تعرف على قصة “يسرية” التي تُحيي الحرف اليدوية في المحافظات
من مركز زفتى بمحافظة الغربية، بدأ مشوار “يسرية” ابنة صول الجيش وتاجر الفحم، لتصبح فيما بعد من أهم صانعي المشغولات اليدوية والمهتمين بالتراث.
تحيي الخمسينية التراث من خلال الحرف اليدوية، لينتهي بها المطاف تدشينها مركزا لتعلم الحرف اليدوية بشرم الشيخ.. “باب مصر” يفتح على قصتها.
البداية
بدأت يسرية عبدالرحمن محروس، خمسينية، مشوارها في تعلم الرسم على ورق البردي، بتشجيع من والدها، حتى استطاعت العمل وفتح أتيليه للرسم، موفرة فتيات للعمل معها، ومنها بيع المنتجات في حي الحسين بالقاهرة.
وفي أثناء دراسة يسرية بمعهد المطرية للميكانيكا، توسع عملها لتسافر للأقصر وأسوان لبيع منتجاتها والترويج لها حتى التقت بسيدة ألمانية، ترى أنها من جعلتها تعشق كل ما هو منتج يدوي، بجانب تأثرها بالتزامها، مما زاد شغفها للحرف اليدوية، ونبت بداخلها حلم إقامة مركزا لتعليم الحرف اليدوية.
الغردقة
عملت يسرية 6 أعوام في توريد الفحم وشغل البردي للفنادق، وأنشأت شركة أولاد محروس لتوريدات المنتجات اليدوية عام 1991، ثم عملت بشرم الشيخ عام 1993، وأقامت مخزنا للفحم 1996.
تعلم الفخار والحرف
“بدأت أتاجر في الفخار، وعملت على تعلم صناعته، ظللت سنوات أتعلم زورت خلالها قرى ونجوع ومحافظات سوهاج وأخميم، الوادي الجديد، أسيوط، إدفوا بأسوان، كفر الشيخ، قنا نقادة عام 1995″، هكذا روت محروس عن رحلتها مع الفخار، التي تكررت في كل حرفة، بدأت بالتجارة بها أولا ثم تعلمها.
ومنها تعلمت الحرف اليدوية (سجاد- فخار- رسم على الرمل- النحت على الخشب- النقش على النحاس)، لكن سيظل النحت والرسم على الفخار والتخريم على طينة الفخار عشقها.
استثمار التراث
تقول يسرية: “من خلال عملي لمدة عام مع السيدة الألمانية في صغري، أدركت أنه لا يوجد دولة تمتلك حرف يدوية وتراثية مثل وطننا، وأفضل طريقة للمحافظة عليها هو استثمارها، خاصة أنه في مصر أكثر من 5 ملايين حرفي أقل من مليون منهم فقط هم من يعملون”.
وتضيف كما أن الحرف اليدوية نستطيع من خلالها جلب عملات صعبة لمصر، لذلك عملت على تحقيق حلمي بإنشاء مركز لتعليم الحرف وإحياء التراث، وفي عام 2006 حصلت على قطعة أرض في شرم الشيخ، وأنشأت المركز بعدها بعام، بدأت بـ5 حرف، وبعدها توقف العمل في 2011 حتى 2017 لظروف الثورة مما أخرنا كثيرًا.
كانت بداية عملها في ورق البردي بـ5 فتيات فقط، وفي الشركة 6 أو 7 أفراد، وفي المركز 75 فردا يعمملون في الفخار وتحتها عدة فنون الدولاب، التشطيب، الرسم أو التخريم، الخزف ومشتقاته الدولاب الحريق والخزف والرسم، سجاد، رسم بالرمل، نقش نحاس، نحت على الخشب، الخرز بكل أنواعه، الخياطة التطريز، رسوم زيت.
لكن الآن نعمل في الخزف والفخار فقط لظروف السياحة حاليا، والأجور العالية للصنايعية، فضلا عن خسارتنا التعاملات مع شركات السياحة التي كانت تجلب للمركز السياح، وبعض العراقيل المتمثلة في روتين إنهاء الأوراق وإجراءات التراخيص، لكن جملة “لا يأس من رحمة الله” هي من كانت تقيمني مرة أخرى.
أوروبا
تذكر يسرية أنها تشارك في كل المعارض التي تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي، منها ديارنا في الأقصر وأسوان.
ونوهت بإعجاب الأجانب بالمنتجات اليدوية وإقبالهم عليها، حتى أن العميل الأساسي التي تعتمد عليه الحرف اليدوية هو الأجنبي لارتفاع أسعار تكلفة المنتج بالتالي ارتفاع سعره، ويقدرون تميز المنتج المصري كونه يدوي 100% على عكس منتجات أخرى لدول عربية يدخل فيها الماكينات.
وتتابع: السوق الأوروبي شغوف بالمنتجات اليدوية المصري، قبل سنوات لم يكن يعلم شيئ عن المنتجات المصرية سوى ورق البردي، والصواني النحاس المنقوشة، ولكن بعد مساعدة وزارة التضامن في تسهيل سفرنا للمشاركة في معارض بفرنسا عامين متتاليين 2019 و2020، وإيطاليا 2018 و2019 أصبح المستهلك الأوروبي يعلم المنتج الصعيدي والنوبي.
وتختتم: منتجاتنا تجد من يطلبها بالخارج رغم اضطرارنا كصانعين إلى رفع الأسعار على عكس باقي الدول تبيع بسعر التكلفة لتحمل دولهم تكلفة الصناعة.
تحديات
تقول محروس من التحديات التي تواجهنا كمركز تعليم، هو أن أغلب المقبلين على تعلم الحرف الفخار والخزف وغيرهم أجانب، خاصة الطليان وأطفال المدارس، دون العمالة المصرية، وجزء من عدم الإقبال قد يكون بسبب عدم الدعاية الكفاية لنا عند الناس، فضلا عن قلة معرفة بعض مسؤولي المؤسسات المتخصصة بأهمية دورنا وما نفعله.
حلم
“بحلم أن يتم عمل مهرجان كبير في شرم الشيخ للحرف اليدوية ونعرض فيه كل الفنون والتراث المصري”. هكذا تقول يسرية.