حوار| الممثل باتع خليل: عادل إمام تجاهلني في البداية!
ملامح مصرية خالصة، موهبة فنية تنتظر الانتشار، رحلة ومشوار طويل مع الفن، وبالرغم من طول الرحلة، إلا أنه مثل أغلب فناني الأقاليم مازال يتحسس طريقه نحو الشهرة ويتمنى الوصول لإشباع موهبته ورغبته في التمثيل. هو الفنان باتع خليل، ابن محافظة الفيوم، خريج كلية التربية قسم التاريخ عام 1990، وموجه نشاط مسرحي بوزارة التربية والتعليم منذ عام 1995 بجانب موهبته الفنية والتمثيل.
شارك باتع خليل في العديد من المسلسلات منها، “عفاريت عدلي علام، الحرباية، الجماعة 2، هوجان، لآخر نفس، شقة فيصل،ليالي أوجيني”.
وشارك باتع خليل هذا العام في عدة أعمال تعرض في رمضان وهي مسلسلات “فلانتينو، الاختيار، 2 في الصندوق”.. “باب مصر” أجرى هذا الحوار الخاص للتعرف على مشواره ورحلته الفنية.
كيف كانت بدايتك مع التمثيل؟
البداية كانت على المسرح المدرسي في المرحلة الثانوية، حيث كنت أقوم ببعض الاسكتشات الفنية والتمثيلية، ثم التحقت بكلية التربية شاركت في بعض العروض المسرحية كي أشبع رغبتي في التمثيل، وفي أحد العروض والتي كان مخرجها الفنان صلاح حامد، أحد أعمدة الثقافة والمسرح بالفيوم أحد شهداء “محرقة بني سويف”، طلب منى الانضمام إلى فريق التمثيل بقصر ثقافة الفيوم، وكانت تلك البداية الحقيقية.
ثم انضممت إلى جمعية نادي المسرح المصري، والتي كانت تترأسها الفنانة سميحة أيوب، والفنان عزت زين، والفنان صلاح حامد، ثم إلى نادي المسرح بقصر ثقافة الفيوم وكنت ضمن فريق فرقة الفيوم القومية للمسرح، وشاركت من خلالها في العديد من المسرحيات الهامة، بالإضافة للعمل في مسرح الطفل، وكانت كل العروض تابعة للثقافة الجماهيرية وقصر ثقافة الفيوم.
لماذا قررت في فترة من الفترات العيش في القاهرة ثم عدت مرة أخرى إلى الفيوم؟
التمثيل هواية جميلة، وأنا أحببت تلك الهواية، وأردت الاحتراف وكأي تجربة توجد احتمالات للنجاح والفشل، ذهبت عام 2006 إلى القاهرة، وكانت بداية عملي عندما رشحني الصديق العزيز الفنان محمد جمعة لأحد الأدوار في فيلم “مهمة صعبة”، ثم صورت بعدها بعض من الكليبات الدينية.
واشتركت في بعض المسرحيات التابعة للبيت الفني للمسرح مثل مسرحية “يماما بيضا” بطولة الفنان على الحجار، واشتركت في مسرحيات تابعة للمسرح الحديث ومسرح السلام، ومسرح الشباب، لكن بالرغم من ذلك فشلت محاولاتي في الحصول على أدوار سينمائية أو داخل الأعمال الدرامية، وهو ما جعلني أشعر بالإحباط وأخذت القرار بالعودة للفيوم، ولم أعمل بالفن لمدة قاربت 7 سنوات، وتفرغت لعملي كموجه نشاط مسرحي في التربية والتعليم.
وكيف عدت للتمثيل مرة أخرى؟
كانت الجذوة مازالت مشتعلة ولم أحبذ الابتعاد، وشعرت بالحنين، وأقنعت نفسي بضرورة التجربة مرة أخرى لكن لعبت الصدفة دورا كبيرا معي في تلك المرة، حيث أجريت تجربة أداء لأحد المسلسلات، ولم يتم قبولي، لكن الهارد الذي سجلت عليه تجربة الأداء وصل لـ”رامي إمام”، فرشحني لدور في مسلسل “عفاريت عدلي علام”، وبعدها قمت بالتمثيل في مسلسل “الحرباية”، و”طاقة القدر”، وبدأت من وقتها الترشيحات في أعمال أخرى.
ما الذي يمنع فناني الثقافة الجماهيرية من الانتشار وتحقيق النجومية؟
في الستينات كان المخرجون يبحثون في الأقاليم عن ممثلي الثقافة الجماهيرية لإسناد بعض الأدوار إليهم، الآن لا يوجد هذا، ويجب على فناني الأقاليم البحث بأنفسهم عن الفرصة، كما أن أسلوب عروض المسرحية التي يشارك فيها فناني الثقافة الجماهيرية، يتم تسويقها بطريقة غير مناسبة، على سبيل المثال يحتاج العرض المسرحي إلى مجهود قد يصل إلى ستة أشهر إعداد وبروفات وغيرها، وفي النهاية يعرض 5 أو ست أيام فقط دون تسويق أو حتى عرض على مسارح أخرى سوى للعروض التي تشارك في المسابقات فقط.
كما أن مجانية العروض التي تقدمها مسارح الثقافة، تجعل الجمهور ينظر لها بتدن. حيث تعطي لها نظرة من التدني من قبل الجمهور وعدم الاهتمام، فماذا يضر إذا كان دخول العرض المسرحي بتذكرة أو بتكلفة رمزية حتى وإن كانت 5 جنيهات، تدخل إلى خزينة المسرح أو للممثلين الذين لا يتقاضون في الغالب أجرا بعد هذا المجهود المضني.
هل العلاقات داخل الوسط الفني تمثل دورا كبيرا في ترشيحات الممثلين للأدوار في الأعمال الفنية؟
بالفعل تأتي الموهبة في المرتبة الأخيرة، فمن لديه الموهبة ولم تسنح له الفرصة لإبرازها في مساحة دور معقولة تظل موهبته محبوسة ولا يعلم عنها أحد، وتأتي العلاقات والسعي والبحث عن الفرص في المرتبة الأولى، ومن الظلم الحكم على ممثل من مشهد أو اثنين ومن الظلم أيضًا ترشيح ممثليين محددين في بعض الأدوار فقط لنجاحهم فيها.
لاحظنا في الفترة الأخيرة ظهور العديد من الوجوه الجديدة على الشاشة وأغلبهم من الثقافة الجماهيرية ومسارح الأقاليم هل يعد ذلك بادرة أمل وتفاؤل؟ وما السبب من وجهة نظرك في هذا الظهور المكثف؟
كثرة الأعمال الدرامية هي السبب الرئيسي، وكلما كان هناك غزارة في الإنتاج كان الاحتياج لوجوه جديدة، وهذا العام تقدم المسلسلات التلفزيونية مثل فلانتينو والاختيار وغيرها مجموعة رائعة من زملائي بمسارح الأقاليم/ حيث ضم مسلسل الاختيار كثيرا من الممثلين المسرحيين، وبالمناسبة ليسوا وجوها جديدة بل هم ممثلون يحاربون منذ فترة كبيرة لكن كان الطريق صعبا في الوصول إلى الميديا والأسماء كثيرة ولا يمكن حصرها.
كونك ممثل مسرحي كيف تقيم تجربة مثل تجربة “مسرح مصر” والتي أفرزت نجوم هم الآن أبطالا لبعض الأعمال التلفزيونية الكوميدية؟
لدي في البداية اعتراض وتحفظ على مسمى “مسرح مصر”.. فهو نوع من المسرح لكنه ليس مسرح مصر.. فمصر تضم العديد من الألوان المسرحية فليس هذا النوع هو من يحمل اسم مسرح مصر.
أما عن الكوميديا فخير مثال على ذلك مسلسل “بـ100 وش” للمخرجة كاملة أبو ذكري، والفنانة نيللي كريم.. وهما لم يعملا بالكوميديا من قبل.. ومع ذلك يعد المسلسل من أنجح المسلسلات الكوميدية التي رسمت البسمة على وجوه الجميع.. وبالمسلسل بعض الوجوه من نجوم الثقافة الجماهيرية التي أصبحت مشهورة بعد منحهم مساحة كافية.. وبالفعل نجحوا في عمل نقلة كوميدية لم ينجح فيها على سبيل المثال نجوم أكثر شهرة.
عملت بجوار الفنان عادل أمام ماذا كان شعورك؟ وماذا استفدت منه على مستوى التمثيل؟
7 يناير 2017 أتذكر جيدا هذا التاريخ ولا يمكن أن أنساه.. كان أول يوم تصوير لي في مسلسل عفاريت عدلي علام.. ولم أكن أعلم أن المشهد مع الأستاذ عادل أمام.. ولا أستطيع أن أصف مشاعري المضطربة من خوف وفرحة ورهبة وسعادة.. فقد كنت أود الاختباء حتى لا يراني فهو بالنسبة لي “ناظر مدرسة التمثيل”.
كانت البروفة الأولى مع النجم وأتذكر أنه لم يسلم علي.. لكن بعد أول شوط من الحوار بيننا قام من على المكتب. وسألني “أنت عامل إيه”. أحسست وقتها أنه تم اعتمادي والموافقة علي.. وقتها فقط تنفست الصعداء وشكرت ربنا.. وقد تعلمت منه الكثير، الالتزام والحرص الدائم على أبسط التفاصيل.. فهو لا يهمل أى تفصيلة حتى وإن كانت صغيرة.
من خلال عملك كموجه مسرحي هل أنت راض عن النشاط المسرحي داخل المدارس؟
النشاط المسرحي من الأنشطة الهامة، الذي تخرج من خلاله ممثلين كبار.. فعلى سبيل المثال عندما علم الفنان عادل أمام أنى موجه مسرح.. تذكر معي كيف كانت بدايته على مسرح المدرسة.. لكن يعيب النشاط المسرحي أنه يعتمد على نظام المسابقات بين المدارس.. حيث تشارك كل مدرسة بعرض مسرحي تعرضه أمام اللجنة. ثم تحصل على مركز وتنتهي الحكاية.. وهذا ما أراه خطأ فادح، الطلاب على سبيل المثال من حقهم أن يراهم ذويهم وبعض من الجمهور وهم يمثلون.. فلماذا مثلا لا تعرض تلك المسرحيات على مسرح لبضعة أيام لتشجيعهم.
النشاط المسرحي مهم جدًا من الناحية التربوية والثقافية، لكنه للأسف يواجه العديد من المشاكل والإهمال غير المبرر مثل: قلة الميزانية، وعدم الدعم الكافي من قبل وزارة التربية والتعليم، أو وزارة الثقافة.