فيديو| أزمة جراجوس: لن يتم إغلاق المصنع.. بل تطويره
ماذا يحدث فى مصنع جراجوس للخزف؟ هل سيتم إغلاقه؟ أسئلة عديدة طرحت الأيام الماضية عقب استرداد كنيسة الأقباط الكاثوليك ملكية المصنع، بموجب حكم قضائي بعد صراع مع ورثة مستأجري المصنع استمر لما يقرب من ثلاث سنوات..«باب مصر» يتابع تطورات القضية.
في عام 1955 قام الفرنسي أسطفيان دي مونجليفيه بتأسيس مصنع جراجوس للخزف، مستعينا بخبرات المهندس المعمارى حسن فتحى، كان المصنع يهدف إلى تعليم أهالي جراجوس صناعة الخزف، وأصبح المصنع بالفعل محط أنظار العالم ومقصدًا للسياح من مختلف الدول. ولكن منذ ثلاث سنوات بدأت الأزمة.
حكم بأحقية الكنيسة
منذ أيام حصلت المطرانية على حكم نهائي بأحقية استرداد المصنع. إذ تقول مريم شوقي، المستشار القانوني للكنيسة الكاثوليكية في مصر عن حقيقة إغلاق مصنع الخزف: “الكنيسة مهتمة بالمصنع لأنه ملك للمطرانية، كما أن الكنيسة مهتمة بإحياء تراث المصنع لأنه من أعرق مصانع الخزف في العالم، وأنه لن يتم غلق المصنع بل سيتم تطويره”.
وتابعت: المطرانية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ورثة المستأجرين للمصنع، فهي تريد تحديث المصنع على الطراز العالمي، وذلك للمساهمة في تنمية أبناء جراجوس والمحافظة على أهمية التراث داخل القرية، “كل طوبة فى المصنع تعتبر تراثا”.
وتشير إلى أن الهدف من إنشاء المصنع كان تعليم الحرف لأبناء جراجوس والقضاء على البطالة داخل القرية والقرى المجاورة، ولكنه انحصر على ورثة أبناء المستأجرين دون النظر إلى أبناء جراجوس. لذلك قدمنا الدعوة القضائية في 2019، بعد هدم بعض الأفران التراثية من قبل ورثة المستأجرين وإقامة فرن أخرى بديلة، وتم تحرير محضر وتمت المعاينة من قبل المجلس المحلي لمدينة قوص، لافتة إلى صدور الحكم النهائي في 13 أغسطس عام 2020، وبالفعل تم تنفيذه منذ أسبوعين بعد إعلانهم قانونًا بالحكم، ورفض الإشكال المقدم من ورثة المستأجرين المقدم ضدهم الحكم، وتذكر أنهم اتخذوا جميع الإجراءات القانونية المتاحة لديهم، وعلى أساسها تم تنفيذ الحكم من قبل الجهات المختصة، وحصلت الكنيسة على الحكم النهائي لاستعادة ملكيتها وإدارتها للمصنع.
رؤية المطرانية
تضيف المستشار القانوني للكنيسة الكاثوليكية، أن الأنبا عمانوئيل، مطران الكنيسة الكاثوليكية بالأقصر، له رؤية في تطوير المصنع ووضعه في مصاف الدول المتقدمة كأحد أفضل المصانع على مستوى العالم.
وتذكر شوقي أنه تم توقيع بروتوكول مع غرفة حرف الصناعة اليدوية لاتحاد الصناعات المصرية، وسيتم فتح مدرسة لتطوير المصنع لتدريب الشباب على صناعة الخزف على يد خبراء محليين وأجانب معروف عنهم خبرتهم في هذه الصناعة، وتم الاتفاق بالفعل مع الدكتورة ماري كريستين جبريل، القنصل الفرنسي بالقاهرة، وهي معروف عنها خبرتها في فن الخزف ومؤسسة لعدة مواقع في تصنيع هذا الفن العريق، على جلب خبراء أجانب لتدريب هؤلاء الشباب في جراجوس، وذلك للحفاظ على تراث الخزف في مصر، والحفاظ على الهوية الأصلية للمصنع من حيث الفن المعماري، وفى هذا الصدد سيتم الاتفاق مع مهندس معماري متخصص في ترميم عمارة حسن فتحي وذلك لتجديد المكان مع الحفاظ على هويته وأصالته وشهادته على تاريخ القرية.
وأكدت شوقي أنه في الأيام القليلة المقبلة ستشهد القرية إعادة إحياء لتراث المصنع وتراث القرية وذلك الفن الجميل وكذلك فتح مجال لفرص العمل للشباب، منوهة بأن الأنبا عمانوئيل له علاقات عديدة خارج مصر وسيفتح من خلالها مجال تصدير المنتجات التي سينتجونها الشباب إلى خارج مصر، والمشاركة في المعارض الدولية.
غرفة صناعة الحرف اليدوية
ويقول ممدوح الشربيني، مدير تنفيذي بغرفة صناعة الحرف اليدوية لاتحاد الصناعات المصرية: “إن الغرفة ساهمت في عملية تطوير الصناعات داخل مصر، وأن هذا المصنع له قيمة وله تاريخ عريق، سنضيف له تطوير يواكب العصر الحالي”.
ويذكر الشربيني أنه في عام 2017 لم نستطع التواصل مع المطرانية، فقمنا بتوقيع بروتوكول تعاون مع ورثة المستأجرين الذين يتولون إدارة المصنع في ذلك الوقت، لتدريب وتنمية 25 شابا وفتاة وأصحاب القدرات الخاصة داخل المصنع، وكانت هذه أول مرة يقام تدريب يدمج فيه ذوي القدرات الخاصة. ونقل بعض المستأجرين المدربين خبراتهم إلى المتدربين، بأجر شهري، وتم مشاركتهم في معارض في القاهرة لعرض منتجات الشباب، وعاد الربح للمؤسسة الممولة للتدريب ولمشروع الخزف.
ويضيف الشربيني، أنه منذ 6 شهور فوجئت غرفة صناعة الحرف اليدوية لاتحاد الصناعات اليدوية، أن المستأجرين أرسلوا شكوى حول رغبة المطرانية في غلق المصنع، لعدم إكمالهم لمسيرتهم داخل المصنع.
وبالفعل تم تداول الشكوى مع مجلس النواب ومجلس الوزراء، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة المصرية، وتم التواصل مع المطرانية وتم تكليفه من رئيس الغرفة مسعد عمران، بالتواصل مع الكنيسة لحل المشكلة بشكل مباشر وعدم ضياع حقوق المستأجرين، وتم عقد اجتماع بادرت فيه الكنيسة عن خطاب رسمي معتمد من الكنيسة بتوقيع نيافة الأنبا يدل فيه على حسن النوايا.
وأشار الشربيني إلى أن البنود كالتالي: إعادة تشغيل المصنع وإعادة استرجاع تاريخه، وفض النزاعات القانونية بين المستأجرين، والحفاظ على سمعة الكنيسة، والاستعانة بخبرة شيوخ الحرفة لتعليم الشباب بالقرية ونقل خبراتهم للأجيال الجديدة، والاستعانة بالعلاقات الخارجية لتطوير المنتجات، وتم بالفعل مقابلة القنصل الفرنسي بالقاهرة في مدينة الأقصر داخل المطرانية وتوصلوا إلى جلب خبراء أجانب من فرنسا وسويسرا، لتدريب الشباب على صناعة الخزف.
ويذكر الشربيني أنه منذ عام خططنا لإنشاء مشروع حرفي للشباب بالقرية كمنحة من غرفة صناعة الحرف اليدوية من شروطها توفير الشباب للأرض والغرفة عليها التمويل، ولكن لم يكن لديهم إمكانيات لذلك فتوقف المشروع. منوها بوعد نيافة الأنبا لغرفة صناعة الحرف اليدوية بشكل مباشر أنه سيتيح الفرصة لأبناء القرية لإقامة المشروع وفتح المصنع وتوفير ورشة داخله، بتمويل من الكنيسة، بعد حكم المحكمة النهائي.
وبالفعل أتحنا الفرصة عند زيارتنا لجراجوس منذ يومين وقابلنا الشباب لرؤية العمل بشكل مباشر على أرض الواقع.
خطة عمل
ويوضح الشربيني أن رؤية الغرفة تتفق مع رؤية الدولة خلال الفترة المقبلة، لافتا أن الحكومة قررت الأسبوع الماضي حصر وتنمية المناطق العشوائية بالمحافظات وهي المناطق القائمة على المناخ الطبيعي داخل المحافظات أو تجمع صناعي داخل المحافظة.
وأشار الشربيني أن هذا ما تقوم به الغرفة مع الكنيسة الكاثوليكية، وستعمل الغرفة على تنمية صناعات الحرف اليدوية داخل الأربع محافظات التي تعمل فيهم المطرانية وهم، أسوان والبحر الأحمر وقنا والأقصر، وسنتعاقد مع مؤسسات مجتمع مدني لتمويل تلك المشروعات، وسنعمل على حل مشكلة التسويق والمساعدة في تنمية تلك الصادرات للخارج وسنظهر الفن والشكل الجمالي للطبيعة المصرية.
شباب القرية
أما محمد أبوالفتوح، أحد الشباب المتدربين سابقًا داخل مصنع الخزف، يقول: الغرفة قررت العام الماضي توفير منحة لعمل مصنع لنا بالقرية، ولكن لم نستطع توفير شروط المنحة فتوقف المشروع، وعندما سمعنا بتوقيع البروتوكول بين المطرانية وغرفة صناعة الحرف اليدوية جئنا لحضور هذا الاجتماع، ويشير إلى أن لديه همة وطموح للعمل معهم خلال الفترة المقبلة داخل مصنع الخزف.
ويقول عمر فتحي، أحد الشباب المتلقين لتدريبات مصنع الخزف السابقة: جراجوس قرية التاريخ وقرية مصنع الخزف، متمنيا تنمية هؤلاء الشباب عند تدريبهم خلال المرحلة المقبلة في جميع مناحي الحياة داخل مصنع الخزف.
ويوضح محمد عبدالرؤوف، أحد شباب القرية، أننا تلقينا ببالغ الأسى والحزن خبر إغلاق مصنع خزف جراجوس، بعد تأسيس أسطفيان دي مونجليفيه له، وجعله مقصدًا للسياح وتعليمهم حرفة غير الزراعة في القرية.
مشيرًا إلى أن المصنع شارك في عدد من المعارض الخارجية، ونتمنى جميًعا أهالي جراجوس أن يعود المصنع إلى تاريخه العريق ويكون مصدر رزق لكثيرين وعودة تلك الصناعة العريقة ليضع اسم جراجوس على خارطة صناعة الخزف من جديد. وقد حاولنا في “باب مصر” التواصل مع ورثة المستأجرين، إلا أن بعضهم رفض التعليق، ولم نتوصل إلى البعض الآخر.
2 تعليقات