ملك وكتابة 2| مسجد ابن طولون المطبوع على الـ5 جنيهات.. ثالث الجوامع وأبقاها
لا يعلم الكثير أن المسجد المطبوع على الفئة المالية الـ5 جنيهات، مسجد ابن طولون، بناه أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية عام 263 هجرية – 876 ميلادية.
يقع المسجد في منطقة السيدة زينب في القاهرة، وهو ثالث أقدم المساجد في مصر بعد مسجدي عمرو بن العاص ومسجد العسكر.
3 أعوام لبناء
قال عاطف قناوي، مفتش آثار بوزارة الآثار المصرية، إن مسجد ابن طولون، بدأ بناؤه في عام 263 هجرية – 876 ميلادية، على يد مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام، واستمر بناؤه قرابة 3 أعوام على التوالي حتى انتهت أعمال التشييد في عام 265 هجرية – 879 ميلادية، بتكلفة نحو 120 ألف دينار في ذلك الوقت.
مكونات المسجد
تابع مفتش الآثار في حديثه لـ”ولاد البلد” أن المسجد تبلغ مساحته 6 أفدنة ونصف الفدان. كما يبلغ طوله يبلغ طوله 138 مترًا، وعرضه 118 مترًا تقريبًا.. ويعد ضمن أكبر المساجد التي بنيت في مصر المحروسة قديما.
ولفت إلى أن مسجد ابن طولون، مسجد معلق.. أي يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل.. وبه مئذنة فريدة من نوعها، وصحن مربع يتوسط المسجد.. وله 19 مدخلًا مختلفًا، فضلا عن وجود 4 طوابق و128 شباكًا مختلفا داخل المسجد.
بناء مسجد ابن طولون
وحسبما ذكر جلال الدين السيوطي، في كتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر القاهرة، والذي صدر في عام 1387 – 1967، أن ابن طولون كان يصلي في مسجد شديد الضيق.. ولهذا قرر أن يبني المسجد، وهناك حلم من أحلام أحمد بن طولون.. ربما كان سببا في بناء واحد من أهم مساجد القاهرة.
وذكر الكتاب أن ابن طولون رأى في منامه أن الله تعالى تجلى لجميع القصور المحيطة بموضع جامعه.. ولم يتجلى للجامع، ففسر له المفسرون «يخرب ما حول الجامع، ويبقى قائما وحده».. وعندها بني المسجد، وبعد بنائه رأي ابن طولون حلما آخر أن نارًا عظيمة التهمت المسجد.. فبشره المفسرون لما قص عليهم الحلم أنه تقبل من الله، حيث كان النار رمزا لقبول القربان في الماضي.
المهندس المعماري المصري سعيد بن كاتب الفرغاني
وذكر الكتاب أن السلطان استعان بالمهندس المعماري المصري «سعيد بن كاتب الفرغاني» وهو مسيحي الديانة.. لبناء وتشييد المسجد. وقال له ابن طولون “أريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى.. وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدولة العباسية مصر في أواخر عهد موسى هارون.. وسوا القطائع بالأرض ولم يبق منها سوى هذا المسجد”. وقد كان وتم بناء المسجد التاريخي.
السلطان لاجين
وذكر الكتاب، أن السلطان حسام الدين لاجين المملوكي، رمم المسجد وأنشأ القبة المقامة وسط الصحن، عوضا عن القبة التى شيدها الخليفة الفاطمى العزيز بالله، والتي كان قد أقامها بدلا من القبة الأصلية التي احترقت سنة 376هـ.
ولفت الكاتب إلى أن السلطان لاجين كان أحد المماليك الذين قاموا بقتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ومن ثم أخذ مماليك وحلفاء الأشرف في البحث عن لاجين ليثأروا منه، فما كان منه إلا أن احتمى في منارة هذا المسجد الذي كان قد هجره الناس وتحول إلى مربط للخيل، ونذر بتجديد وإعمار المسجد إذا مرت هذه المحنة، وتمر الأزمة ويتولى لاجين عرش مصر، ويلقب بـ”المنصور”، وأول ما قام به هو الوفاء بنذره، فأعاد إعمار المسجد بعد إهماله لأكثر من 400 عام.
كما أفاد قناوي، أن المسجد كان يستعمل كمصنع للأحزمة الصوفية في القرن الثاني عشر هجريًا، واستعمل ملجأ للعجزة في منتصف القرن الثامن عشر، ثم تحفظت عليه لجنة حفظ الآثار العربية في عام 1882
الملك فؤاد يعيد ترميم المسجد
كذلك يذكر قناوي، أن الملك فؤاد الأول، أمر بإعداد مشروع لترميم المسجد، وإخلاء ما حوله من الأبنية في عام 1918، ورصد قرابة 40 ألف جنيه من أجل إعادة ترميمه.
كما تمكنت وزارة الثقافة المصرية، من إعادة بناء وترميم المسجد، في عام 2005، بتكلفة مالية قاربت من 12 مليون جنيه، وذلك ضمن مشروع القاهرة التاريخي، الذي كانت تعده وزارة الثقافة.
الإله حابي
وقال مفتش الآثار إن الرسوم الفرعونية التي تظهر في خلفية فئة الـ5 جنيهات، هي للإله حابي وهو يقدم القرابين.. وذلك تعبيرا عن الرخاء والخير لشعب مصر.. وينبت من رأسه نبات اللوتس رمز الجنوب ونبات البردي رمز الشمال.. وأسفل الرسم في الشريط أسفل العملة عملية الزراعة وحلب الأبقار.. في إشارة إلى أهمية الزراعة ووفرة الخير.
مؤسس الدولة الطولونية
أخيرا فـ أحمد بن طولون هو مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام.. كما تعود أصوله إلى قبيلة التغزغز التركية، وكانت أسرته مقيمة في بخاري.
كما كان والده «طولون» مملوكا لنوح بن أسد الساماني عامل بخارى وخراسان.. فأرسله هدية إلى الخليفة المأمون مع من أُرسل من المماليك الترك سنة 200هـ/816م.
أيضا فاسم طولون مشتق من كلمة تركية معناها البدر الكامل. وأنجب طولون عددا من الأبناء من بينهم أحمد.. الذي يكنى بأبي العباس سنة 220هـ/835م وولد في بغداد بالعراق.
تعليق واحد