"الزريبة".. سجاد مغربي يغزل خيوطه من الماضي
تحتفظ دولة المغرب بمهن ومنتجات لها طابعها الخاص، بعد أبرزها صناعة منتجات الزريبة التقليدية القديمة، التي تعبر عن الحضارة الأندلسية، وتشبه السجاد المصري، والصناعات اليدوية في محافظة أسوان أقصى جنوب مصر.
تقول خديجة العزيزي، 38 عامًا- مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، إن الزريبة المغربية، هي منتج تقليدي مغربي، يصنع دون آلات أو مصانع، ويستعمل في صناعته الصوف والقطن ولها العديد من الأشكال والألوان، وتشبع المنسوجات أو السجاد المصري.
وتضيف خديجة لـ”ولاد البلد” أن الزريبة المغربية منتج يدوي تقليدي، يزين المنازل المختلفة في شمال وجنوب المملكة المغربية، ويوضع كديكورات منزلية، أو تعليقه على الحوائط وفرشه على أرضيات المنازل.
السجاد التقليدي المحلي.
وتتابع أن الزريبة المغربية، هي السجاد التقليدي المحلي، الذي يصنع بأياد وطنية، إذ لا تستورد من الخارج، أو تصنع في مصانع كبرى، فهي السجاد المضمون الذي تعتمد عليه ربات البيوت في كل شيء، فضلًا عن أنها أحد أهم مستلزمات العروس.
لوحة فنية
وتقول سهام القدوري، 27 عامًا- مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، إن الزريبة المغربية تعد لوحة فنية إبداعية، لما تمتلكه من ألوان وأشكال زاهية، كما أن تلك الأولوان تشد الزائرين والضيوف.
وتتابع سهام في حديها لـ”ولاد البلد” أن الزريبة المغربية تحمل إبداع المغاربة، الذي يتحدث عن الأصالة والعراقة، وتعد من الأساسيات التي لا بد من وجودها في المنزل.
من صنع السيدات
وتضيف أن النساء المغربيات يعملن على تصنيع الزريبة المغربية بطريقة تقليدية، فهناك النساء اللواتي يقمن بصناعتها من أجل منازلهن وتكون بأحجام صغيرة، وهناك السيدات اللواتي يعملن في في ورش مصغرة، وذلك من أجل بيعها في الأسواق.
وتشير إلى أن تصنيع الزريبة يحتاج إلى جهد ووقت طويل جدًا، بسبب ما تحتاجه من دقه، فضلًا عن عملية إنهائها واختيار الألوان الخاصة بها، التي يجب أن تكون ألوانًا زاهية، وتبدع النساء في صناعتها، بسبب أن العديد من الأسر المغربية تعودت على صناعة تلك المنتجات داخل منازلها منذ سنوات طويلة.
نوع لكل عائلة
وتذكر سمية العامروني، 35 عامًا- مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، أن لكل عائلة مغربية نوعًا من أنواع الزريبة المغربية، فالأسر هناك اعتادوا اختيار نوعًا من الزريبة التى تكون هي الوحيدة داخل العائلة، بحجم مختلف لكل عائلة ولون وشكل مختلف أيضًا.
أشكال متنوعة
وتقول إن الزريبة لها العديد من الأشكال والأحجام، فهناك أشكال هندسية متنوعة، فهناك الأنواع المختلفة سواء الزريبة على شكل مثلث أو على شكل مربع، وكل نوع له شكل ولون وطابع خاص.
أشهر قرية تبيع الزريبة
وتضيف أن قرية الولجة الواقعة في مدينة سلا بمحافظة الرباط عاصمة المملكة المغربية، هي أشهر القري والمناطق المعروفة بتصنيع وبيع الزريبة المغربية الشهيرة، ويأتي العديد من السياح العرب والأجانب إلى تلك المدينة من أجل شرائها.
استخداماتها
وتستخدم الزريبة المغربية منذ زمن في فرش المنازل التقليدية العتيقة، وكزينة وديكورات للمنازل، فضلًا عن استخدامها في فرش أرضيات المنازل، بخلاف فرش الكافيهات والمطاعم المغربية السياحية، التي تعتمد من خلال الزريبة على جذب عيون السائحين بسبب ألوانها الزاهية والمتفردة.
أنواعها
وتتابع السيدة الثلاثينية أن الزريبة لها العديد من الأنواع تختلف من منطقة لأخري، ولكل منطقة أو مدينة أو محافظة زريبة تشتهر بها، فهناك الزريبة الرباطية في إشارة لمحافظة الرباط، والزريبة الزمورية في إشارة إلى مدينة أزمور المغربية، والزريبة الأمازيغية في إشارة إلى طائفة الأمازيع في المملكة المغربية، وهم الأكثر إبداعًا في صناعتها.
وتتنوع أسعار الزريبة من منطقة إلى أخرى، وتختلف بحسب الحجم والنوع واللون، وتبدأ أسعارها من 50 درهمًا مغربيًا، أي ما يعادل 100 جنيه مصري، وتصل أحيانًا إلى 500 درهم، أي ما يوازي ألف جنيه مصري.