قصر ثقافة قوص يناقش ديوان «طرح الكروم»
أقيمت أمس بقصر ثقافة قوص، ندوة لمناقشة ديوان «طرح الكروم» للشاعر عبيد عبدالوهاب الشهير بـ”عبيد أبوالري”. وشارك في الندوة لفيف من الشعراء والأدباء والمثقفون بحضور مدير قصر ثقافة قوص، ورئيس نادي الأدب، وناقدي الديوان.
طرح الكروم
ناقش الديوان كل من الشاعرين عبده الشنهوري ومحمد حسن مراد. ويتكون الديوان من 188 مربع من فن الواو مقسم على عدة أبواب منها: “في حب الرسول- في الغزل- في الهجاء- العتاب والوجع”.
من مربعات في حب الرسول:
وأها يوم ميلاده الضيا بان
ونبينا شرف أراضي
ما تصلوا بينا يا حبان
والقلب فرحان وراضي
ومن مربعات الغزل:
يا اللي أنت مالك جمال ليك
وفارد شعورك خصايل
ميتين “مائتين” ناقة وجمل ليك
والثقل منك خصايل
مربعات أخرى في الغزل:
قلبي بنارك لبعتيه
وأنا قلبي لسه شاريكي
واللى شاريكي ليه بعتيه
ده مناه وتبقي شاريكي
وفي مربعات الهجاء:
ورطمت عربي ونوبي
قال ليا أقولك دواني
لما قلت أكشر بنوبي
قال منك أعمل ديواني
الواو معبي قناطير
راوييه أراضي وبالري
يلا تعالي قنا طير
أدرس قاموسه أبو الري
ومن مربعات العتاب والوجع:
أخذوا نصيبهم وقاسمين
من القلة قالوا ميراثي
مين اللى متَر وقاسمين
على بر أبدًا ما راسي
مربعات أخرى:
ودبيبة تلدغ بلا سم
ودبيبة قارصة ما تحواشي
ياما ناس في قولها بلاسم
وياما ناس في قولها ما تسواشي
تحليل الديوان
قال الشاعر عبيد عبدالوهاب: “الديوان تناول الإنسان كعامل وسمسار وتاجر، وأيضا حياة المنازل المبنية بالطوب اللبن والقرى والريف والنخيل والزرع، والعشق وحب الرسول والوجع من صلات الرحم والأقربين”.
وأضاف الشاعر عبده الشنهوري، ناقد الديوان، أن الشاعر تناول المربعات في أربعة أبواب تنوعت بين أفكاره المختلفة، تبدأ بمدح الرسول وهذا يؤكد انحيازه لجماعته الشعبية في مجتمعه، وكذلك مغازلة القوافي وما يحدثه ذلك من طاقة صوتية تحتاج لفك بعض شفراتها، ويتنازل المربع عن لعبة تغميض القوافي، حين تؤثر في المعني المراد توصيله.
وتابع: لم يهدٍ الشاعر ديوانه، وهذا حقه، فمعظم الدواوين في التراث لم يهتم أصحابها بعمل إهداء، فالإهداء اتجاه حديث وغير ملزم برأيه. احتوى الديوان في بدايته على تقديم فكر صاحب الدراسة، وبدأ الشاعر بمدح الرسول ليؤكد ثقافة الشاعر الدينية والروحية وهذا اتجاه جماعته الشعبية.
واستطرد حديثه: الشاعر أحسن فن استخدام الصورة الكلية التي تقدم زيارة الأماكن المقدسة وكأنها الماء الذي يطفئ العطش، كما استخدم بعض التعبيرات التي تؤكد تعلق القلب بهذه المشاعر والأماكن المقدسة.
وذكر الشنهوري أنه في الجزء الثاني من ديوان طرح الكروم “باب العشق والغزل” يلتزم الشاعر بإيقاع المجتث، وكذا مغازلة القوافي، وما يحدثه من طاقة صوتية تحتاج لفك بعض شفراتها وتنازل الشاعر عن لعبة تغميض المربع حين يؤثر ذلك في المعني المراد توصيله.
كما يميل الشاعر إلى استخدام الكثير من مفردات البيئة “المزاير” ومفردات التراث، ونحن لا نعترض على ذلك، ولكن نرى تعريف المتلقي في الهامش بماهية الكلمة أو معناها، فالملاية مثلا كانت نوع من الملبوسات النسائية القديمة ولكن تطلق الآن على فرش السرير.
وقال الشاعر مراد محمد حسن، ناقد الديوان: “تنوعت ملامح تجربة الشاعر التي حملتها عمدان أربعة أشاد فيهم بناؤه الشعري، واستغرق العمود أو الباب الرابع ما يزيد على نفس حجم الديوان حيث التعبير عن المواجع والشكوى والعتاب واللوم”.
وأضاف، تنوعت الصياغة الفنية طامحة إلى الولوج في النص بشكل دؤوب في تحريه للتميز وتجنبه للماثلة مع صياغات ورؤى شائعة قديما وحديثًا. وتجلى استخدام المفردات الدينية في عدد من المربعات، ويتضح هذا الشغف والطموح والتوجه من خلال مربعاته، كما استخدم الشاعر مفردات اللغة العامية المعبرة عن ثقافة لغوية شعبية كما في الديوان.
وتابع: استلهم الشاعر التراث الشفاهي ممثلا في السير الشعبية كسيرة عنترة ابن شداد، واستلهم من الأمثال الشعبية “كالثقل صنعة”، كما استلهم من التاريخ بعض المربعات التي تعبر عن اعتزاز الشاعر بوطنه.
ورغم الإصابة في كثير من قفلات المربعات، إلا أن بعضها اختتم بقفلات ضعيفة، وغابت في بعض الأبيات حركات فن الواو الأساسية، كما لفت الشاعر إلى ضرورة التخفيف.
2 تعليقات