إعادة نشر كتاب “الإسكندرية القديمة” لمحمود باشا الفلكي
أعاد مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية نشر وطباعة كتاب “رسالة عن الإسكندرية القديمة” لمحمود باشا الفلكي، صاحب الريادة في علم الفلك الحديث وعلم الفلك الأثري، وفقا للبيان الصادر.
وكانت النسخة الأصلية من كتاب الإسكندرية القديمة لمحمود الفلكي، طُبعت باللغة الفرنسية في كوبنهاجن بالدنمارك في 1872، وجاءت النسخة المترجمة للعربية والتي طبعت في القاهرة عام 1967، ويرجع الفضل في ترجمتها وإصدارها باللغة العربية للسفير محمود صالح الفلكي حفيد محمود باشا الفلكي، وذلك لتكون هذه المذكرات في متناول القارئ العربي.
محمود باشا الفلكي
يذكر أن اسمه محمود حمدي الفلكي، ولد عام 1815 بمحافظة الغربية، وتوفي 1885م ويعتبر أحد أبرز الفلكيين في العصر الحديث، ويعد رائد علم الفلك الأثري الذي ربط بين الظواهر الفلكية والشواهد والمعالم الأثرية على نحو غير مسبوق، ولمحمود الفلكي العديد من الأبحاث والدراسات الفلكية التي حازت إعجاب وتقدير علماء الغرب.
أعمال الفلكي
قام محمود باشا الفلكي بتكليف من الخديوي إسماعيل، بعمل حفائر وتحديد تخطيط المدينة القديمة وشوارعها وموقع المباني والمنشآت العامة التي كانت تشملها المدينة، كما سجل ملاحظاته على تلك الحفائر وما ترتب عليها من اكتشافات.
بالإضافة إلى ذلك رسم خريطة للإسكندرية القديمة وأخرى للمدينة المأهولة ودوّن في تلك الخريطة جميع المباني العامة وشوارع المدينة بأسمائها، كما قام بعمل دراسات مساحية ورسم خريطة للمنطقة المحيطة للمدينة والإقليم، ومن أبرز سمات هذه الخريطة تحديد بحيرة مريوط والمنطقة المحيطة بها في الدلتا حين ذاك، ومازالت خريطة الفلكي تلك هي الخريطة الأم لطبوغرافية المدينة القديمة.
وجاء تكريم الأعمال الجليلة لمحمود الفلكي بإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع وسط المدينة تخليدًا لذكراه واعترافًا بأعماله في اكتشاف وتسجيل تاريخ الإسكندرية القديمة من خلال تلك التجربة الفريدة، وأيضًا لأبحاثه وكتبه الأخرى المنشورة دوليًّا ومحليًّا، ولاسهاماته في تأسيس الجمعية الجغرافية بالقاهرة.
وتتيح الطبعة الثانية من الكتاب التي يصدرها المركز لجمهور القراء والدارسين الإطلاع على خريطة الفلكي ودراساته باعتبارهم المرجع الأول والأساسي لكل من يدرس تاريخ المدينة وآثارها.
مكتبة الإسكندرية
يذكر أنه تم الانتهاء من بناء مكتبة الإسكندرية في العصر الحديث في أكتوبر 2002، وذلك بهدف استرداد مكانتها التي تبوأتها مكتبة الإسكندرية القديمة في قديم الزمان، والمكتبة أكثر من مجرد مبنى كبير ومبهر، فهي أيضًا مجمع ثقافي ضخم تجتمع فيه الفنون مع التاريخ والفلسفة والعلوم، كما جعلت منها الأنشطة المتعددة التي تقدمها للجمهور مكانًا للنقاش المفتوح والحوار والتفاهم.