قصر زقلمة باشا.. 150 عامًا من مقاومة الزمن
كتب – حسن فتحي وإلهام علي ونورا منصور
تصوير: أحمد دريم
على بعد أمتار من لافتة مدخل قرية النخيلة بمركز أبوتيج، يلفت نظرك من ناحية اليسار مبنى كبير مزخرف بالأشكال والرسومات المعمارية القديمة يطلق عليه قصر زقلمة باشا ، يطل مباشرة علي شارع الجمهورية الرئيسي للقرية.
مكونات قصر زقلمة باشا
يتوسط القصر حديقة مزروعة بأشجار الفاكهة المختلفة يحيطها سوار عالي مبني من حجار الجير القديمة، بها بواباتان إحداهما بعدما تدخل منها تجد على جانبيك غرفتين عملاقتين يقطن بهما الحارس وأسرته، وبعدها فناء يربي فيه الطيور المنزلية، وبوابة أخرى خشبية ضخمة من الناحية القبلية، كانت تستخدم لدخول الخدام والعاملين وخيول الباشا.
يتكون قصر زقلمة باشا من 3 طوابق؛ أعلاها غرفتين يطلان على سطح القصر، وللقصر مدخلين أحدهما من الناحية البحرية التي يطل عليها وهي عبارة عن بندرة بها دراجات من الرخام حتى تصل إلى المدخل المزخرف بالرسومات اليونانية القديمة، والمدخل الآخر في أقصى الناحية القبلية للقصر ويطل على الناحية الشرقية للحديقة، والتي تضم السلم الرئيسي الذي يدخلك إلى الطوابق العليا.
أما عن أسوار السلم وحواجزه فمصنوعة من الحديد المزخرف، ودرجات من الرخام المعلقة على العروق الخشبية والكاميرات الحديدية، التي تشبه قضبان السكة الحديد، وكل طابق له 3 أبواب خشبية مرتفعة لها أقفال قديمة، تؤدي جميع مداخله إلى بعضها من الداخل، وكذلك يوجد من الناحية القبلية للسلالم في كل طابق شبابيك بها زجاج ملون يستخدم في إضاءة القصر.
أعلى القصر يوجد قبة مصنوعة من الخشب في اتجاه السلالم، بها زجاج ملون يعكس الإضاءة لأسفل، وبجانبها غرفتين كبيرتين يطلان على السطح وبهما بعض بقايا الملابس القديمة، يظهر علي السطح قوالب طوب حمراء مرصوصة بشكل جمالي تحمي القصر من سقوط الأمطار وعوامل الجو، يحيط بفناء السطح سور يصل ارتفاعه إلى متر، تشاهد من خلاله جميع معالم القرية بما في ذلك نهر النيل الذي يبعد 300 متر عن القصر من الناحية الشرقية.
طوابق القصر
يتكون كل طابق في القصر من 8 غرف كبيرة يطلون جميعهم على صالة كبيرة لها بندرة تشبه الشرفة الكبيرة تطل على الوجهة البحرية، لها سور مطرز بالأخشاب القديمة، ومن الناحية القبلية للصالة 3 أبواب يطلون على السلالم، وكل طابق به 18 شباكًا خشبيًا قديم يطل على جميع الاتجاهات، وحوائط القصر مبنية من الطوب الأحمر والجير والحمرة.
يقول محمد سيد، حارس القصر، يعيش هو وأسرته، إنه لا يستطيع أن يفتح لنا الغرف بالقصر نظرًا لوجود متعلقات وتحف مرتفعة الثمن، وأصحابه شددوا عليه عدم فتحه لأي أحد مهما كان موقعه.
وعن عمر القصر أوضح أنه ورث هذه المهنة من والده، الذي كان يعمل حارس أيضًا، ويرجع عمر القصر إلى أكثر من 150 عامًا ومساحة الأرض التي يقام عليها 8 قراريط، وأن القصر يمتلكه ورثة زقلمة باشا من أحفاد أبنائه جيد زقلمة، وفريد زقلمة، وعماد رشدي، زقلمة هم الذين يتواصلون معه.
تعليق واحد