«شغف فلسطين».. مائة وصفة للطهي والتراث والإنسانية
صدر قبل أيام كتاب «شغف فلسطين»، وهو كتاب طهي يعرض أكثر من 100 وصفة من المطبخ التراثي الفلسطيني، تطوع بكتابة هذه الوصفات فلسطينيون ملهمون من جميع أنحاء العالم، اجتمعوا في حبهم للطعام والأدب والإنسانية، خاصة أنه سيتم التبرع بالعائدات كاملة من مبيعات الكتاب لبرامج التعليم والتنمية والصحة التي ستعود بالفائدة على المجتمعات الفلسطينية في جميع أنحاء فلسطين ولبنان والأردن، مما يوفر الأمل والفرص في الأماكن التي بحاجة إليها.
تراث الطهي الفلسطيني
الحركة العالمية لجمع التبرعات من خلال كتاب «شغف فلسطين» ترجع إلى فرح أبو أسعد، الشاعرة من غزة والكاتبة الشغوفة بأراضي بلادها الفلسطينية، والتي ظهر شعرها المستوحى من تراث فلسطين في كتاب الطبخ الصادر حديثا لوالدتها سيدة الأعمال الفلسطينية لمى بزاري من نابلس، وهما ثنائي أعمال خيرية تسعيان باستمرار إلى زيادة الوعي لصالح فلسطين منذ عقود، وتقول السيدة لمى لـ«باب مصر» إنها تأمل هي وفرح في ترابط الناس من خلال الطعام عبر كتاب فلسطيني.
ويقدم الكتاب وصفة لكل شخص ذو أصول فلسطينية شارك في الكتاب، ويعرض أيضا كيف يمكن للفلسطينيين ليس فقط النجاح ولكن أيضًا الازدهار عندما تُتاح لهم الفرصة، والنتيجة النهائية هي مجتمع عالمي يتوق إلى فلسطين، وتستكمل لمى أن الهدف الأساسي من الكتاب الاجتماع معًا لتقديم الفرص للشباب الفلسطيني، المرتبطين بالحب والإنسانية المشتركة لإحداث تأثير بعيد المدى.
مشاركات عالمية
المشاركون في الكتاب من جميع أنحاء العالم، يمثلون الشتات الفلسطيني، بدءًا من الغابات المطيرة في تشيلي إلى مزارع جنين، إلى ساحل غزة وعبر المناظر الطبيعية للأمريكتين، يحاول خلالها الكتاب توثيق العلاقة بين الطعام والهوية، وتصوير المجتمع المتنوع، على أن تكون الوصفات المكتوبة من مشاركات فلسطينيين.
وشارك في الكتاب مجموعة متنوعة، تضم ممثلين ورجال أعمال وفنانين وكُتاب وطهاة، ويضم وصفة لعضو الكونجرس الأمريكية رشيدة طليب، والمطور العقاري محمد حديد، والمؤلفين الأكثر مبيعًا، والشعراء مثل سوزان أبوالهوى، نعومي شهاب، ناي، ناتاهلي حنظل، ليزا مجاج، والفنانين ثلاثي جبران ويتضمن وصفات إهداء لذكرى عمالقة الأدب الفلسطينيين إدوارد سعيد ومحمود درويش على سبيل المثال.
ومن خلال أصوات وحكايات كل مساهم، يستطيع القارئ السفر عبر فلسطين – من ساحل غزة إلى أراضي أريحا الخصبة، ومن قمم تلال نابلس، مرورا بالأسواق القديمة في بيت لحم والقدس، إلى الأراضي الزراعية الشاسعة في جنين و الخليل، تتشابك جميع الوصفات مع المكونات العطرية التي تنبض بالحياة في المطبخ، وتقول: “يستكشف القارئ النكهات الفريدة والمميزة لكل منطقة، بالإضافة إلى التنوع مثل مشاهدة المناظر الطبيعية والتعرف على الحضارات التي مرت عبر فلسطين وأثرت بشكل كبير على مطبخها”.
وصفات تراثية
ويعتمد الكتاب على الوصفات الكلاسيكية التقليدية، المتوارثة عبر الأجيال، لإعادة التقديم الحديث للأطباق الفلسطينية، سواء اليومية أو مآدب الأعياد والحلويات الشهية التي يتم الاستمتاع بها مع العائلة والأصدقاء، وتوضح بزاري أن الكتاب استغرق 18 شهرا متواصلا من بداية العمل ونشره، وتطور كتاب «شغف فلسطين» ليصبح حركة عالمية تشمل جمع التبرعات لنوادي العشاء التي تقام عالميًا، إلى جانب مبادرات جمع التبرعات الأخرى التي تروج للطعام الفلسطيني والثقافة والتراث مع زيادة الوعي لمحنة اللاجئين.
تمت طباعة الكتاب في الولايات المتحدة ونشره بواسطة «ستوري فارم»، على أن يذهب العائد من مبيعات الكتاب إلى الشريك “أنيرا”، وهي منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى التعاون في فلسطين، لبنان والأردن، وسيتم عرض كتاب الطبخ في متاجر كتب مختارة في الشرق الأوسط، وكذلك سيتم نشر نسخة من نوع “كيندل” و “الكتاب الإلكتروني” الشهر المقبل.
شارك العديد من الطهاة الفلسطينيين المعترف بهم في الكتاب، ومنهم مؤلفو كتب طهي ومن بينهم ليلى الحداد مؤلفة كتاب «مطبخ غزة»، راوية بشارة مؤلفة كتاب «مطعم تنورين في نيويورك»، طارق داكا مؤلف كتاب «مطعم قانون في نيويورك»، سمير موجانام مؤلف كتاب «بيت ريما سان فرانسيسكو»، وفنان الطعام الأردني عمر سرطاوي الذي يقول لـ«باب مصر» إنه شارك بكتابة وصفة عن أكلة فلسطينية مشهورة وهي البطيخ والجبن ولكن من خلال تقديمها بطريقة حديثة عبر طهي قشر البطيخ أيضا بطريقة شهية.
زعتر وزيتون
وقد نشر محمد حديد، رجل الأعمال الفلسطيني، تفاصيل مشاركته بالكتاب عبر حسابه الرسمي بموقع إنستجرام، ويقول: “تعالوا معي في رحلتي عبر مدن وبلدات وقرى فلسطين.. تابعوني عبر آلاف السنين من الثقافة الغذائية لأرض زيت الزيتون والزيتون والزعتر والعنب وورق العنب.. اثنان من وصفاتي في هذا الكتاب تعلمتها من والدتي، التي تعلمتها من والدتها الأميرة خيرية (خير ضاهر العمر) التي تزوجت عام 1941 من والدي أنور محمد حديد”.
وتابع حديد: “حتى أنهم تبنوا عائلة يهودية عام 1946 من بولندا.. كانت قد انتقلت من كوبا إلى مدينة نيويورك وهناك لم يُسمح لهم بالخروج من السفينة، وكانت والدتي تطبخ لكل أفراد السفينة.. لقد تعلمت الكثير من أمي وأبي.. كيف أتناول الطعام والأهم هو استضافة وإطعام الناس من جميع الأديان من طعام أرض فلسطين الوفير”.
وعند التعاون في الكتاب كتب حديد هذه المقولة عن مشاركته في كتاب الطبخ: “وصفتان من الوصفات العائلية المفضلة لديّ من يدي والدتي خيرية ضاهر حديد واردة في كتاب الطهي، وهو تكريم لفلسطين العزيزة لدينا وثقافتها الغذائية التي تعود إلى آلاف السنين، وأشجار الزيتون ومنتجاتها”.
فيما كتب شون كارول، رئيس جمعية أنيرا الخيرية: “المساهمون في كتاب الطبخ المبهج هذا لديهم قصصهم الخاصة، وتذكرنا نضالاتهم ونجاحاتهم أننا نتوق أكثر للفلسطينيين في كل مكان، وخاصة أولئك الذين يعيشون في ظروف فقيرة في غزة والقدس والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في الدول المجاورة للأردن ولبنان”.
5 تعليقات