"بير بوتونس" فروسية ممزوجة بعواطف مرهفة وروح وطنية فضفاضة
كتب ـ صلاح هزاع:
أصدر الكاتب والأديب عبد الله ابو زوير، روايته الجديدة ” بيربو تونس، التي تعتبر الجزء الثاني من ثلاثية، بصدد إتمامها حول ” ملحمة وادي ماجد” التي تصدت فيها قبائل مطروح للإحتلال الإنجليزي إبان الحرب العالمية الأولى.
وكانت الرواية الأولي في الثلاثية بعنوان “وادي ماجد”، وصدرت في عام 2014، وسيعقبها الجزء الثالث من وحي موقعة ” عقاقير أبو حريرة” التي تمثل آخر مواقع ملحمة وادي ماجد.
وفي رواية “بيربوتونس” أراد الكاتب، توجيه أربعة رسائل، الأولى للشباب والجيل الجديد، لكي يستوعب تاريخه وتضحيات أجداده من أجل القيم والمبادي، ومن أجل الوطن، وأن يستلهم منهم القدوة والمُثل العليا.
والرسالة الثانية، للدولة وللسلطة، لكي يطمأن بالها وهي تجابه أعداء الوطن في الداخل والخارج، بأن من ضحوا سابقا للحفاظ على حدود مصر، ما زالوا على عهد الوفاء لها، وأنه ما زال في ذرية أولئك الأبطال من يستطيعون القيام بأدوار كبيرة لتحقيق أمن وسلامة الوطن.
ووجه أبو زوير، الرسالة الثالثة، لأبناء سيناء، لكي يراجعوا تاريخهم القديم، والحديث، الذي لا يخلوا من مواقف وطنية عظيمة، وأن ينبذوا عنهم الظواهر الدخيلة وهم براء منها، والتي تهدد أمن وسلامة مصر.
والرسالة الرابعة، يوجهها الكاتب، لعامة الشعب المصري، وملخصها، أنه إذا تعاون الجندي والمواطن استحال سقوط الوطن.
استطاع عبد الله أبو زوير، صياغة رسائله الأربعة في رواية موجزة، جاءت في 150 صفحة من القطع الصغير، وتتجلى براعة الكاتب أكثر حينما نقرأ فقرات من الرواية مثل الفقرة الأولى التي بدأ بها الكاتب روايته حيث يقول: “أتجول بين أركان الوادي، أسمع وقع حوافر جيادكم، أرى الربيع الذي نبت في كل جوانبه، أشم رائحة الزهور البرية التي أرتوت بدمائكم الذكية”
وهذه الفقرة التى وردت في منتصف الرواية بالضبط، ويقول الكاتب فيها: “كان كل من في الصحراء يرتعد ويرتجف، والدانات تمزق سكونها، عدا أولئك الصم، الذين فوق الجياد، والمصابون بجنون حب الوطن، إلى حد التطرف”
واختتمت الفقرة الثالثة الرواية، ويقول فيها عبد الله أبو زوير: “هؤلاء هم أباء الوطن، وأسياد الصحراء، هؤلاء هم من صلوا فوق ظهور الخيل، وفي الوديان، وفوق التلال، وفي كل الكهوف، وفي كل مكان لم نصل نحن إليه، واعتكفوا سنوات طويلة في محاريب الجهاد، ورووا الصحراء بدمائهم حينما جدبت الحرية، وهؤلاء من كانوا يجمعون تناقضا عجيبا بين الجرأة والخجل، وهؤلاء هم الذين ظلت حروف أسمائهم مضيئة، وهم رفات بين الأموات، بينما سقطت حروف اسمي وأنا على قيد الحياة”.
وقد لاقت رواية بير بوتونس إعجاب كثير من مثقفي مصر، والمهتمين بالأدب والفن، فتبنى المخرج التليفزيوني محمد الشال، محاولة لإنتاج الرواية في عمل درامي، ويستعين حاليا بأحد كتاب السيناريو، لوضع رؤية درامية لها .
2 تعليقات