عرض لرواية| الفقراء.. لـ«دوستويفسكي»

كتب – مارك أمجد
“المجد والشرف للشاعر الشاب الذي تحب آلهة وحيه سكان السقوف والأقبية وتقول عنهم لأصحاب القصور المذهبة: هؤلاء بشر أيضا، هؤلاء أخوتكم”. الناقد الروسي بيلنسكي، عام 1946، عن رواية الفقراء.
من المعروف أن رواية الفقراء لفيودور دوستويفسكي هي أولى أعماله الأدبية، كتبها وهو في السادسة والعشرين من عمره، وكُتبت بين عامي 1844-1845 ونُشرت في يناير 1846 ضمن مجموعة “سان بطرسبرج” التي كان يصدرها نكراسوف. ولا غبار على أن دوستويفسكي تأثر في بداياته بالكاتب الروسي الشهير جوجول خاصة في قصته المعطف التي رسخت لمدرسة بارزة في الأدب الروسي، وهو نفسه دوستويفسكي اعترف بذلك ذات مرة حينما قال: “جميعنا خرجنا من معطف جوجول”. وبالإضافة إلى جوجول تأثر أيضا ببوشكين، لدرجة أنه جعل بطل روايته يقرأ المعطف لجوجول وناظر المحطة لبوشكين، ووضع رأيه فيهما على لسان شخصياته.
رواية الفقراء يمكن بشكل أو بآخر أن نصنفها من أدب المراسلات، لأن صفحاتها عبارة عن خطابات تُرسل بين بطليها. لا يوجد حدث واحد تستند إليه الرواية، فهي بمثابة سرد يطرحه كل من المراسلين عن أحوالهما الشخصية وحياتهما بمصاعبها ومشقاتها وأفراحها. وهذا لا يعني أن النص يخلو من شذرات دوستويفسكي المعروف بسبره للأغوار الإنسانية خاصة المهمشين والفقراء. وإن كان هذا العمل قدم نتفا من رؤية المؤلف، فهذه الرؤية ستتحور أكثر وتزداد عمقا في عمل آخر مقبل له بعنوان “المهانين”. وبشكل عام يعد دوستويفسكي من رواد المدرسة الروائية النفسية التي تعني أكثر بمشاعر الإنسان ودواخله حتى أن أكثر من طبيب نفساني باختلاف جنسياتهم كانوا يشيدون في مقدمات كتبهم وأبحاثهم بالدور الذي ساهمت به مؤلفات ذلك المؤلف الروسي الشهير في تكوين صورهم عن البشر ومشاكلهم.
مقطع من الكتاب
“ثقي يا ماتوشكا، ثقي بما أقول فهو نتيجة خبرتي الطويلة، لا تلقي بالا إلى أولئك الذين يحدثونك عن كاتب اسمه شكسبير. يظهر أن في الأدب كاتبا بهذا الاسم. دعيك من شكسبير ومن غير شكسبير، إن شكسبير هذا لا يساوي شيئا هو أيضا… ما ذلك كله إلا ترهات وتفاهات… ما ذلك كله إلا تلفيقات واختراعات تتخذ حجة لإصدار كراريس في هجاء الناس والسخر منهم والضحك عليهم”.
من آراء القراء على مواقع الكتب الإلكترونية
* من أجمل ما يمكن أن يُقرأ في الأدب الروسي.
* مليئة بالعاطفة النقية وأحلام البسطاء.
* رغم بساطتها تحمل كثير من المعاني التي تغيب عنا.
فيودور دوستويفسكي
ولد في 11 نوفمبر 1821 في موسكو، وتوفي في سان بطرسبرج عام 1881 من أشهر أعماله: الأبله، الجريمة والعقاب، المراهق، المزدوج، الليالي البيضاء، المقامر، حلم العم، الشياطين، مذكرات قبو. وكان دوستويفسكي واحد من الذين اقتربوا من الموت بشدة وعاينوه رؤية العين حينما حُكم عليه بالإعدام ونال البراءة في آخر لحظة وهو على المقصلة. وقد انعكست تلك التجربة الأليمة في كثير من أعماله الأدبية.
الرواية صدرت الطبعة الأولى منها عن دار التنوير عام 2016 من ترجمة دكتور سامي الدروبي في 216 صفحة.

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر