رحلة «خالد نصار» عاشق التراث البدوي والسيوي
كتب – صلاح هزاع
خالد صلاح نصار، ابن مطروح، و لد فيها وعاش على ترابها والده المرحوم صلاح أمين نصار، مربي نشر العلم في ربوع محافظة مطروح في منتصف الستينيات إلى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وقد ورث خالد نصار عن والده مدرس التاريخ حب البحث في الماضي والتاريخ واستكشاف عناصر القوة ومؤهلات التقدم من تجارب الماضي،
ويتميز خالد نصار بأنه فنان بالفطرة، صقل مواهبه بالدراسة والتخصص في مجال اقترب به كثيرا من البيئة، وهو مجال الاقتصاد المنزلي فهو حاصل على بكالوريوس الملابس والنسيج، من كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان عام 1993، فتمكن بروحه الفنية وخبرته العلمية من فهم التراث البيئي المحسوس المرتبط بحياة البادية وسيوة.
فلنتعرف على رحلته في الحفاظ على التراث المحسوس لمجتمع البادية، ومجتمع سيوة و دوره في الترويج لهذا التراث محليا وقوميا وعالميا.
بداية عشق التراث
قال خالد نصار، إنه عشق التراث البدوي والسيوي بحكم نشأته في هذا المجتمع وتأثير والده “رحمه الله” فيه كأستاذ للتاريخ وكذلك من خلال دراسته العلمية، التي شملت جوانب الفولكلور في الزي ومظاهر الحياة المحسوسة.
وعقب إنهاء دراسته، واستقراره بمرسى مطروح وانخراطه في الحياة العملية، بدأ نصار في رحلة بحث في أنحاء مدن وقرى ونجوع مطروح، وكذلك واحة سيوة وتوابعها لجمع عناصر من التراث التي أوشكت على الانقراض، بسبب زحف الحياة المدنية وحالة التحول التدريجي و المسارعة نحو الحياة الحضرية بأدواتها ووسائلها الحديثة.
رحلة “نصار” لجمع التراث البدوي والسيوي
وأضاف أنه جمع من أنحاء البادية، وسيوة مقتنيات من الأحجار الكريمة التي كانت تتزين بها النساء البدويات، وأهمها أحجار “الجاد” و”العقيق” و”الكوارتز” و”الفيروز” و”ألونيكس”، والتي كانت تستعملها النساء كتمائم وتعاويذ لتداوي الأمراض المختلفة وعلاج العقم وطرد الأرواح الشريرة، وكانت النساء يقمن بتعليق هذه الأحجار في خيوط وتعليقها بالرقبة أو المعاصم.
كما جمع خالد نصار، في رحلاته كميات متنوعة من الملابس والحلي ومنها “المجاس” و”الدملج” و”السوار” ومن سيوة جمع عقود الحوافر وعقود القبب وأغطية الرأس المزينة بالجلاجل الفضية ومشغولات الصوف مثل “الشليف” و”الحسيني” و”النويري” و”الحوايا” والشبور”، والتي كانت تنتجها المرأة البدوية من صوف الغنم بداية من مرحلة الغزل إلى الصباغة إلى النسج، وكانت هذه المفروشات من المكونات الأساسية للبيت البدوي، الذي كان قديما عبارة عن الخيمة البدوية الشهيرة. وبدأ نصار ينتج نماذج جديدة من هذه المقتنيات وعرضها في معارض عامة وفي معرضه الخاص بأحد أكبر فنادق مطروح، التي يرتادها السائحين من جميع أنحاء العالم.
ويتذكر عاشق التراث خالد نصار من معارضه التي قدم فيها مقتنياته ومنتجاته التراثية وأهمها معرض “عودة إلى الماضي” بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان عام 1993، ومعرض الجمعيات الأهلية بالنادي الاجتماعي بمرسى مطروح عام 1996، بجانب مشاركته بانتظام منذ 15 عاما في المعرض السنوي لمديرية التربية والتعليم، وتضمن منتجات التعليم العام والفني.
كما شارك في المعرض الذي تقيمه الهيئة العامة للاستعلامات بمجمع إعلام مطروح في سنوات 2008 و2009 و 2010.
وفي عام 2006 نفذ خالد نصار، برنامج تدريبي تحويلي لتعليم صناعة الجلود يدويا لعدد 20 من شباب الخريجين بمطروح بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، والهيئة العامة الاستعلامات ومؤسسة هانس زايدل الألمانية.
ويعتبر معرض الفنان خالد نصار الخاص بأكبر فندق يرتاده السائحون الأجانب منفذا كبيرا لإطلاعهم على التراث البدوي والسيوي، والانتشار به في أنحاء العالم من خلال حرص مئات السائحين على اقتناء كثيرا من معروضاته.
4 تعليقات