قرية الحمران وحكاية أثر النبي.. هل مر الرسول هناك؟
هل مر النبي حقًا من هنا، وترك أثر قدميه على حجر في أبوتشت، التاريخ يقول لا. لكن الناس في قرية الحمران يعتقدون غير ذلك، ويأتون ليتبركوا بحجر عليه أثر النبي “الحجر المبروك”، كما يعتقدون.
حكاية أن النبي ترك أثر أقدامه على حجر مبارك، يتداولها الناس منذ فترة طويلة غير معلوم بدايتها. لكنهم يظنون أن من يحمل الحجر يناله من الخير والبركة الكثير. ويتجدد ذكر هذا الحجر مع كل احتفال سنوي بالإسراء والمعراج.
قرية الحمران
محمود سعد، صاحب الـ67 عامًا.. يقول: الإسرء والمعرج ليلة سنوية مقدسة، لذلك نأتي إلى الحمران لننال بركة الحجر الذي مر عليه الننبي.. سألناه من أين تعرف أن النبي مر عليه؟.. رد: لا أعرف مصدر الحكاية، لكنا حفظناها عن أجدادنا، لذلك نأتي لنحتفل.
ما يعتقده سعد يفسره نادر أبو الصفاء، صاحب الـ61عامًا.. يقول: في هذه القرية يوجد حجر عليه آثار النبي.. لذلك كانت الحمران هي المكان الأنسب للاحتفال للنال بركة النبي، ونستمع إلى المديح ونشاهد “التحطيب”.
اعتقاد الناس في حجر النبي يأتي بهم من أماكن شتى، لكن كيف نحلل صدق هذا الاعتقاد؟
هل مر النبي من قرية الحمران؟
المؤكد أن النبي لم يمر من الحمران، لكن المتوقع أن يكون الحجر جُلب من مكة أو المدينة. خلال الفترات التاريخية التي شهدت ترابط بين مصر وبين مدن الحجاز، فقد كانت مدن قنا معبرًا مهمًا إلى الحج عبر طريق “قفط- القصير”.
ويقول محمود عبدالوهاب، الباحث الأثري، أحد المسؤولين بهيئة الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي: “تاريخيًا لا صحة لفكرة مرور النبي محمد من هناك.. وكلنا نعرف أن فتح مصرجاء عقب وفاة النبي.. لكن إذ كان هناك حجر به أثر النبي من الممكن أن يكون جُلب من مكة.. أو أن الأثر لأحد أولياء الله الصالحين من نسل الرسول.. واختلط الأمر على الناس”.
على أية حال، يجلب هذا الاعتقاد الناس من أماكن شتى.. وتقام سرادق الذكر، وألعاب التحطيب.. وينتشر باعة الطراطير والمزامير، وتنتشؤ المراجيح، وألعاب تختبر القوة، والنشان.
وسط ذلك كله يمر مجموعة ناس يسمون “السعدية” يتجولون طوال اليوم “حي حي الله حي” على ضربات الطبول.. حتى انقضاء اليوم.
تعليق واحد