«فنار الإسكندرية من الظل للنور».. أولى فعاليات أيام التراث السكندري
تحت شعار «الإسكندرية مدينة للنور»، انطلقت فعاليات برنامج أيام التراث السكندري للعام الخامس عشر، التي بدأت أمس وتستمر حتى 9 نوفمبر المقبل. البرنامج ينظمه مركز الدراسات السكندرية بالتنسيق مع القنصلية العامة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالإسكندرية، ويهدف إلى تسليط الضوء على التراث الغني للمدينة.
الإسكندرية مدينة للنور
تقول لينا بلان، القنصل العام لفرنسا في الإسكندرية: “هذه الفعالية تقليد فرنسي قديم ممتد منذ عشرات السنين، حيث يتم تنظيم أسبوع كامل يُتيح للمواطنين الفرنسيين زيارة المواقع التراثية ومشاركة الثقافة والهوية مع غيرهم”.
وأضافت: فعاليات أيام التراث السكندري ستتضمن برنامجًا خاصًا للمدارس الفرنكوفونية، يُشبه أسبوع التراث في فرنسا، موجها للطلاب في جميع المراحل الدراسية بالإسكندرية. وتضم النسخة الـ15 ما يقرب من 34 فعالية متنوعة تجمع عناصر متعددة من التراث، وذلك عبر مجموعة من المحاضرات والزيارات والمعارض والفعاليات التي تلقي الضوء على التراث السكندري”.
فعاليات اليوم الأول
دار الحديث في أول أيام فعاليات التراث السكندري حول أصل شعار مدينة الإسكندرية. في عام 1913، رغبت البلدية في منح المدينة شعارا خاصا بها على غرار العواصم الأوروبية، واستشير في الأمر متخصصون ومؤرخون في علم الشعارات. وقد تبين أنه لم يكن هناك شعار سكندري معروف، فكانت المهمة هنا تحديد أفضل شعار يرمز للمدينة. بعد جدال ونقاش، استقر الرأي على فكرة “ايفرستو بريشيا”، أمين المتحف اليوناني الروماني آنذاك، باستلهام الشعار من صورة الفنار والإلهة إيزيس. كما وردت على مجموعة من العملات الرومانية.
وألقى توما فوشيه، مدير مركز الدراسات السكندرية، وإيزابيل هيري من المركز، محاضرة تحت عنوان “فنار الإسكندرية: من النور إلى الظل”. تناولا خلالها أبرز التواريخ في استكشاف موقع فنار الإسكندرية الغارق، الذي يمثل شعارها حتى الآن. ومنها، في أواخر القرن الـ15، وفقا للمؤرخ المصري ابن إياس. حيث بنى السلطان قايتباي قلعته في نفس مكان فنار الإسكندرية القديم.
وفي عام 1963، انتشلت البحرية المصرية مسترشدة بخريطة الغواص السكندري كامل أبو السعادات، تمثالا على هيئة الإلهة إيزيس. وفي عام 1980 انتشلت الحكومة المصرية تاجًا مصريًا وقاعدة تمثال كبيرة الحجم. أما أولى بعثات التنقيب الأثري لمركز الدراسات الإسكندرية والمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، فقد كانت في عام 1995. وانتشلت (32) قطعة أثرية ما بين بقايا عناصر معمارية وتماثيل، تم عرضها بالمتحف المفتوح بكوم الدكة. كما نُصبت تمثال ضخم لأحد ملوك البطالمة أمام مكتبة الإسكندرية.
اكتشاف اليد اليمنى
خلال عام 2001 اكتُشفت اليد اليمنى للتمثال أثناء التنقيب الأثري، وتم تثبيتها من جديد في مكانها الأصلي على جسم التمثال بعد ترميمها من قبل فريق مركز الدراسات السكندرية. كما تم عرض شكل تخيلي لبوابة الفنار من خلال الكتل الغارقة في عام 2007. كان الفنار نقشًا مفضلا على العملات النقدية من أواخر القرن الأول حتى أواخر القرن الثاني الميلادي. منذ عهد الإمبراطور الروماني دوميتيان، ركز صانعو العملات بالمدينة على نقل هيبة هذا البناء الضخم على العملات صغيرة الحجم.
وكان الإمبراطور كومودوس آخر من نقش الفنار على العملات. حيث ربطه بسفينة تجارية تبحر على الأمواج، تأكيدا على دور الفنار الرئيسي في الملاحة البحرية. فبالرغم من تطور أنظمة الإضاءة والتقدم التكنولوجي (مثل الراديو اللاسلكي والرادار ونظام تحديد المواقع العالمي). لا تزال الفنارات أساسية للملاحة داخل الموانئ أو بالقرب منها.
وجاء افتتاح معرض فنارات الإسكندرية الذي يقيمه أيضًا مركز الدراسات السكندرية، بعد انتهاء محاضرة “فنار الإسكندرية: من النور إلى الظل”. بحضور عدد كبير من الجمهور السكندري وأيضًا جمهور المعهد الفرنسي بالإسكندرية من الفرنسيين وجنسيات أخرى. واختتم اليوم الأول بحفل موسيقي بعنوان “موسيقى البحر” للفنانة تقى طاهر وفرقتها الموسيقية.
اقرأ أيضا:
«أساطير شارع النبي دانيال».. ضمن فعاليات أيام التراث السكندري