سينمات أسيوط.. التاريخ وحده لا يكفى
كانت أسيوط من أوائل المحافظات التي أنشئت فيها قاعة عرض سينمائى، مبكرا جدا عام 1908. وبعد هذا التاريخ افتتحت أكثر من دار عرض سواء برأس مال خاص، أو كانت تابعة لإحدى الهيئات الحكومية، لم يتبق سوى دار عرض واحدة كانت المتنفس الوحيد لأهالي أسيوط لمشاهدة العروض السينمائية، هى سينما رينسانس التي هدمت عام 2005، لتخلو المحافظة من أي دور عرض سينمائي، باستثناء قاعة صغيرة في مول تجاري.
سينما أسيوط الشتوية
يذكر المؤلف إبراهيم مرزوق، في كتاب “دليل الأوائل”، أن أول مواطن مصري ينشئ دارًا لعرض الأفلام السينمائية هو تادرس مقار الذي أنشأ أول سينما في أسيوط عرفت بـ”سينما أسيوط”.
ويقول الشاعر سعد عبدالرحمن، رئيس مجلس إدارة جمعية رواد قصر ثقافة أسيوط، إن سينما أسيوط الشتوية القديمة أنشئت عام 1908 لتكون بذلك أول سينما في المحافظة، لصاحبها المهندس تادروس مقار، استمرت في عرض الأفلام القصيرة الصامتة، إلا أن قام تادروس في عام 1935 بهدم المبنى القديم وقام ببناء المبنى الشهير في أسيوط على طراز فرنسي، وكان فريدا من نوعه حينها، فكان المبني الوحيد في أسيوط على هذا الطراز.
يتابع عبدالرحمن: لم تتميز سينما أسيوط الشتوية بالطراز الفرنسي فقط، ولكنها تميزت أيضًا بنظام مختلف في العمل، فكانت عبارة عن 3 درجات تروسو، وصالة، وبلكون، لذا كانت الإضاءة تطفئ تدريجيًا في القاعة حتى يخرج أخر فرد بها، كما لم يقتصر دورها على عرض الأفلام فقط، بل قامت بدور توعوي وثقافي من خلال إذاعة جريدة سينمائية على الجمهور قبل عرض الفيلم، ليكون بذلك برنامج ثقافي متكامل.
وانتقلت ملكية السينما في التسعينيات لرجل الأعمال نجيب ساويرس ومنه وإلى الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، التي تمتلكها الفنانة إسعاد يونس وزوجها علاء الخواجة، ليتغير شكل السينما داخليًا وقام بتطويرها وتقسيم صالتي العرض، ليصبح هناك 4 صالات عرض، لكل صالة فيلم مختلف يعرض بها.
وفي عام 2015 صدر قرار من المحافظة بهدم العقار، وأكد حينها المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط آنذاك، بيع السينما وأن ملكية أرض سينما رينسانس أسيوط ملكية خاصة لإحدى الشركات، ولا يحق للمحافظة التدخل، لتهدم السينما بعد عدة وقفات احتجاجية من قبل المثقفين والفنانين بأسيوط، اعتراضًا على قرار الهدم، ويبنى حاليًا مكانها أبراج سكنية، لتكون أسيوط بلا سينما بعد هدم السينما الوحيدة بها.
سينما دولف
في عام 1916 قام أدولف مقار، وهو الأخ الأصغر لمقار، ببناء سينما صيفي، والتي أسماها الأسايطة حينها باسمه “سينما دولف”، ولكن عمرها لم يمتد طويلًا وانتهى العمل بها سريعًا، واستمرت أسيوط بسينما مقار الشتوي، إلا أن بنيت بعدها بعدة أمتار قرب محطة أسيوط، سينما خشبة، في أواخر الثلاثينيات تقريبا.
ويضيف الروائى مصطفى البلكي، أن سينما خشبة كانت هي الملاذ لأغلب الطلاب في المرحلة الجامعية، فكان في أيام الدراسة الجامعية يذهب إلى سينما خشبة لمشاهدة الأفلام القديمة التي كان يعاد عرضها بسينما مقار الشتوي، وكنا ندخلها في الأعياد والمناسبات، ولكن في التسعينيات هدمت السينما وبني مكانها حاليًا مجموعة مباني تجارية.
سينما المعهد الأزهري
بنيت داخل معهد فؤاد الأول في عام 1934، وتعتبر فريدة من نوعها خاصة وأنه ليس من المعتاد وجود سينما داخل معهد ديني بوجه عام، وفي الصعيد بوجه خاص.
ويوضح الشيخ محمد علم الدين ضاحي، شيخ المعهد، أن سينما المعهد من أهم مقتنيات المبنى، إذ إنه المعهد الوحيد على مستوى معاهد الجمهورية الذي يحتوي على سينما، واستخدمت في عرض الأفلام العلمية من جميع دول العالم للطلاب، وهو ما كان يساعدهم كثيرا في تحصيل العلوم والتثقيف والتنوير، في وقت كان الأزهر فيه مواكبًا للعصر، غير منغلق على ذاته.
وتقع السينما بالدور الأول بالمعهد، وتحتوي على 42 مقعدا، يسع كل مقعد خمسة أفراد، أما الدور الثاني فهو لوجهاء القوم والعلماء وفي منتصف القاعة تجد شاشة عرض قديمة.
ثقافة أسيوط
يقول ضياء مكاوي، مدير عام ثقافة أسيوط، إنه بعد هدم سينما رينسانس، يقوم قصر ثقافة أسيوط بدوره بعرض أفلام سينمائية داخل نادي السينما، ولكنه نشاط تابع للثقافة غير مدفوع الأجر، فتأتي الأفلام المعروضة كأفلام قصيرة، تختلف تمامًا عن الأفلام التجارية.
اقرأ أيضا
ملف| الشاشة الساحرة غائبة فى أقاليم مصر
6 تعليقات