قصر ديمتري باشا.. آخر بقايا الحزب الوطني يواري الثرى
كتب – فاتن الخطيب
بقايا من قصرٍ عتيق شُيد على طراز مميز صارت محاطة بسياج من حديد بعد هدمه، هو قصر ديمتري باشا الشهير بقصر الحزب الوطني، كان القصر مقرًا للحزب الوطني سابقا، وقرر الورثة هدمه بعد حل الحزب.
موقع قصر ديمتري باشا
يقع القصر بشارع 26 يوليو بمدينة أسيوط، وصار الآن بعد هدمه مساحة فضاء بجوار منطقة المنفذ.
بالبحث عن الورثة أخبر عاملون بالمحال التجارية في المنطقة المحيطة أنهم يقطنون أمريكا فيما عدا وريث منهم بالقاهرة، ولا أحد منهم يعرف كيفية الوصول إليه، فلقد كان المكان فارغا خاويا إلا من بعض الملابس المُعلقة على حبل تراها من خلف السياج الحديدي.
بالرجوع إلى القصر قبل هدمه فقد كان قصرًا فخما من طابقين؛ غلبت عليه زخارف الإنشاء المميزة والبارزة، وحوله تذكر أسماء فرغلي، مفتش آثار، يرجع تاريخ إنشاء القصر إلى القرن العشرين الميلادي وبالتحديد عام 1923 ومؤسسه المهندس بدر.
ومُنشىء القصر هو ديمتري بشارة أحد أعيان مدينة أسيوط، وخصص الدور الأول كنادي كان أغلب أعضائه من الأسيوطيين الذين يقضون وقتهم بالتسلية بلعب النرد وخلافه من الألعاب المستخدمة في التسلية آنذاك.
وصف القصر
وبالعودة للوصف فمدخل قصر ديمتري باشا عبارة عن حديقة متسعة والطابق السفلي له مدخل من البلاط المزخرف، في آخر طرقة المدخل سلم رخامي له درابزين مزخرف ثم طابقين علويين. الطابق الأول العلوي تُطل منه شرفات لها سور دائري مزخرف بالعرائس للزينة وينبثق منها ثلاثة أعمدة لها رؤوس مزخرفة بين كل عمود والآخر رسم بيضاوي في السطح كشكل هندسي جمالي، يرتكز على تلك الأعمدة شرفات الطابق الثاني العلوي، إذ أن الدور الأرضي كان به بعض من حجرات وبدروم له نوافذ صغيرة تُطل على الحديقة الشاسعة المُحاطة بسور كبير، وبداخل تلك الحديقة أشجار وزراعات مختلفة للورود متنوعة الألوان.
تكثر بالقصر في طابقيه العلويين الشرفات المُطلة على الحديقة منها ما هو شرفات لغرف ومنها شرفات في طرقات تلك الغرف، لها سور من الأسمنت المفرغ من الداخل ومصطف به “عرائس للزينة”، وفوق الطابق الثاني العلوي تلوح القباب المزخرفة في شكل جمالي لافت للنظر.
وتعود الدكتورة أسماء لتذكر: القصر مُشيد بنظام الحوائط الحاملة ومسقف بالخرسانة المسلحة المدعمة بالأشرطة والقضبان الحديدية.
كان قصر ديمتري بشارة الشهير بقصر الحزب الوطني من أكثر القصور جاذبية وروعة في البنيان والطراز الخاص من نوعه.
في 30 أكتوبر 2016 نشرت جريدة الوقائع المصرية في عددها رقم 243 صدور قرار وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في مادته الأولى بحذف العقار رقم “4” بشارع 26 يوليو “مبنى مقر الحزب الوطني السابق” بحي غرب من سجل المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز لمدينة أسيوط.
وعلى إثر ذلك صدر للقصر قرار هدم بعد عودته لملكية الورثة بعد انتهاء عهد الحزب الوطني، إذ كان مؤجرا لصالحه لسنوات طويلة، وحمل ترخيص الهدم رقم 4 لسنة 2017 وتم هدمه فعليا.