حوار| أمين عام أدباء مصر: علينا التفكير في تحويل المنتج الثقافي إلى مصدر للدخل القومي
في عرس ثقافي تشهده محافظة مطروح على مدار 4 أيام، وبحضور 400 أديبًا وأديبة من محافظات الجمهورية، ينعقد مؤتمر “أدباء مصر” في دورته الـ33 لعام 2018، على أرض المحافظة الحدودية.
وفي هذا الشأن، التقت “ثقافة وتراث” الشاعر محمد عزيز، الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر، ليجيب على العديد من الأسئلة عن الإبداع الثقافي وماهي المقومات التي ساعدت في اختيار محافظة مرسى مطروح لإقامة المؤتمر بها.
وإلى نص الحوار:
لماذا وقع الاختيار على محافظة مطروح لاستضافة الدورة الـ33 من مؤتمر أدباء مصر؟
وقع الاختيار على مطروح من بين محافظات أخرى طُرحت لاستضافة المؤتمر وهي الغربية وقنا والأقصر، وذلك لأنها محافظة تقع على حدود مصر الغربية مع دولة ليبيا، وبالتالي هي ثرية بثقافة مختلفة من نواحي كثيرة، كالزي واللهجة البدوية والعادات والتقاليد، كما تم اختيارها لنشر الوعي الثقافي والأدبي بالمنطقة الحدودية، بالإضافة إلى ما وجدناه من استعداد كبير من اللواء مجدي الغرابلي، محافظ مطروح.
ما هو العائد الثقافي لمحافظة مطروح من إقامة مؤتمر مثل أدباء مصر؟
مؤتمر “أدباء مصر” هو عرس ثقافي عام لجميع الأدباءن ويحدث كل عام، وعندما يعقد في محافظة ما يعني أن هناك أمسيات شعرية ستُعقد في المقاهي والمدارس والجامعات وفي الأندية الاجتماعية وغيرها.
وهذه الأمسيات ستضيف كثيرًا للمكان الذي سيعقد فيه، والعائد على محافظة مطروح الأساس والأبقى هي كمية الكتب التي ستطرح في المؤتمر، فهي أول دورة معنية بالمحافظة المضيفة للمؤتمر، أي بمعنى أن المؤتمرات الأخرى كانوا يبحثون عن المشهد الإبداعي فقط للمحافظة المضيفة، أما في محافظة مطروح فتم بحث المشهد الإبداعي والخريطة الثقافية لمطروح، ووضعنا أيدينا على كل ما هو نادر وخاص بمطروح فقط، مثل العادات والتقاليد والزي واللهجة والبداوة والقبائل.. إلخ.
ما أهم الكتب التي ستُناقش في المؤتمر؟
أول كتاب سيتم مناقشته هو “المشهد الإبداعي والخريطة الثقافية بمطروح”، ثم كتاب “ثورة مصر المنسية”، وهو يتحدث عن كفاح قبائل مطروح ضد الإنجليز في موقعة وادي ماجد، والتي تم تخليدها بعيد مطروح القومي في 11 ديسمبر من كل عام.
وكتاب “واحة الرُب الأسود”، وهو عائد على واحة سيوة، والرُب بمعناها اللغوي هو عسل التمر أو الرمان، والرُب أيضًا أحد الأماكن الشهيرة الموجودة بواحة سيوة، وهناك كتب أخرى مثل “كتاب العرب والذاكرة القومية” للدكتور مصطفى الفقين وكتاب عن “طلعت حرب بحثا في العظمة” للكاتب المرحوم فتحي رضوان الذي كان يشغل منصب وزير الإرشاد القومي الذي يماثل منصب وزير الثقافة حاليًا، وغيرها من كتب أبحاث المؤتمر.
متى سيتم إعلان محافظة مطروح عاصمة للثقافة؟
هذا قرار وزير الثقافة، وكانت الدكتورة إيناس عبد الدايم أعلنت أن المحافظة التي تستضيف المؤتمر ستكون عاصمة للثقافة خلال العام.
هل هناك مقترح لإقامة مؤتمر أدباء مصر بواحة سيوة؟
أتمنى أن يقام مثل هذا المؤتمر في واحة سيوة خلال الأعوام القادمة، خاصة أنها تتمتع بكثير من المقومات الثقافية وجمال الطبيعة، فنحن نأمل أن يكون المؤتمر على المستوى اللائق، لأنه تم بذل مجهودًا كبيرًا بعيدًا عن الأشكال التراكمية التي كنا نراها في المؤتمرات السابقة، فهذا المؤتمر الثاني الذي يقام على أرض مطروح منذ 2008 أي بفارق عشر سنوات.
ونأمل أن يكون المؤتمر على مستوى الحدث، ونخرج بالأهداف المرجوة منه واستفادة جميع الأدباء والمهتمين بالثقافة.
ما هي المحاور التي سيناقشها المؤتمر في دورته هذا العام؟
المؤتمر بعنوان “المنتج الثقافي بين حريات الإبداع واقتصاديات الصناعة”، فنحن نتحدث عن المنتج الثقافي الذي يمس الثقافة، وليس المقصود هنا الأدب أو الشعر أو القصة أو الرواية أو المسرح فقط، ولكن كل شيء له منتج ثقافي، فنحن لا نود أن نجور على حريات الإبداع فأنت حر افعل ما شئت مادمت مبدعًا حقيقيًا، ولكن علينا أن نفكر أيضًا في تحويل هذا المنتج الثقافي إلى مصدر للدخل القومي، ولا بد من تغيير وجهة النظر للثقافة على أنها شيء لا بد أن يعطى مجانًا، وهذا ليس واقعًا في العالم كله.
وعلى سبيل المثال، مسابقة أمير الشعراء التي تقام في الشارقة بدولة الإمارات – قبل دخول المسابقة في مراحلها النهائية – تكون قيمة مكسب القائمين عليها من 300 إلى 350 مليون درهم، والفائز عندما يأخذ مليون درهم من هذه القيمة، لا يعد فارقًا كبيرًا، وهذا يعني أن القائمين على المسابقة قد استغل منتجًا ثقافيًا لكي يزيد من مصادر الدخل القومي للإمارة المقام بها المسابقة.
ونحن نأمل أن يستغل المنتج الثقافي ويتم تسويقه والاستفادة منه لإيجاد مصدر جديد لدخلنا القومي، كما أنه من خلال الإعلانات التي ستقام لتسويق المنتج الثقافي يعمل على مشاهدة الناس لهذه النوعية من الثقافة والتفاعل معها، ونحن لم نصل إلى كيفية معينة لتسويق منتجاتنا الثقافية، ولكن لدينا أبحاث مهمة جدًا في كيفية الاستفادة من منتجاتنا الثقافية، أعطت لنا نتائج بحثية بكيفية التسويق الجيد للمنتج الثقافي وتحويله كمصدر مهم من مصادر الدخل القومي.
وهناك محاور أخرى للمؤتمر منها دور موقف الإعلام والمؤسسات الثقافية ونشر العمل الثقافي، مثل الأدب المصري المعاصر بين الحضور والغياب في مناهج التعليم، فنحن نرى أن مناهج التعليم في مصر تتحدث عن أمير الشعراء أحمد شوقي على أنه مثال للشعر الحديث، وكأن الشعراء “صلاح عبد الصبور وأمل دنقل” وغيرهم لم يأتوا أصلًا، وبالتالي لا بد من إعطائهم حقوقهم في المناهج التعليمية.
ما رأيك في الجوائز الثقافية التي تمنح للمبدعين؟
عندي تحفظات كثيرة جدًا على الجوائز الثقافية، فما هو معيار القيمة الذي تُعطى به هذه الجائزة، هل هو الشؤون الاجتماعية أم الإبداع.
إجمالًا سيتم مناقشة الجوائز الثقافية ومعيار القيمة وآليات التمكين، كما سيتم طرح عدم استفادة مدن محافظة مطروح من قصور الثقافة باستثناء مدينة مرسى مطروح، لكن باقي المدن محرومة من إتاحة الثقافة لهم.
ما هي مواضيع جلسات الموائد المستديرة للمؤتمر؟
ستقام مائدة مستديرة بمناسبة مئوية ثورة 1919، وهي من الثورات المؤثرة في النهضة الثقافية بمصر، فقد عملت على تغير وجه الثقافة بالفعل منذ ذلك الوقت، كما أن هناك مائدة مستديرة عن شخصية المؤتمر طلعت حرب، كما سنناقش خلال المائدة المستديرة الجمعيات والصالونات الإيجابيات والسلبيات، وكيف أصبحت شكليات للبعض، وعندما تتحدث إلى أحدهم تجده فارغ ثقافيًا.
من هم المكرمين في المؤتمر؟
الأديب حاتم مرعي عن وجه بحري، وحسين خلف الله عن وجه قبلي، والدكتور محمد درويش عن النقاد، ومي خالد عن الروائيات، والكاتب الصحفي محمد لطفي عن الإعلاميين، كما سيتم تكريم روح الراحلين عصام الدسوقي ستاتي ومحمود علي الأزهري.
اقرأ أيضًا:
https://heritage.weladelbalad.com/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%82%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%A8-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B5/