كيف حوّل “الصنايعية” النحاس إلى تحف؟
الحفر اليدوي على النحاس حرفة تراثية لم يعد كثير يمارسها، وفي ربع السلحدار بمنطقة خان الخليلي توجد ورشة أولاد محسن للمشغولات المعدنية، إذ إن الصنايعية في الورشة توارثوا هذه الصناعة عن جدودهم وكانو قديما يطعمون الفضة على النحاس ولا يكتفون بالحفر فقط.
الأسطى جمال عبد الناصر، أحد الصناعية يحترف الحفر على النحاس منذ 50 عامًا، وتوارث الصنعة عن أبيه عن جده، ويجيد الحفر باستخدام جميع النقوش سواء بالزخارف العربية أوالرسومات الفارسية أوالنقوش الفرعونية.
الصنايعية وفن النحاس
ترسم الزخارف على النحاس بواسطة البرجل.. ثم الطرق علي قلم الحفر والطرق علي المعدن مطابقا للرسوم بالتمرير عليها.. سواء كان النحاس عامود زخرفي أو طبق نحاسي للزينة أو صينية كبيرة.
الأسطى حسين يقدم لنا أنواع الصينية النحاس التي يحفر عليها.. “الحفر علي الصينية النحاس القديمة بنقوش تراثية مثل الصينية أم سن.. صينية مسكوفي، صينية بسبوسة، صنية قمرات، صنية مربعة، صنية بيضاوي، صنية قهوجي”.
وكذلك يصنعون الفانوس شفتيشي، الصانيعي يستخدم سلك نحاس يتم لضمه.. ليخرج في شكل فانوس أو نجمة، وتزيين المرايا وبراويز المرايا على زخارف مختلفة مستمدة من التراث.
النقش على النحاس
والأسطى سيد على من أبناء العائلة يتميز بالتفصيل والنقش علي النحاس.. وأبرز منتجاته عمل المبخرة النحاس.
الحرفة غير ثابتة على حال، هناك أيام تزدهر وأيام تختفي والأجيال الحديثة غير مقبلة على تعلمها.. “الصنعة ليست في أيامها”.. ولا يستمر في الصنعة إلا أبنائها، حتى أبناء العاملين بالحرفة غير مقبلين عليها، وجميع من في الورشة أبناء خالة وأبناء عمومة.
والورشة بعد أن كان بها 12 صنايعي تحولت إلى ورشة يعمل فيها صنايعي واحد، فالشغل المطلوب لا يكفى لعاملين.
ويتحدث حسين عن النحاس: كنا نحصل علي النحاس من مصنع الدراسة في ميدان الحلبي ومصنع الإسكندرية للنحاس وشركة سيجال، لكن تم خصخصة الشركات ونعمل على النحاس القديم ونرسم زخارف تراثية عليه لإعادة جماله”.