الشيخ «محمد الخواجة»: رحلة أشهر قراء القرآن والمبتهلين في قوص
تواصل مدرسة التلاوة المصرية دفع دماء جديدة كل يوم، يقدمها صعيد مصر. هذه المرة، من قوص حيث نجد أنفسنا أمام صوت عذب يواصل ما بدأه الشيخ محمد صديق المشاوى، وعبدالباسط عبدالصمد. القارئ والمبتهل محمد إبراهيم الخواجة (38 عاما).. الذي يعتبر أشهر مقرئي القرآن الكريم في مدينة قوص، والمدن المجاورة لها. تخرج الخواجة في كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية، وأجاد قراءة القرآن الكريم خلال سنوات عمره حتى حصل على العالية في القراءات السبع.. «باب مصر» يلتقي الشيخ.
رحلته مع القرآن
يحكي الشيخ الخواجة عن رحلته مع القرآن الكريم ووالديه، ويقول: كان والدي كثيرا ما يطلبا من الله عزوجل أن يرزقهما بابن يحفظ القرآن الكريم، وكان والدى على وجه الخصوص شغوفا بسماع القرآن بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي، وتمنى أن يكون ولده مثله.
وتابع: عندما ولدت وكبرت في السن ألحقني والدي بكتاب الشيخ “حسن الظو” بمسجد أبي العباس القديم، وبعدها التحقت بالأزهر الشريف، فكنت أحب كثيرا الاستماع لإذاعة القرآن الكريم وتقليد القراء والمبتهلين، لذلك نشأت على حب القرآن، وكنت في المنطقة التي أسكن فيها عندما أسمع بقدوم أي قارئ قرآن أذهب لاستمع إليه ومنهم الشيخ حجاج اليتيم ابن مدينة قوص رحمه الله.
ويضيف الشيخ أنه منذ نعومة أظافره كان يحب أن يرى الأئمة والوعاظ مرتدين الزى الأزهري، منهم الشيخ القاضي حنفي والشيخ الباهي والشيخ نادر الحريجي والشيخ محفوظ القباري والشيخ ثابت المعراوي والشيخ حامد العواري، وكذلك الشيخ يحيي حسن الحجازي، والشيخ عبدالباسط الجعفري، وتأثر كثيرًا بالشيخ محمد صديق المنشاوي.
مقارئ القرآن الكريم
انتقل الشيخ الخواجة إلى مقرأة الشيخ عبدالفتاح الحريري، وذلك في أثناء دراسته بالأزهر الشريف، وكان الحريري بمثابة والده في المسجد العمري، ثم انتقل للحفظ في زاوية ثابت وهي إحدى الزوايا القديمة التي أُسست لتحفيظ القرآن الكريم والصلاة فيها بقوص، ثم ختم القرآن الكريم في النهاية بالقراءات العشر على يد الشيخ محمد سليمان الحجيري في قفط.
حرص الشيخ الخواجة على إقامة المقارئ القرآنية، فيقول: أقمت مقرأة في مسجد الري بقوص لمدة عام واحد، ثم مقرأة أخرى في مسجد ابن دقيق العيد لمدة 11 عاما، ولكنها توقفت منذ العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
المقامات الصوتية
ويشير إلى استخدامه المقامات الصوتية في القرآن الكريم كما يحب استخدامها في الإنشاد ومنها: البياتي والصبا الحجاز والنهاوند والكردي والسيكا، ويحب القراءة كثيرًا بمقام النهاوند، فيشعر بالآية قبل قراءتها، فعندما يقرأ آيات الجنة فهي من المبشرات فيستخدم مقام الفرح ليشعر السامع فيه بالبشري، وعندما يقرأ آيات العذاب والنار، يستخدم مقام الصبا المعبر عن الحزن والشجن، وهكذا يستخدم المقامات.
أما حكايته مع الابتهال، فيقول عنها: كنت أحب سماع الشيوخ مصطفى إسماعيل ومحمود علي البنا وعبدالباسط عبدالصمد والبهتيمي ومحمود عبدالحكم وسيد متولي عبد العال وعبدالفتاح الطاروطي، وتأثر كثيرًا بسيد النقشبندي في الابتهال، فبدأت الابتهال منذ طفولتي أثناء قراءة القرآن الكريم، جذبني شغف وحب الإنشاد، وبدأت الاستماع للراديو وتقليد أصوات المبتهلين المشهورين في مصر خاصة تواشيح الجمعة.
الخواجة مبتهلا
ويذكر أن الشيخ النقشبندي كان له طابع خاص لديه، لأن طبقات صوته تزيد كل طبقة عن الأخرى في الجمال وله هيبة ووقار في الصوت أثناء الإنشاد، كما كان يحرص على حضور حلقات التواشيح والإنشاد داخل مساجد قوص وخارجها.
ويبتهل الشيخ أحيانًا في بعض المناسبات وبخاصة مناسبة المولد النبوي الشريف، وعندما يُطلب منه في أي جلسة أو حلقة ذكر أو غيره، يحب ابتهال قصائد المولد النبوي كقصيدة “ولد الهدي والكائنات ضياء”، وقصيدة “خاتم الأنبياء والمرسلين”، ويحب كثيرًا إنشاد قصائد أحمد شوقي والإمام البصيلي، والقصيدة المقبولة وروضة القلوب للشيخ صالح الجعفري.
يستخدم الشيخ المقامات الصوتية مقام البياتي مقام النهاوند والسيكا والصبا والحجاز والكرد، في الإنشاد والتي يختلف استخدامها عن القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم له أحكامه الدقيقة التي لا نستطيع الحياد عنها، بينما الإنشاد ننشده بأكثر من طريقة ويمكن تجزئة البيت الذي ننشده، بينما لا يجوز في القرآن المد والتقطيع بدون الحكم.
عمله في القاهرة
قرأ الخواجة القرآن الكريم في مسجد الإمام الدردير بالقاهرة، وأيضا صلاة الجمعة في الجامع الأزهر عام 2005، وكذلك مسجد السيدة نفيسة والإمام الحسين حتى عام 2019، وجمع بين قراءة الجمعة وخطبتها لفترة تزيد عن 15 عاما في مسجد الشيخ العشري الحريري بقوص، وحاليا مقرئ الجمعة في مسجد الشيخ عتمان أشهر مساجد قوص.
الحفلات والأمسيات
كما شارك الشيخ الخواجة في عدد كبير من الحفلات، والتي لها استعداد خاص لديه فكل مناسبة لها زى معين وآيات معينة من القرآن الكريم أو إنشاد معين، كما حضر حفلات في مختلف المحافظات منها أسيوط وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والسويس وقنا لأكثر من مرة، فضلا عن مشاركته في الندوات والأمسيات والليالي داخل المساجد حينما كانت تقام قبل جائحة كورونا.
ويختتم الشيخ حديثه بقوله: الحمد لله الذي كرمني وجعلني من أهل القرآن.
2 تعليقات