الخيّال هاشم الدندراوي: “أنا وجوادي روح واحدة في جسدين”
لا يفوت “الدندراوي” محمود هاشم، عروض الفروسية بمنتدى دندرة الثقافي، فهو ابن عائلة اشتهرت بتربية الخيول منذ أمد بعيد، وحين يكون الحدث في قريته دندرة، يتواجد في الصفوف الأمامية فارسا لا يشق له غبار، ومضيفا للفرسان القادمين من مدن وقرى الصعيد لإحياء رياضة الأجداد.
الفارس الصغير
محمود هاشم، 33 عامًا، بدأ في تعلم رياضة ركوب الخيل منذ أن كان في سن السادسة، تمتلك عائلته اصطبل خيول، وعندما بلغ سن التاسعة كان يشار إليه بالفارس الصغير، لمشاركته في عروض المرماح والفروسية بشكل دائم في قريته دندرة، وعندما شّب أصبح ينتقل بين مراكز ومحافظات الصعيد يصول ويجول فوق صهوة جواده.
تراث الأدب
يلفت هاشم إلى أن رياضة الفروسية مكلفة جدا، ولكنها من الرياضات التي تسمو بأخلاق صاحبها وتعلمه الأدب والأصول، حيث أن الخيل يختلف عن معظم الحيوانات في أنه “مؤدب وحساس”، وأهالي الصعيد يرتبطون بشكل عام بالفروسية والخيل، لأن أصولهم تعود إلى الجزيرة العربية، معتقدا أن رياضة الفروسية لن تندثر أبدا من الصعيد، حيث يحرص الآباء على توريثها للأبناء للحفاظ على تراث الأجداد.
الَجَسور
ويفضل الخيال الدندراوي اقتناء الحصان الذكر لأنه أقوى جسمانيا من الأنثى، ويتميز بقوة التحمل خصوصا في سباقات المرماح، فحصانه الذي يحمل اسم “شبل” لأنه جسور مثل الأسد، يمتاز بكل مهارات الفروسية من سرعة في الركض والوثب المرتفع، كما يجيد الرقص على أنغام المزمار البلدي، وكذلك الذكاء الشديد فهو يستطيع تمييز رائحة وصوت صاحبه، كما أنه يشعر به في حالات التوتر والقلق.
يروي هاشم أنه في إحدى المرات وأثناء مشاركته في المرماح، كان يركض بسرعة كبيرة وكانت أرض المضمار غير ممهدة، فانزلقت أقدام الحصان وأثناء سقوطه على الأرض، تفادى “شبل” السقوط فوقه حتى لا يصاب، فحوّل جسده في الناحية العكسية ليصاب هو بكسر في إحدى أقدامه، قائلا “فداني بروحه لأنه خايف علي”.
احترم حصانك
“تحترم الحصان يحترمك، وتخاف عليه يخاف عليك”، هذه هي طريقة محمود هاشم لتكون فارسا جيدا، والذي يصف علاقته بـ”شبل” بأنها علاقة شبه روحية، فحين يعتلي ظهره ويركض به في المرماح يشعر أنهما “روح واحدة في جسدين”.
9 تعليقات