في انتظار الضمير الإنساني
لقد أبرزت تجليات الكابوس الأمريكي والذي داهم الحلم الأمريكي الوهمي، تهاوي كل أوهام وأساطير الحرية المتهافتة والتي اعتنقها بهتانا، الوجه الأمريكي القبيح زمنا طويلا.
منذ رسالة الممثل الأمريكي “شون بن” في الواشنطن بوست والتي عبر فيها عن انتقاده للرئيس الأمريكي ونبذ الحرب والعدوان. وفي ظل الصمت العربي والصوت الواهن للمثقف العربي. يتصدى المخرج الأمريكي “سبايك لي” و”نيكول كيدمان” و”ميريل ستريب” للنزوع التتري الأمريكي نحو الغزو.
وفي ظل هذا الشأن الإنساني لم تحتمل المؤسسة الأمريكية صحوة الضمير الإنساني وانبعاث حس العدالة والكرامة. فمنذ كل ما جرى باعتقال الكاتبة الأمريكية “أليس ووكر” و”كالسين هونج” لاحتجاجهما على منطق البربرية الأمريكية.
الضمير الإنساني
لقد برهن هذا المشهد المضيء والنابض على التلاحم العضوي بين الثقافة والسياسة. ونسف منطق عُزلة المثقف، واعتكافه في برجه العاجي بعيدا عن القضايا والهموم الإنسانية – لأن المثقف ظل تاريخيا – “جرح الوطن المفتوح” وأن انسحاب المثقف وتخاذله في التفاعل والانفعال بقضايا المجتمع الإنساني خيانة. وإن محاولات خلق جسر ووصل بين المثقف والأمير، هزيمة وخيانة أيضا.
ولأن، ما أشبه الليلة بالبارحة، ولأن موجات الضد تتصاعد وتتنامى بصور أخرى وجديدة. كان لابُد من الحدس بنشوء مكارثية جديدة تمثل امتدادا لقهر تاريخي لكافة الأضداد الذين يمارسون حرية التعبير. وحق الفعل العلني المشروع – فلابُد من تأسيس محكمة إنسانية عالمية للمثقفين. تتصدى لكافة أشكال وصور الانتهاكات التي تنال من حقوق الإنسان في الوجود البشري والحياة. ولابُد من “جمهورية للعدالة” فارسها المثقف في ظل “جمهورية الإبداع”. ويا مثقفي العالم اتحدوا.