صور| سيوة تفتح أبوابها لأعياد الحصاد والتسامح منذ 150 عامًا
قال الشيخ عبدالرحمن الدميري، ممثل الطريقة المدنية الشاذلية بواحة سيوة، إن الاحتفال بعيد التصالح يقام منذ 155 عامًا. وهو عيد له تاريخ بين السيويين القدماء ويقوم على التصالح بين الأهالي في احتفالات خالية من الموسيقى.
وأضاف الدميري أن الاحتفال بعيد السياحة، يعود تاريخه إلى عام 1285 هجرية. أي عندما وصل إلى الواحة الشيخ محمد ظافر المدني قادمًا من المغرب العربي. وأنشأ عددًا من الزوايا والكتاتيب بسيوة منها “زاوية السبوخة القائمة حتى الآن”. حيث يجلس شيوخ القبائل يروون قصص البطولات والتصدي للغزاة وأمجاد سيوة القديمة. ويروون أشهر قصة تصالح، وهو التصالح الكبير بين السيويين الشرقيين والغربيين.
يوم المصالحات بسيوة
وأشار إلى أنه في “يوم المصالحات” في كل عام تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل. وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أي خصومات وقعت على مدار العام. و عندما يتحدد موعد الاحتفال الذي يأتي خلال شهر أكتوبر كل عام، بالتزامن مع الليالي القمرية من الشهر العربي، يتبارى أهالي الواحة في صنع “المجردج” العيش الساخن على الحطب ليقدم للضيوف وقت الاحتفال.
ويقول الشيخ فتحى الكيلاني، شيخ قبيلة الظنانين بسيوة، إن أهالي ينتظرون قدوم الاحتفال ليتلملم الشمل، كما أن الاحتفال ينم عن الود والصفاء بين كافة سكان واحة سيوة. موضحًا أن الاحتفال يتم في ثلاث أيام، ففي اليوم الأول منه يسكن كل المحتفلين في بيوتهم البسيطة، أو في الخيام بمنطقة جبل الدكرور. ويتم إقامة السوق التجاري لتلبية احتياجات المحتفلين. ووقت الظهيرة يتنفس رجال وشباب وأطفال سيوة، في إعداد موائد الفتة، وهم ينشدون الابتهالات والتواشيح الدينية ليلًا.
وفي اليوم الثالث عصرًا يبدأ بعض الرجال في ارتداء الأزياء الملفتة للأطفال. ليقوموا بالمرور علي البيوت والخيام بمنطقة جبل الدكرور، لجمع بعض المخبوزات، ويجتمع أهالي سيوة المحتفلين مرة أخرى عصر اليوم الثالث، لتناول الأكل معًا.
أما في اليوم الرابع، فيغادر المحتفلون مكان الاحتفال متجهين إلى منازلهم. بينما القائمون على تنظيم الاحتفال يحملون علمًا أخضر عليه جملة “محمد رسول الله”. إضافة إلى أسماء الخلفاء الراشدين، حيث يتحركون سيرًا على الأقدام، ويمرون بالطرقات ويستقبلهم الناس بالبخور والحلوى، حتى وصولهم إلى منطقة جامع سيدى سليمان، ويقيموا حلقة ذكر بحضور أهالي سيوة، وبذلك تنتهي مراسم الاحتفال السنوية.
وفي نفس السياق، يقول الشيخ محمد ظافر المدني، إن الاحتفال قائم على التخلي عن المشكلات بين الناس، والتحلي بالصفات الطيبة، والتجلي والصفاء الروحاني بين الناس.
3 تعليقات