“المزمار صوت من الماضي”.. معرض فني بمؤسسة دوم الثقافية
احتفلت مؤسسة دوم الثقافية، أمس الأربعاء، بمعرض آلات النفخ المصرية في دلتا النيل وأولى فعاليات مشروع “مزمار”.
و يعد “مزمار.. صوت من الماضي” هو مشروع التخرج لأربعة من طلبة الدفعة الأولى لدبلوم التنمية الثقافية بجامعة القاهرة، الذي يهدف إلى توثيق وإحياء آلات النفخ المصرية القديمة، وحمايتها من الاندثار.
المعرض يضم صورًا لمراحل التصنيع والأنواع المختلفة من آلات النفخ في عصور مختلفة، بداية من التاريخ المصري القديم وحتى وقتنا الحالي.
تقول منى عبد الكريم، منسق المشروع، اختارنا المشروع لعدة أسباب، منها الحفاظ على التراث والتأكيد على الهوية بمقاومة اندثار الآلات، وعرض نمط الحياة المرتبط بصناعة الآلات، فأحد الصناع يصنع 50 قطعة، ويذهب ليبيعها وبعد الانتهاء منها يعود مرة أخرى ويبدأ التصنيع من جديد، إنه يعاملها كأحد أبنائه.
وتضيف أن المشروع يهدف إلى التوثيق والترويج لمنتج ثقافي مميز، وفتح مجالات جديدة لتسويق آلة تراثية، مع ربط دائرة التصنيع والسوق للوصول للمشتري والعازف.
بينما يقول رامي رياض، أحد الطلبة الأربعة، المسؤول المالي والأرشفة والتوثيق والموقع الالكتروني الخاص بمزمار،
عملي الأساسي في مؤسسة المرأة والذاكرة، وأهتم بالأرشفة وخاصة التاريخ الاجتماعي والحكي الشفاهي والمزمار، ليس فقط المعرض بل مهتم بآلات النفخ الشعبية والفرق التي تعزفها والفرق والآلات التي اندثرت والكتب والمؤلفات والأفلام والمواقع ذات الصلة.
الموقع يجمع كل شيء مرتبط بالموضوع ويؤرشفه ويربطه بالأشياء الأخرى، وفي المراحل المقبلة سنعمل على رفع المواد الفيلمية والصور والكتب، وكذا المقارنة بينها وبين الآلات المشابهة في الدول الأخرى، حتى يصبح موقع توثيق للتراث الإنساني للآلات الموسيقية والتواصل الثقافي بين الشعوب.
ويعرض الموقع المواقع الأخرى ذات الصلة، حتى إن كانت ورش أو أماكن لتعليم عزف الآلات، ويهتم بإعادة النظر في التاريخ من خلال الحكي الشفهي.
وتحكى الصور المعروضة عن تاريخ طويل من الفن، يربط بين أربع آلات نفخ ورثناهم عن أجدادنا المصريين القدماء، وهم المقرونة والأرغول والكولة والمزمار، وهي صور للمصور الأمريكى المعروف “دومينيك هوبر” من خلال جولته بمحافظات مصر ما بين 2007 و2008.
كما يضم المعرض صور لآلات نفخ شبيها فى دول مختلفة ، وتقول منة الله صبرى، أحد الطلاب الأربعة، مسؤول جمع الصور وتوثيقها، نعرض صورًا لآلات نفخ اندثرت بالفعل، مثل الفولت ميكسيكو، وهو موجود في متحف متروبوليان، والمزمار المزدوج المغربي، وهو معروض في المتحف الوطنى باستكلندا، وفانج شينج الصين، وغيرها، بالإضافة إلى صور لرسومات فرعونية تمثل العزف على آلالات وصور لعازفين وآلاتهم من الهند وباكستان والمغرب.
وبالرغم من تقارب تلك الآلات إلا أن لأي منها مواصفات مختلفة، فمثلا المقرونة عبارة عن بوصتين متطابقتين، في كل بوصة خمسة أو ستة ثقوب، ويتحكم عدد الثقوب في مقامات الآلة ووحدة صوتها.
أما الأرغول، فهو عبارة عن بوصتين مربوطتين بخيط إحداهما قصيرة والأخرى أطول منها، والمبسمان متصلان، رغم أنه لا توجد إلا بوصة واحدة مثقوبة تصدر الألحان .
والمزمار هو آلة نفخ كانت تصنع من خشب المشمش، وحاليا تصنع أحيانا من المعدن وهي كالبوق، رفيعة عند طرف العازف من المبسم وتتسع من الطرف الآخر.
وأخيرًا الكولة، وهي ناي بوصة واحدة، لا يوجد في ظهر الكولة ثقب مثل الذي نجده في ظهر الناي، وتصل الأحجام المختلفة للكولة إلى تسعة أحجام، طبقا للمقام المطلوب في المؤلفة الموسيقية التي يرغب في عزفها عازف الكولة .
يشار إلى أن المعرض يقام بدعم من مؤسسة بروهلفتسيا، التي تهتم بتطوير المشروعات الثقافية طويلة المدى مع مبدعين مصريين ومؤسسات مصرية في المجالات الثقافية المختلفة، كما أن المؤسسة دعمت مشروع المصور دومينيك هوبر.
تعليق واحد