطنا مركب خوفو بدعامات حديدية تمنع اهتزازها، ومن ثم صنع فريق الترميم بالمتحف المصري الكبير قفص خشبي لتثبيتها، تمامًا كما فعلنا مع المومياوات الملكية -باختلاف الطرق المستخدمة- ووفقًا للسيناريو الذي وضعناه فإنه من المفترض أن يتم النقل حوالي السابعة مساء يوم الجمعة من خلال دخول العربة الآلية التي صممت خصيصا لهذا الحدث داخل المتحف القديم وذلك لإحاطة المركب بالصندوق الحديدي المعد لنقله وتحريرها بشكل نهائي من المتحف القديم ورفعها عبر القنطرة والزلاجات المثبتة أسفل المركب إلى العربة الآلية».
وأضاف المصدر: أنه تم إعداد مسار خاص بها وتهيئته بشكل كامل ليتوافق مع أبعاد العربة المصممة إذ تصل العربة لبوابة طريق الفيوم، ومن ثم تنحرف للخروج من خلال مخرج تم إعداده ليتناسب مع ابعاد المركب وعربة النقل.
بعد ذلك ومع وصول المركب للمتحف يتم رفع الحاوية عبر ونش ومن ثم إنزالها بموقع داخل المتحف سيتم استكمال بناءه بعد إدخال الحاوية، التي تحوي المركب.
عملية معقدة
الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق في حديثه مع باب مصر صرح أن التفكير في نقل المركب لم يكن ضمن السيناريو الموضوع للمتحف أصلًا منذ البداية، لكنه أضيف بعد ذلك للسيناريو، وهي عملية معقدة بالفعل ولو حدث دون أن تمس المركب بأي سوء سيكون نجاحًا كبيرًا للزملاء بالوزارة، وذلك بسبب خطورة الوضع خاصة وأن المركب سيتم نقلها دون تفكيكها، ولذلك تم إعداد الكثير من التجارب لنجاح هذه العملية، لأن الوضع خطر، خاصة في عملية النقل، وأنا اعتبر أن عملية النقل لها العديد من المزايا منها أنه سيتم عرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي للمتحف الكبير.
الجدير بالذكر أن اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، قد صرح في وقت سابق أن عملية النقل ستتم بواسطة عربة ذكية ذات تحكم عن بعد وتم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة، بعد حمايتها وتأمينها أثناء التحرك. مضيفا:” أجرينا العديد من التجارب التي تهدف إلى اختبار كفاءة العربة وقدراتها على التحمل أثناء عملية السير على المحاور المختلفة للطرق صعودا وهبوطا، بالإضافة إلى معرفة مدى قدرتها على المناورة في المنحنيات وفروق الارتفاعات بالطرق، وهي تحمل أوزانًا مماثلة لوزن المركب، ونموذجًا للهيكل المعدني الواقي لها، وبنفس الطول والعرض، والتي أثبتت نجاحها؛ وقدرة وكفاءة العربة الذكية على إتمام عملية النقل بنجاح حيث تم الاطمئنان الكامل على توازن العربة، وسلامة وثبات الهيكل المعدني أثناء السير وعند المنحنيات مع كفاءة وسلامة الطرق.
السفن الجنائزية
قادت الصدفة وحدها الأثريين عام ١٩٥٤ للعثور على المركب عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة بمصر، وقد لوحظ بالصدفة وجود حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز ومتصلة ببعضها بالحبال لا ينقص منها أي جزء أعيد تركيبها فبلغ طولها أربعين مترا سميت بمركب الشمس وسميت سفينة خوفو ومن المعروف أن السفن الجنائزية صممت للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة والتي عرفت بأنها “سفن روح الالة”.
أقرأ أيضا:
جدل بعد افتتاح مغارة دير درنكة آخر محطات العائلة المقدسة بمصر
2 تعليقات