صور| راوية عبد القادر.. أول سيدة تمتلك ورشة فخار في قرية تونس
منذ 28عامًا، كسرت “راوية” عادات وتقاليد قريتها، كأول فتاة ريفية تخرج للعمل، وتسافر إلى دولة فرنسا قبل زواجها، حتى تفوقت على نفسها.
راوية عبد القادر
راوية عبد القادر، ابنة قرية تونس بالفيوم، صاحبة الـ 40 سنة، وأول خزافة على مستوى محافظة الفيوم، من أبناء الجيل الأول في تعليم الخزف والفخار بقرية تونس.
“راوية” لم تلتحق بالمراحل التعليمية، بل تحدت الأمية، حتى وصلت إلى أكبر وأشهر خزافة في الفيوم وخارجها بحسها الفني.
تحكي “راوية” قصة كفاحها في الخزف قائلة: اشتغلت في الخزف منذ كان عمري 12 سنة، كنت طفلة وألعب في الشارع، حتى اكتشفتني الفنانة السويسرية إيفيلين، وقالت لي “متلعبيش في تراب الشارع تعالي أعلمك صناعة الفخار من الطين، وعلمتنا نصنع أشكال من الفخار على هيئة حيوانات وألعاب أخرى في البداية”، ثم زادني الشغف في الفن فتعلمت الخزف والرسم على الفخار بجميع أشكاله، وبدأت الحكاية من هنا.
قصة كفاح
راوية تستكمل، “كل البنات اللي كانوا معايا في مدرسة الخزف والفخار اتجوزا وقتها، لكني صممت ألا أتزوج إلا بعد استكمال مسار فني وعملي في الخزف حتي أحقق أهدافي”، وهذا كان شيئًا مزعجًا بالنسبة لأهالي القرية لرفضي للزواج وقتها مقابل استكمال مسار عملي.
فنانة الخزف تقول: أول أعمالي في الخزف عرضتها من خلال معرض للخزف بجوار مسرح البالون بالقاهرة، ثم معرض بالأسكندرية، ثم معرضًا في مارسيليا بدولة فرنسا، وبعد عودتي من فرنسا بعام تزوجت، وبعدة 7 أشهرمن الزواج، فتحت ورشة لأعمال الخزف خاصة بي، وكنت أنا السيدة الوحيدة صاحبة أول ورشة للخزف في قرية تونس، تزوجت بعدما حققت جزء من أحلامي، وأنجبت 3 بنات.
تحكي راوية عن كفاحها قائلة: أعمل الخزف يدويًا وليس بماكينة، ولي زبائن من كل مكان، جميع المواطنين يفضلون أعمالي المصنوعة من الفخار والخزف، وأنا أراعي منزلي جيدًا، وزوجي وأطفالي، بجانب عملي في الخزف ولن أقصر في أي اتجاه منهم، و”هعلم أطفالي في المدرسة أولًا، ثم أعلمهم حرفة الخزف، حتى أضمن لهم مسقبلًا”.
فنانة الخزف تتحدث عن أحلامها مضيفة: أملي الوحيد فتح التصدير للخارج مرة أخرى لأعمال الخزف، حتى نسوق أعمالنا بشكل أوسع وأفضل، لأننا نشتري الخامات حاليًا بأسعار مرتفعة، والسحب قليل عكس الفترات الماضية.
وزيادة أسعار الخزف وبعض الحرف الأخرى جاءت بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة الطلب عليها.
التسويق
وعن التسويق الحالي لأعمال الخزف توضح راوية: أسوق أعمال الخزف حاليًا عن طريق بعض البازارات السياحية في الزمالك، وبعض المناطق الأخرى بالقاهرة.
معوقات
قابلتني بعض المعوقات في بداية عملي بالخزف، وأهالي القرية كان يعتقدون أنني لن أتزوج طالما خرجت للعمل، حسب عادات وتقاليد قرية تونس، هكذا تقول الفنانة.
وتضيف، قابلتني عدة معوقات أثناء بداية عملي بالخزف، فالبنت التي تخرج من منزلها، تعمل وتسافر خاصة قبل زواجها، الأهالي في القرى يظنون أنها تفعل شيئا خطأ، لكني صممت على عملي والسفر حتى أصبحت صاحبة الورشة الأشهر في القرية.
بعض الأهالي ذهبوا لوالدي حتى يقنعوه أن أترك العمل والسفر، ولكني صممت على الاستمرار وأقنعت والدي أن هذا تعويضًا لعدم التحاقي بالتعليم، وفتح مجالًا للرزق.
راوية تتابع حديثها، أعمال الخزف هي مصدر رزقي الوحيد لأسرتي، وبعدما تحديت تقاليد القرية بكامل الاحترام، وأصبحت نموذجًا مشرفًا لهم، في تربية بناتي وعملي، بدأ الأهالي أن يسمحوا لأبناءهم بالالتحاق بمدرسة الخزف والفخار الخاصة بالسيدة إيفيلين والعمل بعدها أيضًا، وأصبحت قدوة لكل فتيات القرية بعد إصراري على استكمال مشواري الذي طال بالنجاح.
وعن مهرجان تونس تقول: تبدأ حركة البيع والشراء في مهرجان تونس ثاني يوم من المهرجان، وأول يوم مقتصر على زيارات طلاب المدارس والجامعات.
وتقدم راوية نصيحة للسيدات قائلة: أنصح كل السيدات التي تلتحق بوظيفة في أن تجد شخصيتها في عملها الحر وتتجه لأعمال الخزف أو أعمال أخرى.
وتختتم حديثها قائلة: “أنا سعيدة إني علمت فتيات كتير، وفتحوا ورش وخرجوا للعمل وأخذوني قدوة لهم، فالخزف هواية لي ومستقبل أسرتي، والرسومات أصنعها بنفسي وابتكرها على ورق، ثم أصممها على الفخار لتصبح أعمالًا من الخزف غير التقليدية”.
تعليق واحد