«ابدأ حلمك».. دماء جديدة في عروق المسرح بالفيوم
على مسرح قصر ثقافة الفيوم، قدم فريق «ابدأ حلمك» عرضه المسرحي الأول بعنوان «حلم مشروع»، وهو الفريق الذي تم اعتماده رسميا الشهر الماضي من قبل وزارة الثقافة كفرقة مسرحية تابعة لفرع ثقافة الفيوم. ويتكون الفريق من 50 ممثلا وممثلة من مختلف الأعمار تم تدريبهم ضمن مبادرة «ابدأ حلمك».. «باب مصر» يتعرف على الفرقة.
فريق ابدأ حلمك
يقول الفنان أحمد صلاح، المشرف الإقليمي لمبادرة “ابدأ حلمك”: تأتي المبادرة تماشيا مع سياسة وزارة الثقافة التي تهدف لدعم الشباب ورفع كفاءة المنتج الفني والثقافي، والاهتمام بشباب الفنانين في مختلف محافظات مصر، وكانت الفيوم ضمن الدفعة الأولى من المبادرة عام 2018، حيث تقدم للورشة 435 شخصا من أبناء الفيوم، ووقع اختيار المتخصصين على 53 منهم، في أعمار مختلفة، لكن تأخر تخرج دفعة الفيوم بسبب جائحة كورونا.
وتابع: مبادرة “ابدأ حلمك” تتبع الثقافة الجماهيرية وتهدف إلى إعداد ممثل شامل، من خلال برنامج تدريبي مكثف ومتخصص، ورفع كفاءة الشباب واكتشاف الطاقات الفنية الشبابية الجديدة لتأهيلها للدخول في المجال الفني، وقد تم تدريب المتقدمين على كافة فنون الأداء مثل (الكتابة والتمثيل والارتجال والإلقاء والغناء والرقص والموسيقى وغيرها)، كما تم تدريبهم على العناصر الخاصة بصناعة الصورة مثل “الأزياء والديكور والإضاءة”.
ويستكمل صلاح حديثه: شارك في تدريب فريق “ابدأ حلمك” بالفيوم متخصصين منهم الدكتور كمال عطية، الذي درب الفريق على التمثيل والإخراج، والمايسترو حسن شاهين الذي درب الفريق على قواعد الغناء والموسيقي، وقام الفنان تامر فتحي بتدريبات الأداء الحركي وتدريبات الأزياء والديكور، وقامت الفنانة ليليت فهمي والفنان سامح عثمان بالتدريب على فنون الدراما، وأشرف على المشروع قيادات فرع ثقافة الفيوم وعلى رأسهم سماح كامل، مديرة الفرع، ومدير إدارة الورشة كل من محمد الشربيني وشهيرة الدفناوي، ويمكن للفريق بعد اعتماده أن ينفذ عروض مسرحية ذات طبيعة إنتاجية مختلفة ومرتفعة بعض الشيء.
العرض المسرحي
“حلم مشروع” كان المعرض المسرحي للمتدربين في ختام المبادرة، وهو رؤية فنية للدكتور كمال عطية، ويتناول لوحات من تاريخ المسرح العالم تختصر مسيرته منذ اليونان وحتى المسرح الحديث الآن، وتتخلل تلك اللوحات فواصل غنائية راقصة، لا تستهدف فقط الفصل بين اللوحات، ولكن تقوم بالربط بين الماضي والحاضر.
وتقول هدية محمود، مغنية ضمن فرقة الموسيقى العربية بفرع ثقافة الفيوم، من أعضاء فريق “ابدأ حلمك”: تعلمت الصبر من خلال الورشة، فقد طالت التدريبات بسبب جائحة كورونا، لكني استمتعت كثيرًا بذلك، فأنا أعشق المسرح ليس لكوني مغنية، بل لأني أحب التمثيل المسرحي، وهو ما أصقلته لدي الورش والتدريبات خلال فترة المشروع، فقد تدربت على التمثيل وعلى الرقص والاستعراض، وأتمنى أن يتم عرض مشروع التخرج “حلم مشروع” على مختلف مسارح الجمهورية.
وتقول ولاء شعبان، من فرقة صلاح حامد المسرحية وفرقة الموسيقى العربية بفرع ثقافة الفيوم: بالرغم من أني أعمل بالتمثيل المسرحي قبل التحاقي بالمبادرة، إلا أنه علمني التكنيك والتمثيل بشكل علمي، فقد تدربنا على أداء المنولوجات والاستعراضات وطريقة النطق باللغة العربية السليمة وبشكل صحيح أثناء التمثيل، والغناء بشكل منضبط، وغيرها من فنون الأداء والسيموغرافيا، وهو ما يجعلني مؤهلة للقيام بتمثيل أي دور سواء كان درامي أو كوميدي أو استعراضي.
الفن ليس له نهاية
أما شريف السيد على، أكبر الأعضاء المتدربين سنًا، عمره 65عامًا، وأحد أعضاء الفرقة القومية للمسرح بفرع ثقافة الفيوم، فيقول: الفن لا يتقيد بعمر وليس له نهاية، والتعليم يمكن أن يكون في أي مرحلة عمرية، وقد استفدت كثيرًا من هذا المشروع حيث النطق باللغة العربية بشكل سليم، إضافة إلى الإلمام بكافة العناصر الفنية المختلفة داخل العمل الفني والتي كنت لا أعلم عنها شيئًا مثل الديكور والإضاءة والرقص وغيرها، وأتمنى أن يحظى جميع أفراد الفريق من الشباب بفرص تمثيلية سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، لأنهم بالفعل يستحقون ذلك أن لديهم طاقات ومواهب رائعة.
أما رندا شريف السيد، 40 عاما، مخرجة، فتقول: بالرغم من كوني مخرجة إلا أني التحقت بالمبادرة، أفادتني الورشة كثيرًا في التقدم بقسم الدراسات بأكاديمية الفنون بمعهد النقد الفني، وكانت فرصة الورشة فرصة عظيمة لربط الدراسة بالفن وبشكل أكاديمي متخصص، وكانت أيضًا فرصة كبيرة أن أعود للتمثيل وإشباع رغبتي ضمن فريق ليس كمخرجة فقط، كما تعلمت بعض التقنيات من خلال الشرح ستفيدني فيما بعد في تدريب وإخراج الأعمال المسرحية التي سأقوم بها وأنفذها بعد ذلك وبشكل مختلف عما قبل.
المعاهد الأكاديمية
ويقول مصطفى سيد مصطفي، خريج كلية الآداب جامعة الفيوم قسم اللغة الإنجليزية: كنت في فريق المسرح بالجامعة، وعندما سمعت عن مبادرة”ابدأ حلمك” التي يقوم بالتدريب فيها أساتذة متخصصين سعدت جدًا ولم أتردد لحظة في الانضمام، وتعلمت من خلالها الكثير، مثل التحدث باللغة العربية الفصحى أو الغناء الذي لم أكن أتخيل أن أقوم به، وكل الفريق يمكنه الآن التمثيل والرقص والغناء، إضافة إلى المعرفة بالمدارس الفنية المختلفة سواء القديمة أو الكلاسيكية أو المعاصرة، هذا بجانب تطوير مهاراتنا في التمثيل، والآن وبعد تخرجي من الورشة، أصبح هدفي الاستمرار في طريق الفن.
ويضيف حسام إبراهيم أحمد، 22عاما، أحد أعضاء الفريق، ما قمنا به كفريق يعد إنجاز، الآن نحن فرقة معتمدة، وبعد أن كانت الفيوم لا يوجد بها سوى فرقتين فقط وهما فرقة صلاح حامد المسرحية، والفرقة القومية، أضيف لهما الآن فرقة ثالثة، حيت تم تأهيلنا بشكل علمي لنكون ممثلين.
ويتفق معه أيضًا يحي محمود عبدالمعطي، عضو بالفريق، ويقول: كان حلمي التقدم لمعهد الفنون المسرحية، وقمت بأداء بعض المشاهد الصغيرة في السينما والتلفزيون، وقد أشاد بعض الفنانين الكبار بموهبتي، إلا أني أردت من خلال “ابدأ حلمك” أن أصقل موهبتي، وقد كانت فرصة كبيرة أن تكون الورشة على يد متخصصين في كافة الفنون المرتبطة بشكل أو آخر بالتمثيل.
تعليق واحد