الطراوة| نادي البحر قبلة التنزه في الصيف.. وشاطئ الإسكندرية بالمجان
بملابس صيفية، يمسك مجموعة من الشباب والشابات الكرة في أحد المتنزهات العامة، وآخرين على أحد شواطئ الإسكندرية يعاودون اللعب والإمساك بالكرة ورميها مرة أخرى.
هذه كانت الصور التي أمدنا بها العمين ماجد ماهر وأحمد جهلان، من محافظة قنا، لأسرهم وأصدقائهم، وهم يستمتعون بـ”التنزه” في فصل الصيف، وتعود الصور لأواخر السبعينيات والثمانينيات، وتكشف مدى اندماج المجتمع الصعيدي وأهله، محطمًا فكرة انعزاله عن الحياة في العاصمة ومحافظات وجه بحري.
الصعيد والتنزه
يقول أحمد جهلان، 78 عامًا، من قرية العركي، إنه يتصور البعض والأجيال الجديدة من خلال التلفاز وعدسات السينما، أن أهالي الصعيد وخاصة محافظة قنا كانوا في السابق بمعزل عن الحياة في العاصمة، ولكن ألبومات الصور والتي نستطيع أن نعتبرها ذاكرة لثقافات وحياة أجدادنا في سنوات مضت، تكشف كيف كان يقابل بعض أهالي الصعيد الصيف قبل عشرات السنوات الماضية.
ويروي كيف كان يحرص وأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وأبنائه الصغار، الذهاب من أجل التنزه في كل موسم صيف، رغم بساطة أسرته فهو من الطبقة المتوسطة ميسورة الحال حينها، بحسب قوله، وكان تارة يذهب للتنزه في جنائن القاهرة الكبرى في الثمانينيات مع أقاربهم المقيمين بالقاهرة، ومرة أخرى للإسكندرية.
يستمر عم “جهلان” في تصفح صور الألبوم الذي أخرجه لنا، متنقلًا بين صور تجمعه مع أفراد عائلته وأقاربه سيدات ورجال، وأخرى مع أصدقاء له على أحد الشواطئ بالإسكندرية، ساردًا كيف كانت الحياة أبسط وتكاليفها المادية أقل، والشواطئ جميلة و”ببلاش”، لا يوجد استثمارات ضخمة للطبقات المترفة فقط كما الآن، فالبحر للجميع، والناس سلوكها كان أفضل وتحترم بعضها البعض.
التنزه والشباب
” كان تذكرة المجري بـ3 جنيه”، هكذا بدأ العم ماجد ماهر، صاحب الـ68 عامًا، من مدينة قنا، حديثه في الصيف عن “شلة الصحاب”، ويضيف “كنا نحوش طول السنة تمن تذكرة المجري 3 جنيه علشان في الصيف نسافر للإسكندرية، وكانت الشواطئ ببلاش، ومسموحلك تصيف زي باقي المواطنين من أبناء المحافظات الأخرى”.
ويضيف ماهر: التنزه كان من أهم عاداتنا كأغلب أبناء المحافظات الأخرى، وكان من أهم العوامل الداعمة والمشجعه لأهالي قنا انخفاض أسعار تذاكر القطار، رغم بعد المسافة التى قد تستغرق من 9 إلى 14 ساعة إلى القاهرة والإسكندرية.
نادي البحر “البسمة حاليا” أشهر متنزه صيفي في قنا
استطرد ماهر حديثه، “حتى لما كنا نرجع أو لا نقدر على السفر لظروف اجتماعية أو مادية، كان نادي البحر فندق بسمة حاليًا في مدينة قنا ملجأنا طول الصيف أو حتى الشتاء، لكن الصيف كان أكثر حيث النيل وفسح الفلوكة”، مشيرًا إلى أن الكورنيش لم يكن قد بني بعد، فالكورنيش لم يظهر إلا من سنوات قليلة فترة اللواء عادل لبيب محافظًا لقنا.
يسترجع العم ماهر الماضي ونادي البحر، حيث كان أشهر مكان وتقريبًا الوحيد في قنا “اللي ممكن نقعد فيه كشباب، أما الآن فالكافيهات والمطاعم والنوادي كترت بالمدينة، صحيح كانت ومازالت أماكن الترفية قليلة، لكن كانت محافظتنا قريبة من العاصمة بكثرة ارتباط أبنائها سواء بالقاهرة أو الإسكندرية”، أما الآن ورغم التطور ووسائل المواصلات أصبحت التكاليف المادية تعوق كل السبل بالوصول للعاصمة.
كما أن زيادة عدد السكان في البلد بأكملها عقّد الأمور أكثر، وتمنى العم لو تعود أيام زمان أو تنتشر المتنزهات للأبناء والشباب في مدينة قنا ومراكزها كمثيلاتها من المحافظات الأخيرة.
المدارس والتنزه
المدارس في قنا أيضًا كانت تحرص على تنظيم رحلات للطلاب في الصيف، رحلات للتنزه في قناطر نجع حمادي، من أنشطة وبرامج الجوالة في الصيف، بالإضافة للأنشطة المعتادة للجوالة داخل المدرسة، وفق أسعد القرمة، مدير مدرسة داود تكلا ببهجورة وأحد طلابها قديمًا، ومن أمدنا بعدد من الصور لهؤلاء الطلاب.
اقرأ أيضا
الطراوة| “ملاقف الهواء والمقعد والحديقة” عمارة أوروبية تغلبت على حر الصيف بالفيوم
الطراوة| كيف كان البيت المصري في 3200 قبل الميلاد؟
الطراوة| أشهر 9 أماكن للهروب من ارتفاع الحرارة بأسيوط
الطراوة| شاي العصاري.. عادة قديمة تجمع الأهالي في الصعيد
الطراوة| “المراوح والثلج والشواطئ والزرع” عادات للتغلب على حرارة الصيف
الطراوة| كيف قاومت عمارة الإسكندرية حرارة الصيف على مر العصور؟
15 تعليقات