في مأويتها.. كيف أشعلت أشعار سيد درويش شرارة ثورة 1919؟
“يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح.. يا بلح زغلول يا زرع بلدي.. عليك ياوعدي يابخت سعدي” كلمات شارك بها سيد درويش في ثورة 1919 ليغير بها مصير فترة كانت تتسم بالخضوع للحاكم وقمع صوت الشعب والبعد عن الأهداف الوطنية والعمل على خدمة الوطن، ليخلق بعدد من أغانيه الوطنية وقودا يشعل الشرارة الأولي لثورة 1919.
هكذا بدأ الدكتور أحمد يوسف، من المعهد العالي للفنون، حديثه عن الأغاني الوطنية التي تسببت بشكل رئيسي في إشعال نيران ثورة 1919، وذلك خلال ختام اليوم الثالث من فعاليات المؤتمر الدولي “ثورة 1919 بعد مئة عام” الذي استمر لمدة 3 أيام بدار الأوبرا المصرية.
يقول الدكتور أحمد إن أغاني سيد درويش نقلت الأغاني إلى أفضل مكانة، من مدح رخيص في الحكام إلى شأن أعظم قدرًا، فالحاكم لا تتضرع له والشعب تلهمه ولا تهمله وتشاركه همهومه وآلامه ومشكلاته وأمنياته أيضًا، ليبدأ سيد درويش في نسج أغان من حياة الشعب، التي وقفت بجوار ثورة 1919 فكانت وقودا لها وسببا أساسيا في نجاحها.
“قوم يامصري مصر دايما بتناديك.. خد بنصري نصري دين واجب عليك” أصدر سيد درويش هذه الأغنية مع بداية ثورة 1919، ليبدأ الاحتلال بعد ذلك في الالتفات إلى سيد درويش ويعمل على استغلال نفوذه في منع شركات الإنتاج من أغاني سيد درويش إلا أن هناك شركة واوحده تسمي “نيشان” أكملت مع سيد درويش المسيرة.
وبخصوص الأغاني الوطنية التي كان لها دور في الثورات يشير يوسف إلى أن محمد فريد في مذكراته أشار لنجاح الحملة الفرنسية، وكيف ساعدت الأغاني في نجاح هذه الثورة، لأن الثورات يجب أن توحد كلمتها فلا تصلح الشعارات التي تنادي بها إلا بمنظومة شعرية حتى يسهل تردها بين الجماهير.
فيما أضاف الدكتور جمال مغيث، إن الغناء لدي الشعب المصري يعتبر من مقومات الحياة، ففي جميع النواحي الحياتية يستلهم المصري أغانيه، والتى تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر في رفع الروح المعنوية لديه، والحماس والقدرة على العطاء، فالفلاح يغنى فى حقله، والأم تغني لأطفالها، والشعب يغنى لوطنه.
وأطلقت وزيرة الثقافة دكتور إيناس عبد الدايم، فعاليات المؤتمر الدولي “ثورة 1919 بعد مئة عام”، الذي تنظمه إدارة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، يوم السبت 16 مارس 2019 على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وذلك على مدار 3 أيام.
تعليق واحد