«دوار حزين» في إسنا.. هنا اختبأ السادات
في الذكرى التاسعة والثلاثين لاغتيال الرئيس أنور السادات، لا يعرف الكثير قصة اختباءه في دوار حزين بمركز إسنا جنوب الأقصر.. “باب مصر” يعرض القصة.
قصة اختباء السادات
يقول مدني حزين، أحد أحفاد آل حزين: إن ما نعرفه نحن كأحفاد عن قصة اختباء السادات قليل جدا لكن كل ما أستطيع قوله إن السادات عندما جاء إلى إسنا استقبله واستضافه جدي حسن عبدالمنصف في الدوار الموجود بشارع أحمد عرابي، ثم انتقل به إلى دار أخرى وسط الزراعات بقرية النجوع بإسنا، وكانوا يتسامرون كل مساء إلى أن رحل عن إسنا واستمرت العلاقة مع الحاج حسن ومن بعده نجله الحاج عبدالمنصف حسن حزين، وتولى في فترة حكم السادات محافظا لمحافظة بني سويف، ثم المنوفية وكان السادات يحبه كثيرا ويعتبره ابنا له، إكراما لوالده الذي استضافه.
ويوضح مدني، أن العلاقة استمرت حتى وفاة الحاج عبدالمنصف حزين، وانقطعت بعد ذلك تماما، لافتا إلى أن دار حزين تخطى عمره نحو 170 عاما، واستضاف العديد من الشخصيات العامة والسياسية والدينية الشهيرة، كما أن أول بث إذاعي للشيخ محمد صديق المنشاوي كان في الدار في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث استضاف الحاج عباس، الإذاعة في وقتها.
مدينة إسنا
ويشير عمر فخري الكوتري، مفتش آثار بمنطقة آثار إسنا، إلى أن مدينة إسنا واحدة من أهم المدن الأثرية بصعيد مصر وتميزت وامتازت بالعديد من المواقع الأثرية عبر كل العصور، بداية ومنذ عصور ما قبل التاريخ، انتهاء بآثار العصر الحديث، والجميل بل والأكثر جمالا هو الامتداد العمراني الأثري بمدينة إسنا، حيث تفردت مدينة إسنا بطابع خاص من الطراز المعماري من نوعية خاصة وهو “الدواوير والمضايف”، والتي من أهمها دوار آل حزين بشارع أحمد عرابي.
ويضيف الكوتري، أن هذا الديوان يعتبر واحدا من أهم المنشآت التراثية بمحافظة الأقصر بشكل عام، بل وواحدًا من أهم المنشآت التاريخية الشاهدة على العديد من الأحداث التاريخية الهامة من الناحية السياسية والثقافية والفنية، وبشكل عام يرجع تاريخ إنشاء هذا الدوار إلى أواخر القرن التاسع عشر ويوجد بشارع أحمد عرابي بجوار نقطة شرطة إسنا قبلي. وتم بناؤه على يد الحاج حسن حزين أحد كبار العائلة منذ أكثر من 150 عاما، وألحق به بناء مسجد باسم العائلة وهو الديوان الأساسي لعائلة حزين بإسنا وتقام فيه مراسم العزاء، وتكمن الأهمية التاريخية للديوان في أنه شاهدا على كثير من الأحداث التاريخية الهامة. فقد وطأته أقدام الملك فاروق والرئيس الراحل أنور السادات ومصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد بعد سعد زغلول وفؤاد سراج الدين باشا وسيد مرعى.
ويوضح المفتش الأثري أن قدوم الرئيس السادات إليه ليس لزيارة مدينة إسنا، التي كانت مديرية قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، وإنما جاء السادات للاختباء به على خلفية اتهامه بقتل أمين عثمان وزير المالية في الأربعينيات من القرن الماضي، للاشتباه في تعاونه مع الإنجليز، ومكث السادات شهرا كاملا في الديوان، ثم استكمل اختباءه بقنا هذا من الناحية السياسية.
أما من الناحية الفنية والاجتماعية والإنسانية، فقد زار هذا الديوان فريق قطار الرحمة الشهير بعد ثورة يوليو 1952. وكان يضم كل من الفنانتين شادية وفاتن حمامة وآخرين واستراحوا فيه، حيث جاء القطار إلى مدينة إسنا للتضامن مع أهلها بعد أن أدت السيول إلى انهيار المنازل فيها وكانت هناك ليالي سمر وغناء للخروج بالأهالي من هذه المحنة.
ويشير عمر الكوتري إلى أن عددا من السياسيين زاروا ديوان آل حزين، مثل محمد نجيب أول رئيس جمهورية بعد ثورة يوليو، أثناء افتتاح مستشفى الصدر بإسنا، وبشكل عام فإن آل حزين بإسنا من أهم العائلات التي لها باعا سياسيا كبيرا، وهي فرع من قبيلة تسمى الجميلية وهو فرع وافد على مصر من المغرب العربي.
تعليق واحد