معماري مصري يقدم النسخة الحديثة من لوحات المستشرقين
لوحات حديثة وُصفت بأنها النسخة الحديثة من أعمال المستشرقين في مصر، صممها ونفذها مهندس معماري مصري مزج فيها دراسته بهوايته وهي التصميم، مقدما مشروعا يتكون من عدة لوحات مصممة بواسطة برامج مخصصة يتضح فيها ملامح من الحياة في المجتمع المصري بالأماكن السكنية غير الرسمية.
من الهندسة للجرافيكس
تواصل «باب مصر» مع المهندس المعماري مصطفى زهدي، ويقول إنه تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة، بعد بضع سنوات دراسية تخصص فيها في دراسة العمارة، وخلال الدراسة بالجامعة انجذب إلى مجال التصميمات «الجرافيكس» وبدأ العمل به منذ الدراسة مستمرا على مدار الأعوام الثمانية الماضية، وخلال العمل حرص على المزج بين الدراسة الأكاديمية لمجال العمارة وهواية التصميم، وكلما سمحت الفرصة ينشر تصميما يعبر عن مزج موهبته ودراسته.
تعددت تصميماته المميزة حتى نشر مؤخرا مشروعه الأخير الذي يحمل اسم «رسومات عن القاهرة» ويتضمن مجموعة من التصميمات المميزة التي حاول من خلالها توثيق مظاهر عمرانية من مناطق توصف بأنها غير رسمية أو «عشوائية»، والتي تشغل معظم المساحة السكنية في القاهرة، وقدمها في شكل رسومات أو لوحات فنية، ويقول عن المشروع الفني الذي يتضمن مجموعة الصور التي صممها ونشرها حتى الآن: “الهدف منها هو إظهار وتوثيق صور من الواقع المصري في شكل جمالي”.
رسومات عن القاهرة
فكرة المشروع خطرت ببال مصطفى قبل عدة سنوات، خاصة مع تداول صور لمناطق عشوائية تقع بالقرب من مناطق عريقة وتواجده للعمل في مناطق مشابهة بالفعل، وبحكم عمله معماري في مجال التنمية العمرانية والمجتمعات، تركزت معظم المشاريع في مناطق حالتها العمرانية متدهورة، مثل العشوائيات أو قرى الصعيد، وهذه المناطق برغم كثرتها وتوزيعها الجغرافي إلا أنها مهمشة بنسبة كبيرة.
واعتبر مصطفى ذلك بمثابة مصدر إلهام للفكرة، متمنيا انتظار الوقت المناسب لتنفيذه، ولم يتم ذلك إلا قبل عدة أشهر، ورأى أن الرسومات نوعا من أنواع تسليط الضوء على الواقع ولكن بطريقة جمالية، وعندما بدأ العمل على المشروع كان بشكل فردي، واستغرقت مدة اللوحة الواحدة مدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، خاصة مع عدم التزامه بعدد ساعات للرسم يوميا.
«الرسم بحسب المزاج» هذا ما اتبعه المهندس المعماري صاحب الـ30 عاما خلال تنفيذ المشروع، بجانب عمله مهندس معماري، وباختلاف المجالين يرى أن الشغل الحر أكثر متعة وإثارة، لاقى مشروعه قبول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي وصفوه بأنها النسخة الحديثة من لوحات المستشرقين في مصر الذين وثقوا من خلالها ملامح من الحياة المصرية.
العشوائيات تتحدث
واستوحى أفكار الرسومات العشرة من مناطق مختلفة، معتمدا على وجود رمز أو علامة تشير إلى الحياة في الأحياء المصرية، كمشهد الحي الشعبي ويظهر خلفه مشهد الأهرامات خلف المباني، ويقول: “هذه اللوحة من الممكن رؤيتها في منطقة نزلة السمان أو شارع ترسة أو مناطق أعلى الدائري”، ولكن المميز هو أن اللوحات مستوحاة من الخيال وليس بالضرورة وجودها في الواقع بنفس الألوان والشكل، خاصة مع ظهور سيدة في إحدى لوحاته مرتدية «الملاية اللف» التي لم تعد مستخدمة حاليا.
ويحاول الزهدي في لوحاته أن يظهر التركيز على فكرة الرسمة أكثر من رسم المنطقة في حد ذاتها، بجانب العنصر الأساسي للوحة وهي دخول عادات موجودة في المجتمع المصري تميزه مثل تجمع أفراد أعلى سطح المنزل، ومشهد سيدة تنشر الغسيل خارج المنزل، وشخص يستخدم «السبت»، وعدة مشاهد أخرى يتجسد فيها تربية الطيور فوق سطح المنزل.
المشروع القادم لزهدي يستكمل فيه توثيق ملامح الحياة المصرية، ويعمل حاليا على لوحة للطائرات الورقية التي انتشر استخدامها مؤخرا خلال جائحة كورونا وبقاء الشباب والأطفال في المنازل، وبعدها سيستكمل لوحاته عن الصعيد أو الريف المصري أو الإسكندرية.
تعليق واحد