فيديو وصور| الطائرة الورقية.. خيط وبوص وحكايات إسكندرانية
تصوير: نيفين سراج
تعتبر الطائرة الورقية من الألعاب المحببة للأطفال، ووسيلة للتسلية لدى الكبار والصغار، وسهولة تصميمها وتركيبها، ولقضاء وقت ممتع في الهواء الطلق، بمشاركة الأصدقاء والعائلة.
الطائرة الورقية
“كان زمان وإحنا صغيرين نادر لما تلاقيها، دلوقتي فين وفين لما تلاقي واحدة ولا اتنين على البحر، كنا بنتعلموا من الراجل اللي بيعمل الطايرات ويبيعها لينا، كنا بنجيبوا البوص ونقطعه طول البوصة حوالي 30 أو 35 سم، وبنشبكوا العيدان ممكن صلايب بعلامة إكس وممكن نعملوها سانبوكسة، بنضم العيدان ديه في بعض عن طريق خيط الغزل وبالخيوط ديه كنا نحدد شكل الطيارة”.
هكذا بدأ رجب ربيع، تاجر بيض في إحدى حارات المنشية الصغرى بالإسكندرية، فتح صندوق ذكرياته عن الطيارة الورقية يدوية الصنع التي كان يشتريها ثم تعلم بعد ذلك أن يصنعها لنفسه.
ويضيف ربيع: “أصل اللي بيعملوها كان زمان كتير، لكن دلوقتي لو لقيتي حتلاقيهم عواجيز قوي ماعدوش يعملوها في دومه”، مشيرا بيده نحو أحد الشوارع بالحارة، بينما يجلس الحاج سيد في مكتبته، وهو من أقدم الناس صنعا للطيارة الورق.
الحاج سيد عيسوي، صاحب مكتبة وصانع طائرات ورقية في الماضي، يجلس في إحدى حارات المنشية الصغرى، ليوضح خطوات صناعتها، بعدما شارفت على الاختفاء من سماء المدينة.
يذكر الحاج سيد، أن الطيارة الورق تتراوح تكلفتها من 10 إلى 15 جنيهًا، ويرى أنها أفضل من البلاستيكية الحديثة التي يطلق عليها “طيارة حمامة”.
أما عم سعيد عنتر، ميكانيكي موتوسيكلات في المحل المقابل لـ”الحاج سيد”، ظل يتابع بشغف تصنيعه للطائرة، معلقا “مش حتعملها كرانيش ودنانديش يا حاج سيد”.
ويوضح معنى ما قاله : “كرانيش يعني الزاخرف والشراشيب اللي كنا بنجمل بيها الطيارة كل واحد حسب ذوقه، كان زمان أي حد في الشارع بيعمل الطايرات الورق من ورق الجرانين، بأي حاجة ونقعدوا نرسموا عليها”.
وتابع مبتسما: “صحيح بطلنا نعملها عشان كبرنا لكن ممكن أعمالها لأحفادي على البحر بسهولة، زمان بنعمل بيها مسابقات على السطح وكانت في طايرات بتتعمل عافية طول البني آدم، بس دي كانت خطر ممكن تاخدك وتطير، لكن البلاستيك بتاعت دلوقتي ماتعملش حاجة مش ممتعه زي الورق أجدع، وبعدين لو اتقطعت كنا بسهولة نصلحها”.