"الأخشاب المقدسة "تراث له جذور في أفريقيا.. مناقشة السنجور في الفرنسي
ضمن فاعليات أسبوع التراث السكندري، الذي تنظمه مركز الدراسات السكندريه بالتعاون مع مؤسسة ولاد البلد الشريك الإعلامي للمركز، عرض مساء اليوم الأربعاء، الفيلم التسجيلي “الأخشاب المقدسة في أفريقيا “، وتابعه بعد ذلك مناقشة الفيلم باللغة الفرنسية، بحضور ومحاضرة طلاب من جامعة السنجور الأفريقية، وهي جامعة فرنسية دولية للطلاب الأفارقة في الإسكندرية، وذلك في المركز الثقافي الفرنسي في شارع النبي دانيال .
تناول فيلم “الأخشاب المقدسة” قصة أحد الغابات المقدسة التي تقع في مدينة “بينن” الأفريقية، والتي تعتبر أشجارها وأخشابها ذات فوائد هامة للسكان المحليين والباحثين والعلماء في مجال البيئة وتصنيع الدواء من الأعشاب الطبيعية، وأوضح أحد العلماء داخل الفيلم أن هناك بعض أشجار هذه الغابات نادرة وتشكل ينبوع لأبحاثهم العلمية”.
وخلال جلسة النقاش حول ما تناوله الفيلم عن “الأخشاب المقدسة” في أفريقيا، أوضح أحد المحاضرين من جامعة السنجور، أن هذه الأخشاب أطلق عليها هذا الاسم لأنها ارتبطت في الماضي بالثقافة الأفريقية الوثنية، قبل اعتناقهم بعد ذلك المسيحية والإسلام، حيث كانوا يقدسون هذه الأشجار ويعتقدون أنها تطرد الأرواح الشريرة وتجلب الخير.
وعلى رغم من دخول أغلب الأفارقة في الديانة المسيحية والديانة الإسلامية أما الوثنية أصبحت ديانة لا يمارسها كثيرًا منهم، إلا أنهم حتى اليوم يقدرون أهمية هذه الغابات والأشجارة العالية وأخشابها الهامة في حياتهم وأيضا أهميتها للعلم والبيئة وحتى اليوم يوجد بعض هذه الأشجار المقدسة لكن قليلة ونادرة وذلك بسبب عوامل عدة من ضمنها الاستعمار.
وأوضح أبو بكر جالو، من مدينة “كونكري” بغنيا وطالب في جامعة السنجور في قسم الثقافة في تخصص إدارة التراث الثقافي، أن بالنسبة لهم هم الأفارقة وأيضا بالنسبة للعالم الغربي هذه الأخشاب تمثل أهمية تراثية وعلمية كبيرة، وتوجد في أكثر من مدينة في أفريقيا، مثل مدينة “بينين”، “توجو”، “كاميرون”، “بوركينا فاسو”، وجميع هذه الدول تقع في قلب أفريقيا والمحاضرين هنا الذين يقومون بمناقشة الفيلم هم طلاب من جامعة السنجور في الإسكندرية وكل واحد منهم يتحدث عن المدينة الأفريقية التي آتى منها وتوجد بها هذه “الأخشاب المقدسة”، ويتابع جالو “هم خمسة محاضرين أداروا النقاش أحد المحاضرين من مدينة بنين الأفريقية ويدعى “بوريس”، والثاني اسمه “بالي ارمان”، من بوركينا فاسو، والثالثة “بيس اجاسودو” من توجو، والرابع من الكاميرون ويسمى “زوجو ويلي”، والخامس “لاتيفي آدم” من توجو.
ويذكر أن أسبوع التراث السكندري الذي ينظمها مركز الدراسات السكندرية التابع للقنصلية الفرنسية بالإسكندرية، انطلقت فاعلياته منذ الجمعة الماضي وتستمر لمدة 9 أيام، تحت شعار “الريف والحدائق بالإسكندرية”.
وتشمل تنظيم 30 فعالية متنوعة تجمع عناصر متعددة من التراث، وذلك عبر العديد من الجولات والندوات والفعاليات التي تلقي الضوء على التراث السكندري المادي وغير المادي وتدابير صونه وأهميته.