قاهرة فتحي رضوان (1): المدينة من نافذة شارع
يمتلك فتحي رضوان (1911- 1988م) مسيرة حافلة بين العمل السياسي والثقافي، فهو شخصية متعددة الألوان، شارك في خضم الحياة السياسية لمصر بين الحربين، وسعى مع الساعين لتحقيق حلم الاستقلال التام عن الاحتلال البريطاني، وخاض تجربة الحزبية، واعتقل مرات، وشارك في حكومة ثورة يوليو، فكان أحد شهود فترة ثرية في تاريخ مصر. لذا تكتسب سيرته الذاتية أهمية استثنائية في بيان العديد من محطات تحولات مدينة مثل القاهرة. ومن حسن الحظ أنه كتب بحميمية شديدة عن تفاصيل حياتية، فسجل لنا نمط الحياة في أجزاء من المدينة، وهي كتابات لم يُلتفت إليها بالشكل الذي تستحق بعد.
يقدم فتحي رضوان في سيرته الذاتية الموزعة على أكثر من عمل؛ يهمنا هنا منها (خط العتبة) و(الخليج العاشق)، نصوصا في غاية الأهمية عن الحياة في القاهرة في النصف الأول من القرن العشرين، والتحولات التي مرت بها المدينة حينذاك. وهو يقدم لوحة مفعمة بالحركة عن الحياة في المدينة، من خلال أكثر من نافذة.
ويبدو أن تسجيل الذكريات المكانية كان يستهويه كما هو واضح من مقالة له عن أدب المذكرات نشرها قبل وفاته بأشهر في مجلة (العربي)، إذ أشاد بوصف أحمد أمين في سيرته الذاتية (حياتي) للأماكن التي عاش فيها، فـ “وصف -أي أمين- الحي الذي نشأ فيه وصفا خلاقًا خاليًا من المرارة، ولكنه أبرز ما في حياة أهل الحي من شظف وضيق بروح صافية خالية من الحقد“. هذه الروح هي نفسها التي نراها في السيرة الذاتية لفتحي رضوان.
***
يهمنا هنا النصوص التي قدمها من خلال نافذة شارع سلامة الواقع خلف جامع السيدة زينب، والواصل بين شارع السد البراني وقلعة الكبش، الذي رصد فيه طبيعة الحياة الاقتصادية والأنشطة التجارية التي قدمت في أشكال فنية على يد مجموعة من الباعة الجائلين، ومظاهر الحياة الاجتماعية بين سكان الشارع الذي تحول إلى نافذة أمينة لمجتمع القاهرة. فما جرى في شارع سلامة يمكن أن نتلمسه بشكل تقريبي في مختلف شوارع القاهرة في ذلك الزمن الذي يبدو في بعض تفصيله بعيدًا عنا بأكثر مما يجب.
ولد رضوان في المنيا لكن سرعان ما غادرها مع أسرته إلى العاصمة، حيث تنقل بهم السكن بين الجيزة والقاهرة. ويعطينا إشارة إلى موضع منزل الأسرة في الجيزة الذي يعينه بميدان جامع سعد الدين (العراقي)، ويعطينا لمحة عن ضفاف النيل في العشرية الثانية من القرن العشرين، إذ ذهب به أحد خدم الأسرة “إلى الشاطئ الشرقي للنيل ناحية منيل الروضة عند كوبري الجيزة المعروف آنذاك بكوبري عباس، وكانت الأرض في هذه البقعة من الشاطئ صحراء رملية، ليس فيها منزل واحد“، بحسب ما يذكر في (خط العتبة). ثم انتقلت الأسرة إلى سكنى عمارة الحكيم التي لا يفصلها عن النيل إلا شارع البحر الأعظم، وكان في مواجهة البناية كازينو الحمام الشهير بتقديم هذه الوجبة الشهية، ثم انتقلت العائلة سريعا للإقامة في حي السيدة زينب.
***
ارتبط فتحي رضوان بحي السيدة، فخصص ثلاثة فصول في (خط العتبة) للحديث عن ذكرياته في الحي، بداية من منزل العائلة في بيت ملياديان الواقع في شارع سلامة. يقول عنه: “كان هذا المنزل هو مرتع طفولتي بحق، إذ شهد من سني حياتي ما سبق دخولي المدرسة الابتدائية، والسنتان الأوليان من حياتي بهذه المدرسة، ومعهما سنتان قضيتهما في مكتب أولي، هي سنوات طفولتي الأربع، أما ما بعد ذلك فقد كان عهد الصبا“.
أول ما شد فتحي رضوان اسم البناية التي سكنت فيها الأسرة، لم يعرف سر اسم “مليا ديان”، ولم يعرف دورها في الحياة العامة. لكن لما شب عن الطوق وبدأ في قراءة الصحف ومجلات المسرح، عرف “أن مليا ديان هذه كانت نجمة مسرح سلامة حجازي، ومثلت معه أكبر رواياته، وبقيت جاهلا أنها سيدة يهودية، حتى ذاع اسم موشي ديان القائد الصهيوني، ولاحظت الشبه بين الاسمين، ثم تأكدت من أنها يهودية مما كتب عن تاريخ المسرح المصري“.
وفي هذا الحي الشعبي، تفتحت عين رضوان على الثقافة في صورة الصحف والمجلات التي تصدر وقتذاك، فضلا عن أنه تابع أحداث ثورة 1919 من نافذة منزل الأسرة في شارع سلامة. ولم يعلق بذهنه إلا بعض مشاهد منها، مثل رؤيته “بطريق المصادفة جنازة شهيد من شهدائها، تمر في شارع السد البراني، وهو شارع تجاري لم أفهم سر سير الجنازة فيه، وقد رأيت في هذه الجنازة العلم المصري يتوسط هلاله الأبيض صليب، ويتقدم الجنازة شيوخ من الأزهر مع قسيسين، وكانت تسبق النعش فرقة موسيقية لإحدى جماعات الكشافة، توقع لحنًا جنائزيًا حزينًا وبسيطًا، في حين يترك أصحاب الحوانيت أعمالهم، ويقف الجميع في وقار وصمت جديرين بالإعجاب“.
***
يخص فتحي رضوان شارع سلامة بالذكر، وهو شارع حيوي يقع خلف جامع السيدة زينب ويصب في شارع السد البراني (يوسف السباعي حاليا)، ويقول عنه: “شارع سلامة، هو الشريان الذي تدفقت منه الحياة لأيامي في هذا الحي. فهو الشارع الذي كان فيه بيتي، وهو الذي شهد أولا عدوي وركضي وصراخي وشجاري ولعبي ولهوي، وقد عرفت زملائي ولداتي فيه وعلى جوانبه، ثم أخذت حياتي تتفرع منه إلى شوارع أخرى في حي السيدة زينب، ثم إلى دروب وعطوف وحوار وأحواش، حتى أصبح هذا الحي امتدادا لوجودي“.
يسترجع فتحي رضوان بعض عادات وأنماط الحياة الاجتماعية التي شاهدها في شارع سلامة، فيرصد لعبة شهيرة بين أطفال حواري القاهرة اسمها (أبونا ضربونا)، والتي ينقسهم فيها اللاعبون إلى فريقين: فريق يختفي وفريق يطارد. والفريق المطارد ينقسم إلى قسمين، الأول يطارد الفارين، والثاني يبقى لحماية نقطة التجمع التي تسمى (الأم)، لكن الفريق الفار يعود ويهاجم النقطة الأم، عندها يصرخون بـ(أبونا ضربونا)، فكان على فريق المطاردين أن يتراجع للدفاع عن منطقة الأم، ولا تنتهي اللعبة إلا بالقبض على جميع فريق الفارين، أو احتلالهم لمنطقة الأم.
ويحكي عن وقوفه مع مجموعة من الصبية والفتيات على سلالم أحد بيوت شارع سلامة، يسترقون السمع لما يجري داخل إحدى الشقق السكنية من (زار) شعبي، وهو عادة شعبية كانت منتشرة في أحياء القاهرة، كما يرصد طبيعة الأزياء التي يرتديها أبناء الطبقة الوسطى من ساكني الشارع، فالنساء يرتدين الحبرة أو (التزييرة)، والذي يتكون من جزءين من القماش الأسود، واحد يوضع حول الرأس، ويدور حول الوجه، و”الثاني كالجونلة أو الجيب بلغة اليوم، في حين يغطي وجه السيدة نقاب من الحرير الأبيض، فيحجب فمها وذقنها ويترك عينيها وجبهتها“. بينما يرتدي الرجال البدلة والطربوش، “ومنهم من يحمل في يده عصا أو منشة، ومنهم من يحمل في يده كتابًا أو مظروفًا أو جريدة“.
***
يتحول شارع سلامة إلى النافذة التي رأى منها فتحي رضوان المجتمع المصري في سنوات ثورة 1919م، فيقدم شهادة مهمة عن مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تمر بشارع سلامة “كأنما هي مناظر من رواية استعراضية دائمة تتعاقب على طول شهور السنة“، فيلفت النظر إلى “موكب وفاء النيل، وصينية عاشورة، وجولة المسحراتي الليلية في ليالي رمضان والنهارية في أيام العيد، وموكب الزفاف مع رقصة النقرزان، وزفة المطاهر في عربات الحنطور، والشحاذة من أجل مولود يلتمس أهله له الحياة. هذه مشاهد غنية ملونة، ترى إلى أي حد تمتلئ حياة أهل القاهرة بنفحات الفن الجميل، فن الرقص والغناء المرتبطين بمعتقدات الشعب الموروثة، وتقاليده المحفوظة“.
يقارن رضوان بين الاحتفال الرسمي بوفاء النيل، الذي تنظمه الحكومة في النهر، وتسير من أجله باخرة تخرج من روض الفرج إلى فم الخليج، وبين احتفال آخر تجري فصوله في شارع سلامة. فالموكب المحلي المتواضع الذي يزور شارع سلامة: “قوامه رجل ريفي يبدو على ملابسه، وعلى شكله أنه آت لتوه من إحدى قرى الريف المجاورة للقاهرة، ومن خلفه فتاتان وصبيان أو ثلاثة، كلهم بثياب الريف، ويحمل الرجل وبعض أفراد هذا الموكب علمين أو ثلاثة أعلام قديمة بالية ممزقة قذرة، لست أدري مسوغ حملها، ثم يرددون معًا صوت خال من البهجة والحرارة، غناء لا أذكر منه شيئا إلا أنه ينتهي بمقطع (عوفا الليه). ولا أدري أيضا ما معنى هذه العبارة“.
***
أما المسحراتي فيخصه فتحي رضوان بالذكر، ورغم أنها ظاهرة في كل شارع وحارة مصرية، إلا أنه مسحراتي شارع سلامة بالذكر، لأنه “شخصية فنية فذة، لا يضارعه في سحر غنائه مسحراتي آخر“. ولكي يدفع عن نفسه تهمة المحاباة، يقول إنه لم يسمع في القاهرة والإسكندرية وطنطا وبني سويف وأسيوط، وهي مدن زارها على فترات حياته وصام فيها شهر رمضان، مسحراتي له صوت جميل “كهذا الذي كان يوقظنا في الليل البهيم، في شارع سلامة لنتناول طعامنا، ولم يكن صوته عذبا، وإنما كان صوتًا حيًا منعشًا فياضًا بالبهجة“.
ويبدو أن مسحراتي شارع سلامة كان من الفنانين الشعبيين ولديه القدرة على صياغة جمل طربية تغازل أفراد كل أسرة في الشارع، وهو ما يؤكده فتحي رضوان فيقول: “كان لدينا قط نحبه جميعا اسمه أصلان، فطلبت إلى هذا المسحراتي الفنان أن يحييه فيمن يحييهم من أهل البيت، وهو لا يدري أنه قط، فراح طوال شهر رمضان يصف كل ليلة أصلان هذا وصفًا لو أدرك القط معناه لتدلل علينا فوق دلاله، كان يقول له: يا سي أصلان بك، يا بن الكرام والجود، ياللي يمر عليك رمضان بالفرح ويعود، وريحتك الحلوة فايحة زي الورد والعود”.
***
لا يكتفي رضوان بما يقدمه من معلومات مهمة عن الحياة اليومية والعادات والتقاليد التي يحتويها شارع سلامة بقلب حي السيدة، بل يقدم لوحة متكاملة الألوان لعالم الباعة الذين يزورون الشارع، بداية من بائع النداغة الذي “يبيعها على عمود طويل في نهايته شخشيخة يهزها فتحدث صوتًا يطير له صواب الأطفال، فيخرجون من كل شق وفج ومعهم ملاليمهم“. ثم يقدم تتابعا لتطور مسمى المثلجات التي كانت تعرف في بداية القرن العشرين باسم (الدندرمة كيمك)، والتي “عرفت فيما بعد بالجيلاتي الإيطالية، والجلاس الفرنسية، والآيس كريم الإنجليزية“.
وهو يصرح بأن الدندرمة كيمك لا يبيعها “إلا رجل تركي أبيض اللون والشعر، يرتدي قميصًا أبيض ناصع البياض”. ثم يأتي بائع الفانيليا، وهي رقائق من الدقيق “يضعها الرجل في صندوق أسطواني الشكل، يحمله على ظهره، وفي يده بوق صغير ينفخ فيه، وقطعتا خشب تحدثان صوتًا خاصًا نعرفه”. ثم يرم على باعة علي لوز، “وهو حلوى مصنوعة من السكر المعقود وفوقه بعض حبات من اللوز المقشر وبعض أجزاء من الكراميلا“، وبائع غزل البنات وبائع القصي الذي ينادي عليه بـ “سليم يا قصب”، وبائع الملانة وبائع العنب.
ويخص فتحي رضوان بائع حب العزيز بالذكر، فهو يراه من عارضي الفنون الشعبية، “لأنه وسط بين باعة الحلوى وفناني الشارع“، ثم يصف عملية البيع التي تتضمن عرضا فنيا متكاملا: “حب العزيز يباع على طبلية يحملها رجل، ولكن يصحبه آخران، فإذا وقفا في شارع سلامة راحا يؤديان منولوجًا محبوبًا ومعروفًا مطلعه: (حب العزيز الربعة بقرش). ثم يسمعون المارة منولوجات مختلفة، وأغاني مشهورة ومعروفة، بأصوات لا بأس بها، تفتح لهم الشبابيك“.
***
لا يكتفي فتحي رضوان برصد باعة الأكل والتسالي بل يعرض لنا بقية اللوحة في العروض الفنية التي كانت تقدم في شارع سلامة، الذي يتحول إلى مسرح يعبر من عليه القرداتي، فصاحب الأراجوز، فالغازية التي ترقص، ومعها رجل يطبل وصبي يصفر، ثم تدخل إلى الشارع الغجرية التي تنادي: “نبين زين ونخط بالودع”، أو”نبين زين وندج ونطاهر”، فهي على حد وصف فتحي رضوان: “فنانة وطبيبة في الوقت نفسه، تجري عملية الختان الوحشية للبنات، وهذه الغجرية دائما طويلة فارعة القوام، مكحولة العينين، سمراء الوجه، لها صوت أجش من كثرة النداء، ولكن لمشيتها وخيلائها سحر في نفوس الرجال“.
ويخص رضوان بالذكر صاحب صندوق الدنيا، الذي يفرد له مساحة لاستعراض طبيعة عمله، وهو فن انتشر في شوارع القاهرة لفترة طويلة قبل أن يتراجع تدريجيا على مدار سنوات القرن العشرين. يقول رضوان عن صاحب صندوق الدنيا: “هو دائمًا رجل فرغ من الحياة يسعل سعالًا متصلًا، يضع صندوقه، وامامه مقعد خشبي طويل، يجلس عليه ويسدل فوق رؤوسنا جزءًا من ستارة قذرة أو ممزقة، ونطل من فتحتين زجاجتين تكبران الصور، فنرى السفيرة عزيزة وغيرها من الصور المرسومة بيد فنان لا يتقدم، بحيث لا تستطيع أن تميز وجوه الآدميين في صوره من وجوه خيله وحميره“.
لكنه يعترف صراحة إن ما فتن عقله صغيرا هو الحاوي: “كان الحاوي في نظري فنانًا لا يشق له غبار، لا لغرابة الألعاب التي يأتيها والتي لا نعرف لها تفسيرًا بل لسرعة يده وخفتها، ولطف الألفاظ والعبارات التي يرددها، ولتنوع الألعاب التي يتقنها، كان فنانًا يختلف عن الآخرين، لأن لديه فوق البراعة، ولطف الإيحاء وسرعة الحركة، الغموض الذي لا يقوى أحد على تقليده أو حتى تفسيره. ولما دخلت المدرسة، وعلمت شيئًا من علوم الرياضة، كنت أرى هذا الفنان عالمًا لأنه يأتي بما يُعد من خوارق الطبيعة وما يتحدى قوانينها“.
***
يتفاخر فتحي رضوان في (الخليج العاشق) بأمجاد شارع سلامة، فهو مجمع مثقفين كبار من الذين عرفتهم مصر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو يفتخر بسكنى الشاعر الكبير علي الجارم في منزل بجوار منزله، وبالقرب منه كان يسكن إبراهيم عبد القادر المازني، كما عاش في الشارع ذاته توفيق الحكيم “الذي اتخذ من شارع سلامة وداره فيه ميدانًا لحوادث روايته (عودة الروح)”، وخلف شارع سلام بشارعين كان منزل “أحب كتاب مصر إلى قلوب شبابها ورجالها في ذلك العهد، ألا وهو السيد مصطفى لطفي المنفلوطي“. وفي نفس البقعة كان يقيم الشيخ عبد العزيز البشري.
يعطي فتحي رضوان خلاصة عن الشارع الأحب إلى قلبه، قائلا في (خط العتبة): “فشارع سلامة كان ترى شارع مائج بالحركة، فياض بالفن، كل ما فيه يبعث البهجة، ويحرك الماضي، ويمزج بين طلب الرزق، وإشباع الروح، في تواضع ينفطر له قلب الرحيم، فكل ما يطمح فيه البائع الفنان هو ملاليم يجود بها الأطفال، ومع ذلك فالفن يزدهر، والتجارة تستمر، والأطفال لا يكفون عن دفع ملاليمهم الصغيرة، إلى أيد ضخمة سمراء، تشققت من طول الكدح والسعي من أجل الرزق الضنين“.
ولع رضوان بشارع سلامة جعله يبحث عن أصل تسمية الشارع بهذا الاسم، حتى عرف من الخطط التوفيقية لمؤلفها علي مبارك، أن صاحب اسم الشارع “أمير ومهندس ومدير لديوان الأشغال العمومية، فسرني أن يكون الشارع الحبيب، قد حمل اسم مهندس كأبي، ولم يحمل اسم أمير جاهل“.
اقرأ أيضا:
قاهرة حسنين مكاوي: المدينة وأمراضها المزمنة