الطن بآلاف الدولارات.. طماطم إسنا المجففة تغزو العالم
تتميز مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر بإنتاج وفير من محصول الطماطم، فهي ثاني أكبر مدن الجمهورية إنتاجًا للطماطم بعد المعمورة بالإسكندرية. وما إن يبدأ الموسم الشتوي حتى تجد مدينة إسنا تتحول إلى خلايا نحل عاملة. منهم من يجمع المحصول، ومنهم من يعبئه في أقفاص، ومنهم من يُحمل سيارات لنقل المحصول إلى شتى بقاع الجمهورية. وبسبب زيادة المساحات المزروعة، توجهت الأنظار نحو فكرة التجفيف التي انتشرت في السنوات الأخيرة وحولت الطماطم من محصول سريع التلف يباع بأسعار زهيدة إلى ذهب أحمر يتم تصديره للعديد من الدول بأسعار مرتفعة.
موسم تجفيف الطماطم
يقول المهندس عبدالكريم دياب، مدير محطة الشهيد ماجد صالح لفرز وتعبئة المحاصيل الزراعية بإسنا: “يبدأ موسم تجفيف الطماطم في الأول من ديسمبر كل عام. ويكون على عدة مراحل، أولها من التعاقد مبكرًا مع المزارعين على زراعة مساحات معينة وفقًا للطلب الخارجي من الدول المستوردة. ويتم في هذه الفترة متابعة نمو المحصول، للوقوف على أي مشكلة تواجه المحصول وحلها. وكذلك التحكم في نسبة المبيدات بالحد المسموح به، ومحصول الطماطم هذا العام مبشر بالخير”.
وتابع: ثم تبدأ مرحلة الحصاد وفيها يقوم المزارع بوزن المحصول وحساب التكلفة والربح وتحديد سعر الطن. وبعد التوريد تبدأ عملية فرز الطماطم، وتحليل عينات منها في قسم الجودة. تليها مرحلة فرز وغسيل الطماطم ثم التقطيع. وأخيرًا النشر والتجفيف، ويستغرق التجفيف في الشتاء فترة أطول من الصيف حيث تصل مدة التجفيف إلى أسبوع أو أكثر. تمتاز الأقصر بظروف مناخية مثالية لتجفيف الطماطم من حيث الطقس الحار والجاف وقلة الأمطار.
تطوير المشروع
يضيف دياب، شاركنا مؤخرًا لحضور معرض “Food Afrika” ومن خلال المعرض تم التعاقد على أجهزة ومعدات حديثة لتطوير مشروع تجفيف الطماطم. وكذلك العمل على مشروع طحن الطماطم وإنتاج الطماطم البودرة. والآن يتم عمل العديد من الاختبارات والتجارب للوصول إلى أفضل إنتاجية من الطماطم المطحونة. وكذلك حساب التكلفة ودراسة الوصول إلى أفضل إنتاجية وتحقيق الربح الأفضل. أما بالنسبة للدول التي تم التعاقد معها لتصدير الطماطم المطحونة، فسيتم التصدير إلى دول تركيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية، أما الطماطم المجففة فأكبر الدول المستوردة هي دولة البرازيل.
وعن مواصفات الطماطم المستخدمة في عملية التجفيف يوضح السيد رمضان، مهندس بشركة الهاشم للطماطم المجففة: “نعتمد على ثمرة الطماطم ذات الحبة الطولية فهي أفضل من المستديرة في التجفيف. حيث إن الحبة الطولية تتميز بعدة مميزات للتجفيف منها أنها الأفضل من ناحية التقطيع ولا تهدر سوائل كثيرة أثناء التقطيع. بالإضافة أن درجة الجفاف فيها أكبر ووزنها أفضل وكذلك سهولة التقطيع كما أنها الأكثر طلبًا في الدول المستوردة. وتبدأ عملية التجفيف بغسل الطماطم للتخلص من المبيدات والرمال والأتربة. ثم يتم تقطيعها إلى نصفين وتنشر على المناشر مع رش القليل من الملح. وبعد التجفيف نقوم بعمليتين للفرز، الفرز الأول عند جمع الطماطم من على المناشر، والفرز الآخر يكون في محطة الفرز. وأخيرًا عملية التعبئة وتكون في كراتين أو عبوات ورقية على حسب طلب العميل”.
مميزات بإسنا
ويكمل رمضان، تتميز مدينة إسنا بعدة مميزات، تجعلها الأنسب لقيام مشروع تجفيف الطماطم، أولها درجة الحرارة المرتفعة والمناخ الجاف، وقلة الأمطار. بالإضافة لتوافر زراعات محاصيل الطماطم بكثرة مما يوفر الوقت والمجهود في نقل الطماطم من الزراعات إلى محطات التجفيف. وكذلك وفرة العمالة من الشباب والفتيات.
أما عن الشروط الواجب توافرها في الأماكن المخصصة لنصب مناشر التجفيف، يوضح السيد، أن المناشر الخاصة بالتجفيف يجب أن تكون في أماكن بعيدة عن المناطق الجبلية والصحراوية حتى لا يتعرض المنتج لأي عواصف ترابية أو رملية. فتنصب المناشر وسط الزراعات في أراضٍ طينية، محاطة بالأشجار للتقليل من حدة الرياح الشديدة وعمل مصدات لها. ويختلف سعر طن الطماطم المجففة من موسم إلى آخر. حيث إن الطن في هذا الموسم يبدأ من ثلاثة آلاف دولار على حسب الطلب والجودة.
اقرأ أيضا:
خصص لعبادة إيزيس.. «الشلويط» معبد روماني بالأقصر خارج خريطة السياحة