“شيكوريل” حلقة جديدة من مسلسل هدم تراث الإسكندرية
ذات مساء جمعة عادي، كان سكان منطقة رشدي بالإسكندرية يشاهدون- بشكل عادي أيضًا- أعمال هدم في فيلا رقم 404، فيلا شيكوريل التراثية، فقد أصبح مسلسل هدم المباني التراثية بالإسكندرية أمر عادي جدا.
في مساء هذا اليوم الذي وافق 30 سبتمبر الماضي، أشيع أن المبنى التراثي قد أزيل بالكامل، وهو ما نفاه حي شرق الإسكندرية، عقب ذلك بأيام.
في حالة من الاستياء يقول الدكتور محمد عوض، ئيس لجنة حماية التراث بالإسكندري، إن فيلا شيكوريل هدمت دون تصريح هدم، ورغم محاولات عديدة في الماضي لإخراجها من الفيلات التراثية، لكن ما زال الأمر تنظر فيه “الإدارية العليا”.
يضيف عوض أن القيمة التراثية لهذا المبنى يرجع إلى تصميمه في عشرينيات القرن الماضي على طراز زخرفي مميز، على يد ثلاثة من أشهر المهندسين في فرنسا آنذاك.
وعن دور لجنة حماية التراث في موضوع الهدم يوضحأنهم طالبوا بوقف أعمال الهدم وتحويل المسؤولين عنه إلى النيابة للتحقيق معهم، وهم الملاك الحالين الذين اشتروا العقار.
ويتابع أن ماتم هدمه هو نصف الفيلا، ولا يستطيعون هدمها بأكملها وإلا فأن هناك عقوبات ستفرض عليهم، بمقتضى القانون، وإذا تم انقاذ ما تبقى يمكن ترميم الفيلا مرة آخرى، لكن الأمر بحاجة إلى قرار من المسؤولين .
بينما يعرب محمد أبو الخير، منسق مبادرة أنقذوا الإسكندرية، عن إحباطه بعد تنظيم عدة وقفات لإيقاف الهدم، وبعد محاولات التواصل مع المسؤولين، وتقديم حلول دون استجابة.
يقول أبو الخير إن المبادرة في الوقت الحالي تدرس الموقف من كافة جوانبه،لتكون أكثر موضوعية حول الأمر.
ويذكر أنالفيلا تعود إلى الثري اليهودس يوسف شيكوريل، الذي بناها في عام 1930، على طراز يسمى Art Deco، والتي أشرف عليها المعماريون الفرنسيون ليون أزيمان وجاك هاردي وجورج بارك.
عقب صدور قانون التأميم فى الخمسينيات انتزعت ملكية الفيلا لتصبح مقرًا تابعا لرئاسة الجمهورية، ثم انتقلت تبعيتها إلى الشركة العربية للملاحة البحرية،وأدرجت على قائمة حفظ التراث برقم 278 لسنة 2008.
وكانت “شيكورال” تعرضت خلال السنوات الماضية، لمحاولات هدم وتشويه، بعد صدور قرار بخروجها من مجلد التراث بحكم من محكمة القضاء الإداي، الذي طُعن عليه.
تعليق واحد