صور| في الذكري الـ67.. منزل “عبدالناصر” ببني مر شاهدًا على الثورة
تصوير: أحمد دريم
“أعاهدكم هذا من كل نفسي ومن كل قلبي، وأقول لكم إن جمال ابن بني مر سيبقي دائمًا ابن بني مر، أقول لكم هذا لن يغير ما في نفسي أبدًا ولن يغير ما بقلبي أبدًا، كلكم عارفين الحاج حسين وعارفين ولاد الحاج حسين، إحنا باستمرار حنبقي كده، جمال ابن عبدالناصر ابن الحاج حسين”.
مرت 67 عامًا على إندلاع ثورة 23 يوليو عام 1952، التي قضت علي الحكم الملكي والإقطاع بمصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، ابن قرية بني مر التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، إلا منزله بالقرية مازال حاضرًا وشاهدًا علي نقطة انطلاق الثورة واجتماعات الضباط الأحرار.
“باب مصر” يلتقي بأسرة الزعيم ويرصد حكايات منزله الذي كان شاهدًا علي اجتماعات قيادة الثورة وارتباط اسم القرية في معظم خطابات الرئيس الراحل.
خطابات عبدالناصر
“أنا جمال عبدالناصر، افتخر من كل نفسي بأن عائلتي لازالت في بني مر، تعمل في الأرض وتقلع وتزرع وستستمر- أيها المواطنون- ستستمر في بني مر مثلكم أنتم، ستستمر تعمل وتقلع وتزرع من أجل عزة هذا الوطن، من أجل قوة هذا الوطن، ومن أجل حرية هذا الوطن”، عبارات كان يذكر فيها الزعيم جمال عبدالناصر قريته، وأسرته، ومنزل العائلة البسيطة بقرية بني مر، أنه كان يفخر بهم دائمًا.
ففي الحواري والضروب الضيقة بقرية بني مر، تجد منزل قديم مبني بالطوب اللبن، أصبح آيلا للسقوط، مسؤولي المحافظة وضعوا بمدخله حاجز حديدي خوفًا علي أرواح الأهالي وصورا للزعيم وأعلام مصر، ولافتة كبيرة توضح نبذة عنه وإنجازات ومكاسب ثورة 23 يوليو 1952، بداخل المنزل مصطبة مازالت شاهدة علي اجتماعات الضباط الأحرار.
المهندس علي عطية حسين خليل، نجل عم الزعيم الراحل، يروي قائلًا: الزعيم عبدالناصر بعد أن انتقل إلي الإسكندرية مع والده الذي كان يعمل موظفًا، كان لا ينسي قرية بني مر فكان في جميع الإجازات المدرسية والمناسبات كان يأتي إلي القرية ويشارك الأهل والأسرة، وجاء وهو رئيس للجمهورية زيارة شخصية لزيارة قبر جده بالقرية.
الضباط الأحرار
بداية ثورة 23 يوليو انطلقت عندما كان عبدالناصر ضابطًا بالمنطقة العسكرية بقرية منقباد بأسيوط برفقة عبدالحكيم عامر والسادات ومحمد نجيب، فكانت فرصة له أن يأتي بأعضاء قيادة الثورة لكي يزور منزل الأسرة ويلتقي بالأهل، ويجتمعون علي مصطبة بغرفة الضيافة بالمنزل، ويخططون لفكرة ثورة 23 يوليو 1952، متخذين فرصة بعد القرية عن أعين الحكم والبوليس الملكي السياسي، فمن هذا المنزل الطيني انطلقت شرارة فكرة الثورة.
وفود دولية
يشير “خليل” إلى أن هذا المنزل استقبل زيارة شخصية للرئيس السادات ووفود من دول اليمين، والسعودية، وليبيا، وسوريا، وجميع الدول الأوروبية في السبعينات كانت تأتي لزيارة منزل الزعيم وكذلك بعد معاهدة كامب ديفيد، جاء وفد إسرائيلي للمنزل وجميع الشخصيات سواء سياسية وغير سياسية كانت تأتي لزيارة المنزل، وفي إحدى المرات جاء وزير خارجية ألماني وأخذ تراب من أرضية المنزل ووضعها في كيس وقال هذا فخرًا لي أن أخذه من أسفل منزل الزعيم جمال عبدالناصر.
وطالب نجل عم الزعيم، الرئيس السيسي ومحافظ أسيوط، بضرورة البدء في ترميم منزل الزعيم جمال عبدالناصر بعدما أصبح آيلا للسقوط وغياب المسؤولين عنه حتي يكون من معالم أسيوط السياحية تليق بمكانة الزعيم الراحل بمسقط رأسه بقرية بني مر.
الحاضر الغائب
لم ينس أهالي قرية بني مر الزعيم، فدائمًا يفتخرون به، فالشوارع مليئة بالرسومات التي تذكر عبدالناصر واللافتات التي توضح الطريق لمنزله بالقرية، فالمدارس والمصالح الحكومية أطلق عليها اسم اسمه، وافتتحت وزارة الثقافة مؤخرًا قلعة ثقافية كبيرة بالقرية أطلق عليها قصر ثقافة الزعيم جمال عبدالناصر.
وقال حسين عطية، أحد أهالي قرية بني مر، إن عبدالناصر مازال حاضرًا وسط الأهالي في القرية من خلال تخليد ذكراه، ففي القرية قصر ثقافة يحمل اسمه وبه مسرح كبير وقاعة أنشطة ومكتبات ونشاط المرأة، واسمه علي مركز الشباب ووالمدارس سواء ثانوية أو ابتدائية، ولا ننسي بداية ثورة 23 يوليو من القرية وحققت إنجازات القضاء علي سيطرة رأس المال والاحتكار وقانون الإصلاح وتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي ورائد حركة النهضة والمصانع الحربية ومجانية التعليم التي جعلها كالماء والهواء.
بانوراما
في الطابق الثاني بقصر ثقافة الزعيم، صُممت بانوراما عبدالناصر تجسد السيرة الذاتية، وتضم مجموعة من الصور النادرة للزعيم الراحل وهو وسط الشعب ومع أسرته ووسط أهله أهدتها الدكتورة هدي عبدالناصر لوزارة الثقافة حتي تضعها في قصر الثقافة الذي أطلق اسمه عليه.
الهوامش
- المجموعة الكاملة لخطب وتصريحات الرئيس جمال عبدالناصر، إعداد الدكتورة هدي جمال عبدالناصر،
اقرأ أيضا
تعليق واحد