في ذكراه الثلاثين: نص غير منشور لـ يحيى حقي
في 28 يونيو 1979 أقيمت في برلين الغربية احتفالية لتكريم يحيى حقي، قدمه للجمهور الناقد الألماني فريتز شتيبت وترجم ناجي نجيب إلى الألمانية نصوصا لـ يحيى حقي. حضر الاحتفالية الروائي عبدالحكيم قاسم الذي كان مقيما وقتها في ألمانيا. واحتفظ في أوراقه الخاصة بالكلمة التي ألقاها حقي ولم تنشر في أعمال حقي الكاملة. ننشر هنا نص الكلمة المختصرة، أو ما وصلنا منها. حيث يتحدث حقي عن قرية مصرية يري سكانها أنها هي الدنيا:
نص غير منشور لـ” يحيى حقي”
«… هي صغيرة الحجم لا يندلق منها شيء لو لففتها في منديل. هي كلمة من حروف قليلة، كالمصدر الثلاثي، وارده في نص مكتوب على لفافة البردي طولها خمسة آلاف سنة. علامات الترقيم فيه على هيئة شمس وصليب وهلال. ولكن هذه الكلمة الصغيرة هي عندهم الرواية كلها والدنيا بأجمعها. تمر فوق رؤوسهم عديد من الطيور المهاجرة، أما هم فأقدامهم مثل عظام موتاهم مغروزه في الأرض فهيهات أن يفركوا عنها طينها. إذا بعدوا عنها ولو فركة كعب هصرت الغربة أرواحهم قبل ابدانهم، إذا نعس أحدهم فوق ظهر حماره فلا توهان، لأن الحمار أعرف منهم بالطريق إلى الدار بغير مهماز أو لجام».
كتابات الأديب يحيى حقي
تتسم كتابات الأديب بالمعاصرة، وعند قراءة واحدة منها تشعر كما لو كتبها اليوم. ورغم أنه نال شهرة واسعة كمترجم أو رائد للقصة القصيرة، إلا أن كتاباته جعلت تصنيفه أديبا شاملا.
وتضيف ابنته: “لديه بصمة لكل ما كتب سواء قصة أو مقال أو وصف لنا بأعين ناقد”.
ومن كتاباته في الفنون، “تعالى معي إلى الكونسير” لوصف الموسيقى الكلاسيكية. و”حدوتة في الفن الشعبي” للسفر بالقارئ بدءا من أسوان ورصد لافنون الشعبية المختلفة.
ومن كتبه “خطوات في النقد” وهو كتاب غني بالرؤى للمدارس المختلفة في النقد الأدبي. كذلك يعد أول من كتب بالأسلوب العلمي في الكتابة كما وصفه، ويعتمد على أن تكون الكلمة في موضعها.
كما أن له ترجماته الرائدة ومنها “1000 عام على مدينة القاهرة”. ومقدمة الكتاب لها دراسة كبيرة أشبه بكتاب ثاني.
اقرأ أيضا عن يحيى حقي
عائلة حقي تسابق الزمن: 4 أيام تفصلنا عن الهدم ولا رد رسمي حتى الآن