فيديو وصور| "غزلان" تسكن الجبل وتتخذ من صناعة "المقارص" معينًا لأسرتها
غزلان سعيد أحمد، امرأة أربعينية، تقطن منطقة جبلية وعرة لا تتوفر فيها أقل الإمكانيات من حيث مياه الشرب أو الكهرباء أو حتى أسقف للمنزل الذي يأويها وأسرتها.
المرأة الأربعينة التي تسكن قرية الجبل بعزبة عبدالرحمن، بمدينة نجع حمادي، بمحافظة قنا، رغم نحافة جسدها الهزيل، والظروف القاسية من قلة الإمكانيات أو غلاء المعيشة، لا تستطيع أن تنكر عليها قوتها كونها أصبحت امرأة عاملة.
صناعة المقارص
تشتري غزلان من 6 إلى 8 كيلو ورق كارتون “فوارغ كراتين البيض”، بسعر جنيه ونصف للكيلو، وتضعها لمدة يومًا كاملاً في المياه التي يوفرها أبنائها من الجهة المقابلة من قرية عزبة عبدالرحمن، وفي الـ7 صباحًا وفي البرد القارص تقوم غزلان بفصل المياه عن الكراتين المبللة لتكسيرها لقطع أصغر بيديها.
لتأتي مرحلة التفتيت وهي الأكثر صعوبة بالنسبة لها. تقول: “أستعين برجلي في تفتيت الورق لقطع شديدة الصغر. ثم أصب الورق في قالب بلاستيكي وأقوم بضغطه بشكل جيد بيدي. وبعد ذلك يتم صبه بعد ذلك على جوال فارغ، لفرد الورق وتساويته في شكل دائري. ثم أكرر تلك العملية حتى انتهاء كمية الورق”.
تترك غزلان المقارص المبللة في الشمس، لتقلب كل قطعة في اليوم الثاني، ثم تترك لمدة أسبوع في أشعة الشمس.
وتستعد بالاستيقاظ مبكرًا فعليها الانتظار كثيرًا حتى تجد سيارة أجرة تستقلها للوصول لنجع حمادي حيث سوق الاثنين. وهناك تبيع منتجها من المقارص لتجار أكبر منها بسعر الجملة للمقرصة، ويعيدون بيعها بسعر 3 جنيهات للواحدة.
المقارص الورق
لجأت غزلان لصناعة المقارص الورق بعد مرض زوجها الذي كان يعمل عاملاً بإحدى المزارع. متخذة منها ملاذًا لخلق مصدر دخل، كان عليها التفكير في حلول جديدة في خلق فرصة عمل لنفسها. لتساهم في إعالة زوجها المريض وأبنائها الـ10 وهم 3 ذكور و7 بنات إحداهن مقبلة على الزواج.
المرأة الأربعينية لم تتلقى تعليمًا من قبل، وبيئتها وعاداتها تمنع خروجها لأعمال يوميًا أو العمل لدى آخرين. ولكنها بذكاء فطري اتخذت من صناعة المقارص الورق ملاذًا لخلق مصدر دخل إضافي بجوار محاولات أكبر أبنائها الذي يبلغ من العمر 20 عامًا في العمل باليومية.
لا تتمنى السيدة أكثر من أن يعرفها الناس، ليشتروا منها مباشرة بدلا من الذهاب للمدينة أسبوعيًا. وذلك من أجل أجر بسيط، غير كافي، فبعد المسافة يشكل عائقًا لها.
فيديو:
تعليق واحد