“خطِّي العَتَبة”.. عرض جديد لفرقة دوم للحكي
في رحلة سياحية بالباخرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، يزور ثمانية ركاب جزيرة منعزلة لرؤية الطبيعة البكر، إلا أن الباخرة لم تعد لاصطحابهم مرة أخرى، يعلق الركاب على اختلاف انتمائتهم في الجزيرة يتعايشون مع بعضهم بعضًا، ومع الانعزال والوحشة لتخرج الحكايات، حكاياتهم عن أنفسهم وعن بعضهم وعن تصوراتهم حول المجتمع واحتياجاتهم وعن فكارهم وحياتهم، في الأسبوع الماضي كان هذا هو عرض دوم للحكي، حمل اسم “خطِّى العَتَبة” على مسرح المركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة.
تأسست الفرقة من كتاب وكاتبات ورشة سيشت للكتابة الإبداعية، التى تشرف عليها الروائية سحر الموجي، من خلال مؤسسة دوم للثقافة، وقدمت الفرقة نشاطها في أمسيات رمضانية عام 2014 لقراءات لأعضائها، وقدمت عرضي حكي عام 2015 هما عرض “بينج بونج” ببيت السناري بالسيدة زينب في شهر يناير، وعرض في مهرجان الحكي بقنا، وعرض “لوقت عوزة” على مسرح روابط أواخر مايو، في مكتبة القاهرة الكبرى في رمضان.
في حكايات منفصلة ترتبط أحداث الحكي فيها ببعضها بعلاقات فرضها المكان الواحد، لتعطي حدثًا موحدًا، تتفرع منه الحكايات وتتلاقى، ليحكي كل فرد عن خلفيته ومشكلته الأساسية وهي الخوف وهل ننجح في تخطي عتبته.
أنا كنت خايفه إن حمدي يطلقني وأنا في سن مهببة- 58 سنة- وحصل، فالشاعرة حسناء عبد المغنى- تقدمها سحر الموجي- تحكي عن أزامتها مع العمر وعدم قدرتها على التعبير عن مشاعرها بالرغم من كتابتها للشعر ومواجهتها لمخاوفها عن مشاعرها.
عايزة حد يحبني
مدام محروص- عفاف السيد- تبدأ حكايتها “عايزة حد يحبني” لتحكي عن لحاقها بقطار الزواج بعد فوات الأوان وحياتها مع محروص “اللي شطب خلاص” بتعبيرها بس اهي كانت جوازة والسلام، يموت زوجها وتذهب للرحلة لتحبها سالي ولمياء.
من وقتها وأنا اسمي لمياء علي وزن علياء أختي
المهندسة لمياء- كارول عقاد- في أداء تمثيلى مبهر قدمت حكاية لمياء ومشكلة انغلاقها بسبب أفكارها عن نفسها منذ الصغر، بسبب زميلتها في المدرسة وتفضيل الأم أختها الكبرى عليها “كنت خلاص عرفت من وقتها إن أنا بخوّف، ومن وقتها وأنا اسمي لمياء علي وزن علياء أختي” تقوم لمياء بممارسة عادتها في التلصص والتقاط الصور خفية على الجزيرة لتكشفهم أمام أنفسهم.
من النهاردة أنت مكان أبوك
سائق التاكسى محمود- عصام فايز- يحكي عن تحمله المسؤولية مبكرًا وتعلقه بسائحة تكبره بسنوات عديدة، يذهب إليها في رحلة، لكنه يتعلق بسالي الفتاة المتزوجة بدلا منها في الرحلة.
بعد شوية لقيته مستني ييجي اليوم اللي أعقل فيه
سالي “لولو”- رانيا زهرة- تحكي عن تعبيرها عن مشاعرها بالرقص في الحزن والفرح وعن فقدها لابيها وعلاقتها بزوجها يوسف، الذي يبحث جديتها في علاقتها به بينما هي تختنق من كآبته المستمرة، ورغبته في أن تتغير “بعد شوية لقيته.. مستني ييجي اليوم اللي أعقل فيه.. وابطل أهرب من الواقع وأعرف انا عايزة ايه.. لا وكمان اخطط له”.
أنا أضعف من إني أواجه حد
ضابط الشرطة عصام المنوفي- عمر سامح- رحلته كانت للاستشفاء من أثر صدمته النفسية لحادث الاستاد، يحكي عن “أنا أضعف من إني أواجه حد.. دايمًا بخبّي حقيقتى.. دايما حاسس إن لحظة الحقيقة هتنزل على رقبتي زي لحظة الموت.. انهيار لكل حاجة.. عشان كده دايمًا مش قادر اتعامل معاها” وعن خوفه من البكاء وتربيته التي تأسست على التحكم في مشاعره، وعدم تلقيه مشاعر المحبة من غيره، وانهياره بعد لمسة من حسناء على الجزيرة.
الدكتورة ماجدة- سمر علي- تحكي عن خوفها من ممارسة الطب في الإدارة الطبية الحكومية، و”خنقتها” من قيود الوظيفة الحكومية، وقيود المجتمع وتفسيراته لمظاهر التدين، وعلاقتها بزواجها وهروبها للمخدرات وعلاقتها بصديقة عمرها، التي توفت دون أن تتمتع بالدنيا، فقررت أن تستمع وتسافر وعلى الجزيرة تمارس الطب دون خوف، تجمع الأعشاب، وتنتج أدوية وتتحرر من خوفها من القيود.
سيدة الأعمال سهيلة الغندور- رشا نشأت- تحكي عن اهتمامها بأخذ المبادرة و تولي المسؤولية، وعن تحول مشاعرها إلى دور وظيفي تؤديه بإتقان، وعدم قدرتها على الاستمتاع، بالرغم من إنها “ست جميلة” ناجحة واثقة من نفسها، وخوفها من العجز ووضعها لإطارات محددة للعلاقات وخوفها من الحب واكتشافها لمخاوفها وإدراكها لها على الجزيرة.
عرض الحكي هو نتاج ورشة كتابة وحكي لأعضاء فرقة دوم للحكي، التابعة لمؤسسة دوم الثقافية، وورشة سيشت للكتابة الإبداعية، التي تشرف عليها الكاتبة سحر الموجي وهي مخرجة العرض ومدربة الحكي للفرقة أيضا .
وسحر الموجي كاتبة روائية، وأستاذة الأدب الإنجليزى والأمريكى بكلية الآداب جامعة القاهرة، تقدم برنامجًا أسبوعيًا على إذاعة البرنامج الأوروبي المحلي، و صدر لها سيدة المنام- مجموعة قصصية، وآلهة صغيرة- مجموعة قصصية، دارية- رواية، ونون- رواية، وحصلت على جائزة كفافيس للنبوغ عن رواية نون 2007، وهي مدربة كتابة إبداعية، أشرفت على العديد من ورش الكتابة.
تقول سحر الموجي لـ”ولاد البلد” بدأنا كتابة الشخصيات في ورشة تدريب لأعضاء المجموعة مع ريم حاتم، وفكرنا ناخد الشخصيات دي ونعمل بيهم حاجة، وبدأنا كتابة عن الشخصيات للخروج بعرض.
تتابع كل واحد كان بيكتب شخصية وأنا كنت بنسق الكتابة وأنه يكون في نفس الوقت مكان يجمعهم و يتفاعلوا فيه، ومن هنا كانت فكرة الجزيرة، وهي فكرة قديمة ومستخدمة، وكان التحدي إزاي نكتب شخصيات مختلفة بمشكلاتهم وأحاسيسهم في إطار الفكرة التقليدية، والكتابة ابتدأت من أكتوبر 2015 حتى فبراير 2016، ومن فبراير ابتدينا نشتغل على العرض نفسه تدريب. .
تضيف كان كل فرد من المشاركين كان يتعين عليه كتابة شخصية “وفي مرحلة تانية كان نسج وتعشيق الشخصيات مع بعضها وده كان تدريب كتابة له علاقة بالحركة والتفاعلات في الورشة اللي كانت أقرب لكونها ورشة مسرح، نخرج منها بخيوط ربط بين الشخصيات، وناخد خيوط ورش الحركة والمسرح مع الكتابة، ومع تدريبات المسرح لغاية ما عملنا تعشيقة لوجودهم سوا”.
2 تعليقات