حوار| مدرب أسود في سيرك الحلو: أسرار جديدة في حياة الأنثى المقاتلة
أسرار جديدة في حياة محاسن الحلو «الأنثى المقاتلة»، أول امرأة عربية تروض أسود، يرويها محمد هاشم، مدرب الأسود وأحد أقارب الحلو خلال حواره لـ«باب مصر»، أثناء تواجده في مدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، لإقامة عدة حفلات للسيرك هناك لأول مرة في تاريخ هذه المدينة.. وإلى نص الحوار.
في البداية حدثنا عن محاسن الحلو وعلاقتها بالسيرك؟
محاسن الحلو بدايتها كانت مع السيرك منذ صغرها، لعشقها الشديد له، فلقد كانت تقدم فقرة أكروبات، ولكن اقتحمت مجال تدريب الأسود، عقب وفاة ابن عمها محمد الحلو، في حادثة الأسد المشهورة “سلطانة”، تأثرت محاسن الحلو بما حدث نفسيا، ولكن لم تستسلم وقتها وقررت الخوض في هذه التجربة الشاقة، وهي تدريب الأسود، حتى أصبحت أول امرأة عربية تروض للأسود، وهي فتاة لم تكمل العشرين من عمرها.
وتزوجت محاسن الحلو، من محمد كوتة، وهو أول من أدخل الملاهي لمصر، وأنجبت منه محمد ومنال، فمدحت سار على نهج والدته وأصبح مدربا بالسيرك القومي، ومنال مذيعة في السيرك، وحفيدتها نوسة كوتة المدربة الأشهر في مجال ترويض الأسود.
هل واجهت “الحلو” صعوبات مع بداية عملها؟
بالطبع واجهت محاسن الحلو – رحمة الله عليها- صعوبات مع بداية عملها، ولكن حبها للأسود، جعلها تتخطى هذه الصعوبات بسرعة، حتى تمكنت من اقتحام هذا المجال الصعب في وقت قصير، حتى أطلق عليها الأمريكان “المرأة الحديدية”، أثناء عروضها في ولاية نيويورك الأمريكية، فكانت بالفعل كذلك لشجاعتها وجرأتها في مجال تدريب الأسود.
وكيف كانت تتعامل مع الأسود؟
محاسن الحلو، كانت تعتبر الأسود أفضل من أبنائها، “الأسود كانت عندها نمبر وان وبعدين أي حاجة تجي بعدها “، فكان يومها بالكامل مع الأسود، تحسن معاملتهم وتعيش معهم يومها بالكامل حتى فترة النوم، وحظيت بحب شديد جمع بينها وبين الأسود، وهذا الحب مكنها من وقوفها على خشبة المسرح شامخة تروض لهم، وجعلها رائدة في هذا المجال، بدليل أن اسمها مازال مخلدا بالرغم من وفاتها منذ قرابة 20 سنة.
وما هي أهم المواقف التي تعرضت لها؟
للأسف لا أستطيع أن أذكر ذلك، فمدرب الأسود لا يستطيع عرض ما يتعرض له للجمهور، فإذا فعل ذلك، سيعرض الجمهور لحالة من القلق والخوف والابتعاد عن مشاهدة هذا الفن الشيق والشاق، “فمهما كان الإنسان قوي مش هيكون أقوى من الأسد”، ولكن محاسن الحلو “عملت اللي محدش يقدر يعمله في مصر “.
وما هي أهم العروض والأعمال التي قدمتها الحلو؟
شاركت محاسن الحلو، في فقراتها في السيرك القومي، خلال مناسبات عديدة وسافرت دول أوروبية وعربية، وقدمت عرضا أمام الرئيس جمال عبدالناصر، كما شاركت في ثلاثة أفلام: “أشجع رجل في العالم، وعليش دخل الجيش، وعام وديل السمكة”.
الأنثى المقاتلة كانت تتعامل مع الأسود.. حدثنا عن الجانب الآخر لها؟
محاسن الحلو كانت إنسانة بمعنى الكلمة رغم لقب الأنثى المقاتلة، فكيف لا وهي تعطف وتربي وتعاشر الأسود والنمور والحيوانات المفترسة، جراءتها وقوتها لم تسيطر على إنسانيتها، فلقد كانت لا تتذوق طعم النوم والراحة، إذا تعب أسد أو نمر، أما من الجوانب الإنسانية لها مع البشر، فلقد كانت تخصص مقاعد في السيرك مجانا للأيتام والفقراء.
هل تغير السيرك الآن عما كان عليه.. وماذا عن أهم الصعوبات التي تواجهكم؟
بالفعل، عملت في مجال السيرك منذ 20 سنة، كنا نواجه صعوبات منها عدم الاهتمام، ولكن بعد أن تقلدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، منصب وزارة الثقافة، اهتمت بالسيرك بشكل كبير “عايزة في كل مكان في مصر يكون فيه سيرك”، فشجعتنا لمواصلة الفن، الذي ذهبنا به إلى معظم الدول، ومن خلال اهتمامها بالثقافة والفن، وقررت أيضا تنظيم مسرح متنقل يجوب كافة القرى.
أما بالنسبة الصعوبات التي تواجهنا، هي تغيير ثقافة السيرك عند المواطنين، “لما جيت نجع حمادي الناس بتسألني إيه ده؟، أقولهم سيرك يردوا يعني فيه قرود وكده أقولهم ده مش حديقة حيوانات، السيرك فن راقي وشاق وشيق لا بد وأن ينتشر في كل مكان”.
تعليق واحد