"أبى يحتضر بنمطية مملة" قصيدة للشاعر شريف سيد

بعد أن اجتمع ثلاثتنا
أمام فراش أبينا الذي يحتضر للتو
أصدرت السماء صوتاعاليا
كموسيقي المارش العسكري
وصفت الأرض ترابها من الملائكة المزيفين
مد أبي لي أحد عيدان الخيرزان الثلاثة
كما فى القصص النمطية
شهقت أمي لتفتح أبوابا أخرى للتوابيت
أبي نفسه الذي خلق مساحة لا بأس بها من الزمن
زفر الحنين والشوق والمرؤة فى لحظة واحدة
ليؤكد أنه بخل علينا جميعا بخبراته قديما
الوقت الفائت  كلحظات كلاسيكة
يبرأ من أعماله التاريخية
كمعافراته مع صبر أيوب
ومع حلم يوسف فى سجنه
ليمنح وجوهنا حزنا
لا بأس به لتلك المناسبة
الحانوتي الأبكم
ينتظرُ إنجلاء الحقيقة عن الباطل
حتى  تولول السماء بصوتها الرخيم
المشهد تغلفه بلاهة الحاضرين
المتابعين لتلاشي الروح فى أزقة السحب
لم أكسر العود الأول لأكرر عبث الأباء المحتضرين
لطمت أمي صدر أخي ابتسم فى قرارة نفسه للحالة
تبحث اختي فى كراكيبها
عن قلب قديم غلفته الأتربة
أحاول أن اتذكر فتاتي لتشاركني
وليمة الحزن المصطنع ..
أو بالأدق
تشاركني هذه القصيدة
كضيف شرف كما لم يحدث من قبل
الموقف ينسلخ من الذاكرة
قبل أن تبدأ مراسمه
أو بالأحري قبل أن أدونه
فى لوح محفوظ
ليستهلك فكرته
أبنائي
ثم
أبنائهم
ثم
أبنائهم
وهكذا
 
الشاعر شريف سيد صلاح ، 35 سنة، أخصائي اجتماعي بالتربية والتعليم ، رئيس نادي أدب الفشن ، سكرتير نادي الأدب المركزي بمحافظة بني سويف، مستشار تحرير مجلة فواصل الأدبية ،
نشر له” بنت بطعم الشمس ”  ديوان عامية طبع خاص، ديوان “ليس شرطا أن تقودنا رائحة الملح إلى أرجاء المحيط”  النشر الاقليمي لعام 2012، ديوان “فتاة مغمورة لم تذكر في دهاليز التوراة السامرية”، ويكتب الرواية وله تحت الطبع رواية “العاهرة التى ملأت المحراب طهرا “، شارك بالتمثيل فى العديد من العروض المسرحية

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر